عشاء عمل في البيت الأبيض ومؤتمر ليوم واحد في قمة العشرين

مع «قمة الشعب» التي تعقد في نفس اليوم لانتقاد الرأسمالية ومؤسسات الاستثمارالكونية

متظاهرون ضد قمة العشرين يرتدون أقنعة لقادة الدول المشاركة (إ.ب.أ)
TT

أغلقت أمس شوارع في منطقة متحف البناء الوطني الذي تعقد فيه القمة الاقتصادية العالمية، وستغلق اليوم محطة المترو بالقرب من المتحف ضمن إجراءات أمنية مشددة بسبب وجود ملوك ورؤساء عشرين دولة يبحثون عن حلول للكارثة الاقتصادية العالمية.

بدأت أمس المنطقة خالية من السياح، ومليئة بالحراس وسيارات الشرطة، وقناصة وكلاب تفتيش، في منظر غير مثير، ربما يصور كآبة الكارثة الاقتصادية التي تهدد الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بانهيار اقتصادي عالمي مثل الذي حدث سنة 1929.

وتكررت الحراسة المشددة ليلة أمس في منطقة البيت الأبيض عندما استضاف الرئيس بوش القادة في حفل عشاء. وأحاطت الشرطة وكلاب تفتيش بتجمع آخر هو «قمة الشعب» في ميدان «لافاييت» أمام البيت الأبيض، والذي تنظمه جمعيات تنتقد الرأسمالية ودور الشركات العالمية ومؤسسات الاستثمار الكونية.

وستكون جلسات اليوم السبت مكثفة، وتنتهى بمؤتمر صحافي يغادر بعده الملوك والرؤساء واشنطن، في واحد من اقصر مؤتمرات القمة فيها.

وفي الشهر الماضي، عندما أعلن الرئيس بوش الدعوة للقمة، كان هناك اعتقاد بأنها ستستمر عدة ايام، وستكون خارج واشنطن، وفعلا اقترح منتجع كامب ديفيد (ولاية ماريلاند)، أو اليزابيث تاون (ولاية ويست فرجينيا)، أو الكلية البحرية في أنابوليس (في ماريلاند) حيث عقد في السنة الماضية مؤتمر سلام الشرق الأوسط. لكن، تغيرت الخطة، واقتصرت على مؤتمر يوم واحد في واشنطن. وكان من أسباب ذلك حلول الشتاء، ثم فوز أوباما الديمقراطي، وليس ماكين الجمهوري، برئاسة الجمهورية. بالإضافة الى رغبات القادة في العودة الى بلادهم سريعا لمواجهة الكوارث الاقتصادية هناك.

وأمس، أعلنت السفارة الفرنسية في واشنطن ان الرئيس نيكولا ساركوزي وصل في السادسة مساء، قبيل عشاء البيت الأبيض، ويقضي ليلة في واشنطن، ويعود مساء اليوم السبت. وقالت السفارة ان كارلا بروني، زوجة الرئيس وعارضة ازياء سابقة، ستبقى في فرنسا، وسيحضر الرئيس عشاء البيت الأبيض بدونها.

وأعلنت سفارات دول أخرى ان قادتها لن يحضروا مع زوجاتهم. وقالت سفارة المانيا إن المستشارة أنجيلا ميركل لن تحضر مع زوجها. وقالت سفارة الصين ان الرئيس هو جينتاو لن يحضر مع زوجته.

وقالت سفارة اخري ان رئيسها سيحضر ليلة امس، ويسافر مساء اليوم. وعندما سئل عما اذا كان يوم واحد كافيا، قال ان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في هذه الدول اجتمعوا مرات ووضعوا توصيات لتجيزها القمة.

متحف المباني الوطني الذي يعقد فيه المؤتمر كان مبني لإدارة المعاشات. وهي ادارة تأسست سنة 1887. لكنها صارت مهمة في عهد الرئيس روزفلت بعد الانهيار الاقتصادي سنة 1929. وكان روزفلت أعلن قرارات تاريخية لمواجهة الانهيار، منها تأسيس الضمان الاجتماعي، والضمان الصحي، وتطوير معاشات موظفي الحكومة، وتنسيق معاشات لموظفي القطاع الخاص.

ورغم ان المتحف لم تعد له صلة بإدارة المعاشات، ربما يعيد ذاكرة الحضور والصحافيين الى كارثة اقتصادية أخرى قبل ثمانين سنة، يحضر القمة أكثر من ألف مسؤول حكومي، وأكثر من ألف وخمسمائة صحافي.

لكن، ابعد الصحافيون من مكان المؤتمر. ولم يعقد رئيس أي دولة مؤتمرا صحافيا أمس. وأمس أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بوش سيعقد مؤتمرا صحافيا اليوم بعد نهاية القمة. وأعلنت سفارات غربية ان رؤساءها سيعقدون مؤتمرات صحافية بعد نهاية القمة أيضا. ويعتقد ان الذين نظموا القمة فضلوا ذلك بدلا عن مؤتمر صحافي واحد لكل القادة بعد نهاية القمة.

في نفس الوقت، تعقد منظمات مجتمع مدني وحقوق الإنسان ما سمته «قمة الشعب»، ردا على المؤتمر الحكومي، ورفضا لسيطرة الشركات العالمية والمؤسسات الرأسمالية على السياسات الحكومية الاقتصادية. ومثل برنامج القمة، مساء أمس، مع عشاء الرئيس بوش في البيت الأبيض، توزع «قمة الشعب» عشاء بسيطا للمشردين في ميدان لافاييت، أمام البيت الأبيض. وصباح اليوم، مع بداية المؤتمر، يتظاهر المشتركون في «قمة الشعب» أمام مبنى البنك الدولي ومبنى صندوق النقد العالمي. ومساء اليوم، مع انفضاض القمة الرسمية، تعقد «قمة الشعب» ندوة في مكتبة مارتن لوثر كينغ، بالقرب من متحف المباني حيث عقدت القمة العالمية.

وقالت سمانثا ميلر، من «قمة الشعب» ورئيسة جمعية الطلاب الديمقراطيين في كاليفورنيا: «نريد ان نوضح ان هناك بدائل للرأسمالية. وان هؤلاء القادة هم سبب المشاكل. وها هم الآن يحاولون اعادة الحياة الى نظام يواجه الموت، ويسبب المآسي لمئات الملايين من الناس في كل العالم».

وأضافت «عندما يقيمون مأدبة فاخرة في البيت الأبيض، سنوزع طعاما بسيطا على المشردين أمام البيت الابيض».