النفط يواصل تراجعه «الدراماتيكي» تحت وطأة انخفاض الطلب العالمي

«مزيج برنت» دون 49 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 2005 > ليبيا: «أوبك» قد تخفض الانتاج في اجتماع القاهرة

TT

قال مسؤول رفيع بقطاع النفط الليبي أمس، ان وزراء النفط في الدول الاعضاء في منظمة أوبك، قد يقررون خفض الامدادات في الاجتماع الذي يعقدونه بالقاهرة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية لرويترز «أولا وقبل كل شيء سنبحث الالتزام بالخفض السابق. اذا كان الالتزام جيدا فربما نتخذ اجراء». وقد واصلت المخاوف الاقتصادية العالمية القاء ظلالها على اسعار النفط بشكل «دراماتيكي»، وانخفض سعر مزيج برنت دون مستوى 49 دولارا للبرميل أمس، ليسجل أدنى مستوى منذ شهر مايو (أيار) عام 2005 تحت وطأة انخفاض الطلب العالمي بسبب التباطؤ الاقتصادي.

وبلغ سعر مزيج برنت 48.95 دولار للبرميل بانخفاض 2.77 دولار. وبلغ أدنى سعر لمزيج برنت 48.54 دولار. من جهتها نزلت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي عن 50 دولارا للبرميل أمس، وذلك مع تراجع أسواق الاسهم، مما يغذي المخاوف بشأن الطلب المتأثر سلبا بالفعل من جراء تباطؤ اقتصادي. وتراجعت عقود الخام عن 50 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ 18 يناير (كانون الثاني) 2007. وتراجع سعر الخام تسليم ديسمبر (كانون الاول) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 3.13 دولار، أي ما يعادل 5.84 في المائة مسجلا 50.49 دولار للبرميل، بعد تداوله في نطاق 49.91 دولار ـ وهو أقل مستوى منذ هبوط الاسعار الى 49.90 دولار في 18 يناير 2007 ـ الى 53.30 دولار.

من ناحيتها قالت منظمة أوبك أمس، ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض يوم الاربعاء الى 45.89 دولار للبرميل من 46.55 دولار يوم الثلاثاء الماضي. وتضم سلة «أوبك» 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانغولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور. وقد هبطت أسعار النفط أمس للتداول الخامس على التوالي في التعاملات الآجلة تحت وطأة تداعيات أزمة الائتمان التي أثرت على الاقتصاد العالمي، وعلى الطلب على الوقود. وانخفض اجمالي الطلب على المنتجات النفطية بنسبة سبعة في المائة عن مستوياته قبل عام مع تراجع الاستهلاك بسبب الازمة الاقتصادية.

وانخفضت صادرات اليابان الى اسيا في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي للمرة الاولى منذ عام 2002، لتظهر أن الاضطرابات امتدت الى دول مثل الصين، مما عجل باقبال المستثمرين على البحث عن ملاذ امن لاستثماراتهم. كما جاء الانخفاض بعد أن أظهرت بيانات حكومية زيادة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة بلغت مثلي التوقعات وهبوطا في الطلب على الوقود، مع تلاشي الآمال في صفقة لانقاذ صناعة السيارات الاميركية. وأظهرت بيانات ادارة معلومات الطاقة الاميركية التي نشرت أول من أمس الاربعاء، أن مخزونات النفط الخام التجارية في أميركا، سجلت زيادة بلغت 1.6 مليون برميل الاسبوع الماضي، أي ضعفي متوسط توقعات المحللين. وقال الخبراء إن سلسلة البيانات السيئة حول أداء الاقتصاد الاميركي والتي لم تكن متوقعة، تعزز المخاوف من حدوث المزيد من الركود في الاقتصاد الاميركي، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تراجع الطلب على النفط.

وكانت الحكومة الاميركية، قد أعلنت أول من أمس، عن تراجع مؤشر أسعار التجزئة في البلاد في اكتوبر (تشرين أول) الماضي بنسبة 1 في المائة، مقارنة بالشهر السابق. وهذا هو أكبر تراجع شهري لمعدل التضخم في الولايات المتحدة منذ بدء نشر بياناته عام 1947.