اليابان تقدم 100 مليار دولار لصندوق النقد الدولي خلال القمة وتدعم الدولار كعملة مرجعية

أوروبا تبدي استعدادا لخفض تمثيلها فيه لإتاحة مساحة أكبر أمام الصين والاقتصادات الصاعدة

TT

اعلنت الحكومة اليابانية مساء انعقاد قمة العشرين، والتي سيكون موضوع مهام وتركيبة صندوق النقد الدولي من القضايا الرئيسية التي ستناقشها، انها ستقترح تقديم قرض يصل حتى 100 مليار دولار للصندوق لمساعدة الدول الاكثر تضررا من الازمة المالية العالمية.

وسيقوم رئيس الوزراء الياباني تارو اسو بتقديم هذا الاقتراح خلال انعقاد القمة، حسب ما جاء في بيان لمكتبه.

وسيدعو اسو ايضا الدول الاعضاء الى زيادة مساهماتها في صندوق النقد الدولي كي يستطيع مساعدة الدول التي اصبحت على وشك الافلاس. وطلبت ايسلندا والمجر واوكرانيا وباكستان مساعدات مالية من الصندوق.

وكانت قد صرحت أخيرا مصادر في الصندوق انه سيقوم بتقديم المساعدات لعدد من الدول في افريقيا وآسيا ووسط اوروبا لمساعدتها على التغلب على الأزمة المالية. ويعتقد العديد من قادة الدول الصناعية ان الأزمة المالية قد تكون لها انعكاسات مدمرة على بعض الأسواق الناشئة والتي قد تسبب في اضطرابات اجتماعية في تلك البلدان.

وقالت واشنطن في مناسبات مختلفة انها تدعم هذا التوجه. وطالب بالمقابل رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون من الدول الغنية وبعض الدول العربية مثل السعودية ان تساعد في ضخ السيولة المالية في الصندوق من اجل ان يكون قادرا على تقديم المساعدات. وجاء في بيان للحكومة اليابانية «بانتظار ان تصبح زيادة الرأسمال فعلية، نحن على استعداد لتقديم حتى 100 مليار دولار لصندوق النقد الدولي مقتطعة من احتياطي لمبادلات عندنا». وقد ارتفع احتياطي المبادلات في اليابان حتى نهاية اكتوبر (تشرين الاول) الى حوالي 978 مليار دولار وهو ثاني اكبر احتياطي في العالم وراء الصين.

وحسب صحيفة «يوميوري شيمبون»، فان رئيس الحكومة اليابانية سيقترح مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي التي تصل حاليا الى 340 مليار دولار. واوضحت الصحيفة الاوسع انتشارا في اليابان ان الصين تتمتع بحق تصويت في صندوق النقد الدولي اقل اهمية من تصويت بلجيكا وهولندا مجتمعتين.

وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية ان الاوروبيين مستعدون لخفض تمثيلهم بالمؤسسات المالية الدولية لاتاحة مساحة أكبر أمام الصين وغيرها من الاقتصادات الصاعدة. وفي مقابلة مع صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون قال باروزو ان الزعماء الاوروبيين أقروا بأنهم يتمتعون بتمثيل زائد عن الحد في مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي.

وتملك الولايات المتحدة حاليا 77. 16 في المائة من مجموع حقوق التصويت بصندوق النقد مقابل 88. 5 في المائة لالمانيا و86. 4 في المائة لكل من بريطانيا وفرنسا و66. 3 في المائة للصين.

وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة لا ريبوبيلكا اليومية الايطالية قال باروزو ان الازمة المالية العالمية لم تنته بعد.

ونقلت الصحيفة عن باروزو قوله «من الاتصالات التي أجريتها والروح العامة للنقاش من جانب الزعماء وقادة الدول.. هناك انفتاح على استيعاب دور أكبر للاقتصادات الصاعدة».

وذكرت الصحيفة أن باروزو قال انه ينبغي أن تحصل الصين على صوت أكبر يعكس نفوذها الاقتصادي.

وحسب مكتب رئيس الوزراء، فان اسو سيقترح على مجموعة الـ20 مراجعة نظام حق التصويت في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات دولية اخرى.

واوضح بيان الحكومة اليابانية ان «المؤسسات المالية الدولية من اجل التنمية يجب ان تلعب ايضا دورا اكثر فعالية كما ان البنك الاسيوي للتنمية هو بحاجة خصوصا لزيادة سريعة في رأس المال».

واعلن اسو انه ينوي لعب دور طليعي خلال القمة استنادا الى التجربة التي تتمتع بها اليابان في مجال تخطي ازمتها المصرفية والاقتصادية في التسعينات. واليابان هي ثاني اكبر مساهم بعد الولايات المتحدة في صندوق النقد الدولي ولكنها تجد صعوبة في اسماع صوتها على المسرح الدولي.

وبالنسبة لمستقبل الدولار كعملة مرجعية، جدد اسو دعمه للعملة الاميركية. وجاء في البيان ايضا «يعرب البعض عن قلقهم لمعرفة ما اذا كان بامكان الدولار ان يبقى عملة مرجعية نظرا الى تراجع القوة الاقتصادية للولايات المتحدة ولديونها الهائلة» مضيفا «مع ذلك، يجب ان نبذل جهودا لدعم نظام الدولار الذي يرتكز عليه حاليا النظام الاقتصادي والمالي الدولي».

ومن جانب آخر قال أكبر مستشار اقتصادي في باكستان ان بلاده تتوقع أن يقدم لها صندوق النقد الدولي ومقرضون قروضا بمليارات الدولارات قريبا. وتسعى باكستان للحصول على دعم مالي منذ أسابيع، وقالت مؤسسة ستاندرد اند بورز للتصنيفات الائتمانية ان قرارها أمس الجمعة بخفض التصنيف الائتماني للدولة الى مستوى السندات عالية المخاطر يرجع الى تباطؤ اسلام أباد في تأمين المساعدات الخارجية.

وقال المستشار الاقتصادي شوكت تارين لرويترز ان الحكومة ستقدم قريبا «خطاب نيات» الى صندوق النقد بما يمهد الطريق للحصول على قروض بمليارات الدولارات.

وقال تارين «المرجو أن يتم ذلك قريبا، فقد أنجزنا الكثير من العمل فيه ونريد اتمامه قريبا»، وسئل ان كان ذلك قد يتم خلال اسبوع فقال «نعم هذا هو المأمول».