انخفاض القيمة المالية لكل دول القمة لكن بنسب مختلفة

TT

> تشترك عشرون دولة التي يحضر قادتها قمة واشنطن في مواجهة كارثة اقتصادية في كل دولة، ولم يحدث ان تشابهت هذه الكوارث بهذه الصورة. لكن، توجد اختلافات في نسب انخفاض القيمة المالية لكل دولة، اعتمادا على انخفاض قيمة اسواق الاسهم فيها.

وبينما تعتبر اسواق الاسهم جزءا كبيرا من النشاط الاقتصادي في الدول الصناعية الكبري، ولهذا يؤثر انخفاض قيمتها تأثيرا كبيرا، يقل التأثير في دول العالم الثالث، حيث لا يعتبر النشاط النقدي جزءا كبيرا في الهيكل الاقتصادي. لكن، تزيد مشاكل هذه الدول بسبب زيادة الغلاء والعطالة والانتاج الصناعي المحلي:

> الأرجنتين: يعاني برنامج المعاشات الخاص نقصا في الارصدة، وتفكر الحكومة في تأميمه. قبل عشر سنوات، فشلت الحكومة في دفع مستحقات ديونها العالمية، وساعدها صندوق النقد العالمي في الخروج من هذه المشكلة. هذه السنة، ربما يحدث نفس الشيء. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 56 في المائة.

> أستراليا: قل الاقبال العالمي على القمح والماشية وغيرهما، ولأن الصين تعتبر مستوردا رئيسيا لهذه الصادرات، واذا استمر الركود الاقتصادي في الصين، ستتأثر استراليا اكثر. هذه اكبر كارثة اقتصادية تواجهها منذ عشرين سنة. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 42 في المائة.

> البرازيل: قل الاقبال الخارجي على صادرات مثل الصلب والمعادن والاخشاب. وقل الاقبال الداخلي على شراء السيارات والثلاجات المصنوعة في الداخل. وتستمر قيمة العملة في انخفاض سريع. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 44 في المائة.

> بريطانيا: قل النشاط الاقتصادي خلال الربع الثالث، وقل الاقبال على السيارات والمصنوعات المحلية، ولأنها مركز بنكي عالمي، اثر انخفاض النشاط المصرفي على النشاط الاقتصادي العام، وانهار سوق العقارات. ويتوقع ان ترتفع نسبة العطالة الى سبعة في المائة. ومنذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 34 في المائة.

> كندا: ربما اكثر دول المؤتمر حظا، مثل بريطانيا، منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 34 في المائة. لكن، لم ينهار سوق العقارات بقدر ما تأثر كثيرا. وقال صندوق النقد العالمي ان كندا ربما ستكون، هذه السنة، الدولة الصناعية الوحيدة التي ستحقق نموا اقتصاديا واضحا.

> الصين: من اكثر الدول التي انخفضت، منذ بداية السنة، قيمة اسواق الاسهم فيها: نسبة خمسين في المائة. بعد تكتم استمر طويلا، اعترفت الحكومة بأن الكارثة اكبر مما توقعت، وخاصة بسبب انخفاض الصادرات. ورصدت الحكومة نصف ترليون دولار لتشجيع الاستهلاك.

> فرنسا: اغلقت شركة «رينو» وشركة «بيجو» للسيارات مصانع كثيرة. وكانت الحكومة قد توقعت نموا اقتصاديا بنسبة واحد في المائة في السنة القادمة، لكنها، مؤخرا، خفضت النسبة. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم فيها بنسبة 42 في المائة.

> الهند: كان صندوق النقد العالمي قد توقع استمرار النمو الاقتصادي السنوي الكبير، والذي وصل الى نسبة عشرة في المائة. لكن، مؤخرا، خفض الصندوق النسبة الى ستة في المائة. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم فيها بنسبة عالية هي خمسين في المائة.

> إندونيسيا: لأنها تعتمد على تصدير اخشاب ونفط، عانت من انخفاض الطلب من الولايات المتحدة واوروبا والصين. كانت الحكومة قد توقعت نموا سنويا بنسبة ستة في المائة، لكنها، مؤخرا، خفضتها الى خمسة في المائة. منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة خمسين في المائة ايضا.

> إيطاليا: رغم ان قيمة اسواق الاسهم انخفضت، منذ بداية السنة، بنسبة 49 في المائة، تعتبر ايطاليا من اكثر الدول الاوروبية حظا. لم يعلن اي بنك افلاسه، ولم تتدخل الحكومة لإنقاذ اي بنك. لكن، تواجه البلاد ركودا، خاصة في الانتاج الصناعي. ويصور ذلك افلاس شركة «اليتاليا» للطيران.

> ألمانيا: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 41 في المائة. هذه نسبة اقل من غيرها من الدول الاوروبية. كما ان المانيا اكثر حظا لأن تخفيض سعر الفائدة في البنوك ساعد على الاستدانة والاستثمار، اضف الى ذلك ان الحكومة رصدت 64 مليار دولار لتشجيع الاستهلاك والنشاط الاقتصادي.

> اليابان: خفضت شركة «تايوتا» وشركة «كانون» توقعات ارباح عالية في هذه السنة، وذلك لانخفاض الطلب العالمي، خاصة في اوروبا والولايات المتحدة. ومنذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 46 في المائة، وهذه نسبة عالية لدولة تعتمد على الصادرات الصناعية.

> المكسيك: رغم ان قيمة اسواق الاسهم انخفضت، منذ بداية السنة، بنسبة 33 في المائة، وهي نسبة منخفضة، تعاني المكسيك من غلاء وركود كبيرين، وذلك لأن اسواق الاسهم ليست جزءا كبيرا من الانتاج الوطني، بالاضافة الى انخفاض الاقبال الاميركي على نفط المكسيك.

> روسيا: الاعلى في نسبة انخفاض قيمة اسواق الاسهم منذ بداية السنة 66 في المائة. ولولا تدخل الحكومة مرات كثيرة، واغلاق اسواق الاسهم، ربما كانت النسبة سترتفع اكثر. وزاد قلق المواطنين بنسبة اعلى من دول اخرى، خوفا من نهاية الانتعاش الاقتصادي عندما ارتفع سعر النفط خلال الصيف.

> السعودية: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 40 في المائة. وفي نفس الوقت، انخفض سعر برميل النفط من 148 دولارا للبرميل خلال الصيف الى 60 دولارا تقريبا في الوقت الحالي.

> جنوب أفريقيا: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 36 في المائة، وهي نسبة غير عالية، ومن اسباب ذلك ان اسواق الاسهم لا تشكل جزءا كبيرا من النشاط الاقتصادي. لكن، قل الاستهلاك، وارتفعت نسبة الغلاء، وتضاعفت نسبة العطالة خلال السنتين الاخيرتين.

> كوريا الجنوبية: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 42 في المائة، وهي نسبة متوسطة، لكن، يخشى الكوريون من عودة الكارثة المالية التي شهدوها قبل عشر سنوات، خاصة ان الصادرات الى اميركا انخفضت كثيرا مؤخرا.

> تركيا: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 53 في المائة. وهذه نسبة عالية، خاصة لدولة من دول العالم الثالث لا تعتبر اسواق الاسهم فيها عاملا رئيسيا في النشاط الاقتصادي، لكن، لم تفشل تركيا كثيرا في النشاط الاقتصادي غير المصرفي.

> الولايات المتحدة: منذ بداية السنة، انخفضت قيمة اسواق الاسهم بنسبة 36 في المائة. محليا، ليست هذه نسبة عالية بالمقارنة مع اهمية اسواق الاسهم في النشاط الاقتصادي الاميركي، لكن، عالميا، وبسبب اهمية الاقتصاد الاميركي، عندما تعطس اميركا، يصاب العالم بالرشح.