كاسترو السفير فوق العادة لـ «الشرق الأوسط»: نبحث افتتاح سفارة سعودية في هافانا.. وحجم صادرات «السيجار الكوبي» مع المملكة مليون دولار

كوبا تغري السعوديين بعوامل سياحية وتجارة فواكه وكوادر طبية

أحد شواطئ كوبا التي تدعو السعوديين للاستفادة من السياحة فيها مع انخفاض تكلفة المعيشة وتوفر البنى التحتية
TT

أبلغ «الشرق الأوسط» مصدر دبلوماسي رفيع عن بذل كوبا خلال الوقت الراهن قصارى جهودها في السعودية للتعريف بجمهورية كوبا كدولة وما تحويه من إمكانيات وقدرات تخولها للتواصل مع أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط .

وكشف لـ«الشرق الأوسط» لوريانو رودريغز كاسترو، السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كوبا لدى السعودية، أن بلاده تخطط حاليا للتعريف بالجمهورية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في وقت باتت فيه كوبا واحدة من بين دول أميركيا الجنوبية الأكثر تطلعا للاتصال الخارجي.

وأضاف كاسترو أن حجم التعامل التجاري الضخم مع السعودية دفع كوبا للتطلع إلى زيادة الاتصال والتعريف بما لديها من إمكانيات اقتصادية عالية المستوى، لافتا إلى أن قدرات بلاده تكمن في 3 مجالات هي الزراعة والطب والسيجار المعروف على مستوى العالمي.

ومعروف أن كوبا إحدى دول المواجهة للولايات المتحدة التي فرضت عليها حصارا سياسيا واقتصاديا امتد إلى 45 عاما ما أدى إلى أن تسجل فائضا اقتصاديا كبيرا يفوق 93 مليار دولار، إلا أن لديها سفارات وامتدادا في بلدان العالم ومنها الدول العربية، كما أنها من بين الدول القليلة التي لديها سفارة لفلسطين.

وذكر السفير الكوبي أن العمل جار في مباحثات مع الحكومة السعودية لافتتاح سفارة لدى هافانا، العاصمة الكوبية، بعد أن تم العمل في سفارة كوبا منذ شهور قليلة في العاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى أنه وجد قبولا من الجانب السعودي، بيد أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت ـ على حد وصفه.وعلى الرغم من تعرض كوبا لعواصف بحرية، إلا أن كاسترو أكد أن السياحة، التي تستقطب مليوني سائح من كافة العالم سنويا، مهيأة بشكل كبير أمام السعوديين في وقت أن تلك العواصف قليلة الحدوث ودائما ما يتم تلافيها من خلال إنذار المناطق وإجلاء السكان إلى مدن داخلية لا يطالها الإعصار، مشددا على أن العوامل السياحية مغرية أمام السعوديين.

وزاد كاسترو أن العوامل السياحية متعددة لدى كوبا أهمها الهامش السعري السياحي المنخفض مقارنة بكثير من الدول السياحية العالمية، إضافة إلى توفر البنى التحتية المتكاملة من اتصالات وفنادق فاخرة وأمن وشبكة تنقلات وشواطئ نظيفة وعمالة إدارية وميدانية مثقفة إضافة لوجود سياحة علاجية واستجمام عالي المستوى.

وبيّن كاسترو أن بلاده تسعى إلى تحريك التبادل التجاري مع السعودية لاسيما أن بلاده تحظى بإمكانية زراعية عالية المستوى وتقنية تختص بالهندسة العضوية، مشيرا إلى تصنيع التقنيات الزراعية تتضح جودتها على مستوى الإنتاج للفواكه الاستوائية مثل الموز، الأناناس، البرتقال، متطلعا إلى وجود شراكات قوية في قطاعي الأعمال المتخصص في هذا المجال.

وأفاد كاسترو بأن لدى بلاده قدرات طبية عالية التأهيل في مجال التطبيب والعلاج الطبيعي ومرورا بالأطباء الأكفاء في بعض التخصصات ما يمكن أن يدعم القطاع الطبي العام والخاص لدى السعودية، لافتا إلى أن صناعة الدواء شهدت ازدهارا أدى إلى تفرّد كوبا ببعض الأدوية من خلال صناعتها وتصديرها إلى كبريات دول العالم من بينها علاجات لأمراض «الزائدة»، و«البهاق»، و«البرص».

وتحفّظ السفير فوق العادة لكوبا الحديث عن السيجار الكوبي، إلا أنه كشف لـ«الشرق الأوسط» بأن بلاده لا تزال تواصل صناعة السيجار الكوبي الفاخر والطبيعي الذي هو أشهر ما يعرّف بكوبا على الرغم من الضرر الصحي الذي اعترف به، مفصحا أن حجم صادراته إلى السعودية يقدر 3.75 مليون ريال (مليون دولار) وهو ما يعد ضعيفا ـ على حد تعبيره ـ نتيجة لتشديدات ضريبة عالية جدا عند دخوله.