لم تفكر الاسواق الاوروبية والاسيوية امس كثيرا في خطة العمل المطولة التي توصل اليها قادة مجموعة العشرين في عطلة الاسبوع الماضي لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية.
فقد انخفضت اسعار الاسهم الاوروبية بعد الخسائر التي حققتها الاسواق المالية الاميركية امس. وقد انخفض الطلب على اسهم شركات التعدين مع ضعف اسعار المعادن، في الوقت الذي استمرت اسعار اسهم المصارف على ما هي عليه مع انتشار القلق من وضع القطاع المالي. وكان قد تم التوصل الى هذه الخطة في اجتماع عقد في العاصمة الاميركية لمجموعة العشرين، التي تشمل اغنى الدول في العالم مثل الولايات المتحدة واليابان والمانيا وبريطانيا وفرنسيا بالاضافة الى الاقتصاديات الناشئة مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند.
الا ان المحللين قالوا ان الامر يتطلب اكثر من قمة لتحويل وقف تدهور الاقتصاد العالمي في أسوأ ازمة يمر بها منذ عقود.
وذكرت وكالة الاسوشييتدبرس للانباء التي بثت التحليل ان المحلل في مصرف كريديه سويس في اليابان شينيشي اشيكاوا قال «لا يوجد مبرر في محاولة معرفة طريقة لمنع المرض من الانتشار بعد اصابة المريض به. ولم تأت القمة بوصفات محددة للقضاء على تأثيرات أسوأ ازمة مالية دولية.
بينما ذكر تي جا بوند الاقتصادي في فرع مصرف ميريل لينش في هونغ كونغ ان بعض المستثمرين شعروا بالاحباط لعدم وجود اعلان واضح عن اتخاذ اجراءات مالية متناسقة لتنشيط الاقتصاد. وشعر المستثمرون بالقلق من ان الحكومات لن تتخذ اجراءات فاعلة كافية لمواجهة ما يعتبر تدهورا اقتصاديا عالميا حادا.
وفي الوقت ذاته ذكر مصرف الاحتياط الفيدرالي الاميركي ان الناتج الصناعي ارتفع في شهر اكتوبر بنسبة 1.3 في المائة على غير ما هو متوقع. الا ان الزيادة جاءت بعد اكبر نقص في الانتاج لمدة 60 سنة.
غير ان الاوضاع في قطاع المصارف لازالت سيئة فقد اعلنت مجموعة سيتي جروب انها تعتزم الاستغناء عن 50 الف وظيفة بسبب ضغوط الازمة الاقتصادية والائتمانية على مستوى العالم.
ومن المتوقع تنفيذ التخفيضات في الاجل القريب وهي تأتي بعد استغناء ثاني اكبر بنك امريكي عن حوالي 23 الف وظيفة في الفترة من يناير (كانون الثاني) الى سبتمبر (ايلول). وسيعني ذلك بقاء 300 الف وظيفة في فروع سيتي جروب على مستوى العالم بانخفاض بنسبة 20 في المائة عن نهاية عام 2007 .
وتعتزم سيتي جروب خفض النفقات بنسبة 20 في المائة من اعلى مستوياتها. وانفاق ما بين 50 مليار دولار و52 مليار دولار في 2009 مقابل 8ر59 مليار دولار في 2007 .
وتعتبر التخفيضات هي الاكبر التي يقوم بها المدير التنفيذي فيكرام بانديت حتى الان لاستعادة الربحية وتعزيز سعر السهم المتراجع. ومن ناحية اخرى اصبحت اليابان رسميا احدث دولة اقتصادية كبرى تدخل مرحلة الركود الاقتصادي، كما دخلت مجموعة اليورو ـ التي تضم الدول الاوروبية المتعاملة باليورو ـ ايضا مرحلة الركود، في الوقت الذي من المتوقع انضمام بريطانيا والولايات المتحدة الى تلك المجموعة.
وفي واشنطن اعلن البيت الابيض الاثنين ان الادارة الاميركية لا تريد الافلاس لصناعة السيارات الاميركية، غير انه يتعين على شركات صناعة السيارات، التي تطالب الكونغرس بمساعدات اضافية، ان تكتفي بالاستفادة من الاموال المتوافرة لديها. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في بيان ان «الادارة لا تريد لشركات صناعة السيارات ان تعاني من الافلاس، ونحن ندعم تقديم مساعدات الى هذه الشركات».
واضافت المتحدثة «ان صناعة السيارات تشكل قطاعا هاما في قاعدتنا الصناعية ونحن نريد النجاح لهذه الصناعة وان تكون قادرة على المنافسة في الاقتصاد العالمي. ولهذا فاننا نطلب من الكونغرس ان يتخذ في هذا الاسبوع الاجراءات اللازمة لمساعدتها».
ولكن بيرينو اوضحت ان البيت الابيض لا يؤيد منح مساعدة جديدة.