بوش يمرر قضية الإصلاح المالي لأوباما

ممثلو الرئيس المنتخب أكدوا أنه سيواصل العمل مع زعماء العالم بشأن القضايا الاقتصادية

بوش مستقبلا أوباما في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

قال ممثلون للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما في وقت متأخر من مساء أمس السبت ان أوباما سيواصل العمل مع زعماء العالم لمواجهة الأزمة المالية العالمية عندما يتولى المنصب رسميا في يناير (20 كانون الثاني) المقبل.

جاء ذلك عقب لقاء ممثلي الرئيس المنتخب مع عدد من قادة دول العالم الذين تجمعوا في العاصمة الأميركية واشنطن أمس لبحث سبل مواجهة الأزمة المالية.

ولم يحضر أوباما قمة مجموعة العشرين التي استضافها الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، مؤكدا أنه لم يصبح بعد رئيسا للولايات المتحدة. وبدلا من ذلك كلف أوباما وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت وعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية أيوا جيم ليتش ليمثلاه في لقاء زعماء العالم.

وقال الاثنان في بيان: «يرى الرئيس المنتخب ان قمة مجموعة العشرين لزعماء الاقتصادات الكبرى في العالم فرصة مهمة للبحث عن رد منسق لمواجهة الأزمة المالية العالمية».

وأضافا: «هناك رئيس واحد للولايات المتحدة.. ولذلك طلب إلينا الرئيس المنتخب أن نمثله في معرفة آراء هؤلاء الشركاء المهمين. وأوضحنا إصرار الرئيس المنتخب أوباما على مواصلة العمل بشأن هذه التحديات بعد أن يتولى مقاليد السلطة في كانون ثان/يناير».

والتقت أولبرايت وليتش مع وفود 15 دولة بالإضافة للاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ومن المقرر ان يقدم الاثنان تقريرا بشأن المناقشات التي دارت بينهما وبين تلك الوفود للرئيس المنتخب.

وفي ختام قمة واشنطن أول من أمس السبت لقادة مجموعة العشرين صاحبة الاقتصاديات الأكبر في العالم أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش على السرعة التي التأمت بها القمة.

ودعا قادة المجموعة إلى سلسلة من الإجراءات السريعة لمواجهة تداعيات ألازمة المالية التي اجتاحت الأسواق العالمية مؤخرا.

بيد أن الجزء الأكبر من عبء العمل المعقد المتمثل في علاج نظام الرقابة المالية الدولي ألقى على عاتق وزراء المالية الذين سيتعين عليهم إعداد تقرير بهذا الشأن في موعد غايته نهاية مارس (آذار).

وصرح بوش للصحافيين بقوله «اجتماع واحد لن يحل مشكلات العالم».

وفي الواقع فان الاجتماع الذي دعا إليه في الأيام الأخيرة لإدارته قد تم تمريره للرئيس المنتخب باراك اوباما ليضمه إلى جهود البيت الأبيض الرامية لقيادة المجتمع الدولي إلى نظام مالي عالمي جديد.

وكان أوباما قد شن هجوما ضاريا على نظم الرقابة على وول ستريت بعد أن احتلت الأزمة المالية خشبة المسرح في الشهور الأخيرة لحملة الانتخابات الرئاسية عقب انهيار المجموعة المصرفية الأميركية العملاقة ليمان براذرز الذي ألقى الأسواق العالمية في أتون فوضى عارمة.

والاهم من ذلك أن الاضطراب في الأسواق المالية وتعمق الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة كانا العاملين الرئيسيين في الإسهام في حمل اوباما إلى البيت الأبيض.

بيد أن الرئيس المنتخب الذي لم يحضر قمة أمس السبت لم يحدد بشكل تفصيلي بعد كيفية ضبط الأسواق المالية في المستقبل.

وفي إعلانهم عقب قمة واشنطن وافق قادة مجموعة العشرين على عقد قمة أخرى نهاية ابريل (نيسان) المقبل.

وراجعت القمة التي ضمت قادة حكومات الدول الصناعية الكبرى بجانب زعماء أهم الاقتصاديات الصاعدة مدى ما تم إحرازه من تقدم بالنسبة للخطوات التي اتخذت لمحاولة التصدي للأزمة المالية التي ضربت مؤخرا الأسواق المالية ودفعت الاقتصاد العالمي إلى هوة سحيقة.

وفي إعلانهم الذي صدر في خمس صفحات تعهد الزعماء باتخاذ خطوات محددة خلال الأشهر الثلاثة القادمة لدعم وتحديث الرقابة على البنوك فضلا عن التأكد من أن وكالات الائتمان تفي «بأعلى المعايير وتتحاشى تضارب المصالح».

وفي نفس الوقت دعا القادة، الحكومات في مختلف أنحاء العالم لزيادة الإنفاق العام في مسعى لتحفيز النمو في مواجهة مخاوف من أن الاقتصاديات الرئيسية ربما تغرق في الركود العام القادم.

كما دعت القمة لإقامة هيئة جديدة للرقابة على الأسواق المالية تسمى «كلية المراقبين» لمتابعة كافة المؤسسات المالية العابرة للحدود وتبادل المعلومات.

وأكد مسئولون أميركيون بارزون أن قسما كبيرا من الإجراءات التي وردت في بيان القمة وخطة العمل المرفقة تشكل أساس أية تحركات ترمي لان يواكب نظام المراقبة على الأسواق المالية ما حدث من تغيرات نجمت عن تسارع قطار العولمة.

وفي ملاحظاته الختامية اقترح بوش تأسيس هيئة مركزية لتمكين السلطات الإشرافية من متابعة عمليات الأدوات الاستثمارية التي لعبت دورا رئيسيا في الأزمة الأخيرة.

وبصورة مماثلة فان الأمر سيتطلب بعض الوقت كي تتمكن الإجراءات الأخرى التي تضمنها الإعلان مثل تعزيز الشفافية المالية والمحاسبة العالمية من تغيير ثقافة الأسواق المالية في خاتمة المطاف.