شركتان تنتشلان المؤشر العام من قاع مارس 2004

سهمان يستحوذان على 40% من قيم التداولات ويحولان الخسارة إلى مكسب في 45 دقيقة

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

عكست السيولة الذكية خسائر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي في آخر 45 دقيقة إلى مكسب كبير بنسبة 1.3 في المائة، بعد أن لامس في بداية تعاملاته مستويات مارس (آذار) 2004 عند 4920 نقطة، كاسرا بذلك حاجز 5000 نقطة.

وشهد بعدها السوق فورة سريعة بعمليات شراء كثيفة على الأسهم القيادية، التي سجلت بدورها أدنى مستويات لها منذ أكثر من 55 شهرا لتعود القوة الشرائية إلى الدخول مجددا بشكل كبير، حيث قاد سهما مصرف الإنماء، الذي صعد 3.38 في المائة بحجم سيولة تجاوز 1.3 مليار ريال، وسابك الرابح 2.76 في المائة بحجم سيولة فاق مليار ريال ليستحوذان على 40 في المائة من قيم تداولات الأمس، التي بلغت 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 325 مليون سهم، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 5145 نقطة كاسبا 66 نقطة.

ويتضح من موجة الشراء القويّة، التي شهدها السوق أن هناك سيولة ذكية بدأت تدخل السوق لاقتناص الفرص الاستثمارية والمدعومة بالأخبار الايجابية بعد اجتماع قمة العشرين بواشنطن ووقعها على عجلة الاقتصاد ونموها خلال 5 سنوات القادمة، مما أعطي اطمئنانا للمستثمرين بأن النمو في اتجاه مدروس وسليم. وذكر الدكتور علي التواتي أستاذ التمويل بجامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، أن الغموض ما زال يؤثر على القطاع المصرفي من ناحية استثماراته الخارجية، التي أظهرت قوائمها المالية لعام 2007 أن 57 في المائة استثمارات خارج المملكة وتحديدا في أميركا وأوروبا، مبينا أن المشكلة الأكبر هي عدم وجود أي معلومات عن الربع الثالث عن هذه الاستثمارات. وأشار التواتي إلى أن هناك شماعة جديدة بدأت تظهر في الأفق وهي الازمة المالية وتأثيرها على الشركات، وكأن المشكلة توقفت عند هذه الازمة فقط، مستبعدا أن تكون لدى إدارة الشركات الخطة البديلة أو (آب) التي من شأنها حفظ استراتيجية الشركات من الهلاك.

وفي حديثه عن القمة العشرين التي انعقدت في العاصمة الاميركية، قال التواتي إنها ايجابية للسعودية، مفيدا بأن ما كشف عنه خادم الحرمين من أن هناك مبلغ 400 مليار دولار ستضخ في مشروعات داخل المملكة لضمان التنمية يبعث على الاطمئنان للاقتصاد السعودي.

ولفت التواتي إلى أن السعودية مشاركة بنسبة 3.2 في المائة في صندوق النقد الدولي، وهي قريبة من حصة الصين التي تبلغ 3.6 في المائة من القوة التصويتية، مبينا أن أكبر دولة تمتلك نسبة تصويت عالية هي أميركا بنسبة تفوق 16 في المائة.

من جهة أخرى، أفاد نبيل المبارك المدير العام لشركة السعودية للمعلومات الائتمانية «سمه» لـ«الشرق الأوسط»، بأن الخلل الرئيسي يكمن في المستثمرين الذين لا يملكون أي نوع من أدوات الاستثمار في الأسواق المالية ما يجعل نسبة المخاطرة ترتفع في الأسواق الناشئة، التي لا يوجد بها جهات رقابية محترفة مما يعرض السوق إلى نكسات كبيرة.

وفي سياق حديثة بين المبارك أن القطاع المؤثر بالسوق هو قطاع البتروكيماوية، الذي من المتوقع هبوطه إلى اقل من ذلك بسبب الركود الاقتصادي، ملمحا إلى أن المتعاملين لا بد أن يضعوا مثل هذه التطورات في اعتباراتهم خلال التداول.