«تسييل محافظ» يضرب سوق الأسهم السعودية بعنف ليهوي 9.2%

«المؤشر العام» يلامس مستويات ديسمبر 2003

متداول يتابع حركة الاسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

ضربت عمليات تسييل المحافظ بعنف سوق الأسهم السعودي ليخسر 9.2 في المائة في بداية تعاملاته الأسبوعية والتي شهد تراجع «المؤشر العام» بأكثر من 448 نقطة مسجلا بذلك أدنى مستوى له منذ أكثر من 49 شهرا حيث لامس مستويات ديسمبر (كانون الأول) من عام 2003. وشهدت سوق الأسهم السعودي تراجع أسهم 87 شركة على النسب الدنيا المسموح بها في نظام تداول بقيادة الأسهم الكبيرة بالسوق والتي قسمت ظهر المتعاملين من رداءة الأداء حيث أغلقت اكبر الأسهم القيادية «سابك» و«مصرف الراجحي» و«سامبا» و«الاتصالات السعودية» على النسب الدنيا وبكميات كبيرة مما زاد الموقف سواء.

وفي نفس الإطار استحوذت 3 أسهم قيادية على 50 في المائة من قيم التداول والبالغة 4.1 مليار ريال (1.1 مليار دولار) حيث كان لـ«سابك» النصيب الأكبر 772 مليون ريال تلاه، مصرف «الإنماء» 763 مليون ريال، ثم «سامبا» 360 مليون ريال. وبين بعض المراقبين أن الهبوط الجبري لبعض الشركات القيادية يشير إلى عملية تسييل لمحافظ كبيرة بالسوق مما أدى إلى قوة الانخفاض وسحب السوق إلى أدنى مستويات له، مشيرين إلى أن خسائر المؤشر العام فاقت كل التوقعات في ظل النمو الاقتصادي.

وأشار المراقبون إلى أن عمليات البيع فاقت العروض عند مستويات سعرية مناسبة للشراء مما يؤكد القوة الدافعة للبيع في بداية التعاملات الأسبوعية. من ناحيته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» تركي فدعق المحلل المالي أن عمليات البيع الكثيفة لم تقابلها عمليات شراء جيدة مما أسهم في فقدان السيطرة على السوق، في وقت لعبت الحالة النفسية دورا كبيرا في التخلي عن المراكز الاستثمارية خوفا من زيادة الخسائر.

وبين فدعق أن المؤشرات المالية بدأت تدعم نفسها خلال الأيام المقبلة، في وقت يجب أن يكون هناك دور فعال للصناديق الحكومية في الأسواق المالية لأنها المستثمر الأكبر في هذه الأسواق.

من جهة أخرى، أفاد في حديث لـ«الشرق الأوسط» ماجد العمري المحلل الفني المعتمد دوليا أن الخريطة الأسبوعية للمؤشر العام تبدو منهكة بشكل واضح على المدى المتوسط، وذلك مع الإغلاقات السلبية المتتالية، مضيفا أنه من الواضح أن المؤشر العام يحافظ على تحركاته في مناطق الإفراط في البيع وذلك مع استمرار الإغلاقات بالقرب من الشريط السفلي من أشرطة «بولينجر» ـ القراءة الفنية العالمية ـ لـ 13 أسبوعا ماضية، ومثل هذه المعطيات تشير إلى أن الوضع الحالي بحاجة للكثير من التحسن للخروج من هذه الحالة السلبية.

وقال العمري «قد يحتاج المؤشر إلى فترة أسبوعين تقريبا ليخرج من الحالة النفسية وذلك بالإغلاق فوق مستويات 5218 نقطة على الأقل»، مشيرا إلى أن مثل السلوك السلبي الذي يعيشه المؤشر على المدى الطويل يعزز من احتمالية استمرار الهبوط إلى مستوى 3917 نقطة والذي يمثل المستوى المستهدف للمرحلة المقبلة، بيد أن الوصول إلى مثل هذا المستوى ـ على حد وصفه ـ يظل مرهونا بالكثير من المعطيات الفنية وغير الفنية.