«الأسهم السعودية» تتحسّس نتائج اجتماع «مجموعة العشرين» اليوم

«المؤشر العام» يدخل تداولاته وسط بروز تحد استمرار انخفاض أسعار النفط عالميا

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

تدخل سوق الأسهم السعودية اليوم تداولاتها وعيون المتعاملين تتحسس ما ستخرج عنه نتائج اجتماعات «المجموعة العشرين» المنعقدة حاليا في العاصمة الأميركية واشنطن بمشاركة السعودية، كأكبر مصدر للنفط وأضخم اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، عبر أجهزتها المالية والنقدية وسط انتظار ما سيخرج به الاجتماع من توصيات للاقتصاد العالمي.

ويعود ترقب سوق الأسهم السعودية لما ستؤول إليه الاجتماعات إلى أن قراراتها الإيجابية من شأنها تغيير وضع الأسواق المالية العالمية وتحفيزها على الصعيد المعنوي ووضع اقتراحات لانتشال الأسواق من ظرفها المضطرب حاليا، وبالتالي سيؤثر ذلك على وضع سوق الأسهم السعودية التي باتت تتأثر بحركة بورصات العالم مؤخرا.

وذكرت في هذا الصدد مجموعة بخيت الاستثمارية أن ما سينتج عن اجتماع مجموعة العشرين G20 التي تضم السعودية كإحدى أعضائها مطلع الأسبوع الجاري، سيكون له أثر إيجابي في تهدئة الاضطراب الذي يعم الأسواق المالية في حال تم التوافق على عمل مشترك لحل الأزمة المالية والذي من شأنه أن يؤثر إيجاباً في السوق السعودية.

وعلى الرغم من ذلك، تفيد «بخيت الاستثمارية» إلى أن سوق الأسهم لا يزال تحت تأثير تضارب توجهات المتعاملين بين الرغبة في اقتناص الفرص الاستثمارية على المدى الطويل من جهة والرغبة في تحقيق المكاسب السريعة بعد كل ارتفاع من جهة أخرى، وهو ـ على حد تحليل المجموعة ـ يعزز استمرار حالة الضبابية.

وأفادت «بخيت الاستثمارية» أن ظروف الأسواق العالمية وتأثيرها على أرباح الشركات السعودية السنوية تمثل أحد المواضع التي ينظر إليها المتعاملون بترقب شديد وبالأخص لقطاع البنوك، ومدى تأثرها بما حصل في بورصات العالم، مؤكدة تجاهل المتعاملين التقييمات السعرية الجذابة التي تتداول عندها العديد من الأسهم أدت إلى انخفاض المكرر الربحي العام للسوق دون 10 في المائة.

ولمحت مجموعة بخيت الاستثمارية في تقريرها الأسبوعي إلى بروز تحد جديد أمام سوق الأسهم متمثلا في استمرار انخفاض أسعار النفط من جديد في ظل المخاوف من تفاقم الركود الاقتصادي الأميركي وتراجع الطلب تباعا، حيث أن سوق الأسهم اعتادت على التفاؤل مع صعود أسعار النفط في السعودية باعتباره المصدر الرئيسي للدخل العام للاقتصاد المحلي.

أمام ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» يوسف الرحيمي وهو محلل فني سعودي إن سوق الأسهم سيكون عرضة لمزيد من الهبوط وسط الظروف التي تلفه وتتكالب عليه والتي أبرزت خلال الفترة الماضية حالة التذبذب بين صعود وارتفاع ضمن مسار هابط كبير، مشددا على خطورة عملية المضاربة خلال المرحلة المقبلة لغير المتعامل الذكي.

ولفت الرحيمي إلى ضرورة أخذ الحيطة لصغار المتعاملين حتى تتضح الرؤية الواضحة لمستوى استقرار السوق عند مناطق سعرية ونقطية لم تتضح حتى الآن نتيجة للعامل الزمني الذي لا بد أن يستوفي مددا زمنية ربما تصل إلى 6 أشهر حتى الوصول إلى إدراك قاع سعري محدد لسوق الأسهم.

ولكن الرحيمي عاد للتأكيد، بأن سوق الأسهم وعلى الرغم من خطورته الحالية، إلا أن مرحلة وضوح القاع الذي سترتكز عليه السوق سيكون مهيئا للمضاربة غير الخطيرة (الآمنة) ولكن سيواجه ذلك انخفاضا في عملية المكاسب الفعلية المسجلة في المحافظ نتيجة أن القيم السعرية التي ستكون حينها منخفضة جدا وبالتالي الهوامش الربحية المنتظرة ستكون بالهللات فقط.

ويزيد الرحيمي بالقول: «أعتقد وفقا للدورة الاقتصادية المجربة في سوق الأسهم سابقا، أن الاهتمام العام بسوق الأسهم سيتقلص ويصل إلى مرحلة إطلاع المتداول على محفظته مرة واحدة في الأسبوع بعد تراجع معدل الاهتمام من متابعة لحظية إلى ساعية فيومية وحاليا مرة كل 3 أيام».