زعماء دول آسيا المحيط الهادئ يعبرون عن ثقتهم في تجاوز الأزمة المالية العالمية خلال 18 شهرا

تمثل المنطقة 49% من التجارة العالمية و55% من الناتج المحلي في العالم

TT

عبر زعماء 21 دولة أعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) عن ثقتهم في تجاوز الازمة المالية العالمية خلال 18 شهرا. وأكدوا في ختام اجتماعهم بالعاصمة البيروفية ليما، انهم اتخذوا الاجراءات اللازمة لتقوية اقتصاداتهم وامكانية حل الازمة خلال عام ونصف العام.

وبحسب وكالة أسوشيتد بريس اتفق زعماء دول المنتدى، التي تشكل نحو نصف حجم التجارة العالمية، عن توجيه وزرائهم للقاء في جنيف الشهر المقبل، لإحياء جولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية.

وفي وقت سابق كان الزعماء قد التزموا بتشكيل جبهة موحدة للتصدي للازمة المالية من خلال تشجيع التجارة العالمية بدون اقامة حواجز حمائية لمدة سنة.

ودافع الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش، الذي قام بآخر رحلاته الرسمية بتوجهه الى ليما، عن التبادل الحر وحض خلفه الديمقراطي على تفادي اي توجهات حمائية.

وركز زعماء 21 دولة أعضاء في المنتدى خلال اجتماعهم أول من أمس السبت في ليما، على الحاجة إلى استعادة الثقة واحتواء الآثار طويلة المدى التي تسببها الأزمة المالية العالمية على المنطقة.

وقال رئيس بيرو آلان جارسيا، عقب الجلسة الأولى للمحادثات، «كلنا معا حكومات وزعماء سنعمل على هزيمة الأزمة».

وفي وقت سابق، أصدر زعماء هذه الدول، ومن بينهم الرئيس الأميركي جورج بوش والصيني هو جينتاو والروسي ديمتري ميدفيديف، بيانا بعد بدء اجتماعاتهم التي استمرت ليومين.

وكرر البيان أجزاء كبيرة من إعلان مجموعة العشرين، الذي صدر الأسبوع الماضي في واشنطن، حيث شاركت تسع دول أعضاء في أبيك بهذه الاجتماعات.

وأشار الزعماء في ليما إلى أن المباحثات تناولت «الإجراءات التي يتخذها أعضاء أبيك بصورة فردية أو جماعية من أجل استعادة الثقة»، وإبقاء المنطقة «على طريق النمو طويل المدى». ووجه الزعماء تأييدا واضحا لإعلان واشنطن وميزوا بيانهم، الذي دعا كما حدث في البيانات السابقة إلى الإصلاح، بالتحذيرات من الحمائية وقالوا «نكرر إيماننا القوي بأن مبادئ السوق الحر والتجارة المفتوحة ونظم الاستثمار ستواصل قيادة النمو العالمي والتوظيف وخفض معدلات الفقر».

وأشار الزعماء إلى أن «بطء النمو العالمي يمكن أن يؤدي إلى دعوات لاتخاذ إجراءات حمائية، التي يمكن أن تزيد من تفاقم الموقف الاقتصادي العالمي»، مستخدمين نفس اللغة التي احتوتها وثيقة مجموعة العشرين لإعلان قراراتهم. وأضاف البيان «سنمتنع على مدار الشهور الـ12 المقبلة عن إضافة حواجز جديدة أمام الاستثمار أو تجارة البضائع أو الخدمات أو فرض قيود جديدة على التصدير أو فرض إجراءات تتضارب مع منظمة التجارة العالمية في مختلف المجالات، بما في ذلك تلك الإجراءات التي تعمل على تحفيز التصدير».

وتعهد الزعماء بالمضي قدما في العمل على إيجاد منطقة تجارة حرة ممكنة في منطقة آسيا المحيط الهادي على المدى الطويل. وجرت المشاورات أول من أمس السبت في مكان يطلق عليه بنتاغونيتو أو البنتاغون الصغير وهو الاسم المحلي لمقر قيادة جيش بيرو بضاحية سان بورخا في ليما..

يذكر أن منتدى أبيك يشير إلى نفسه على أنه يضم 21 من الاقتصاديات الأعضاء بدلا من الدول الأعضاء، وذلك لأنه يضم إقليم هونغ كونغ الصيني كما يضم تايوان، التي تعتبرها الصين إقليما منشقا. وللسبب ذاته، لا ترفع في قمم ابيك أعلام الدول المشاركة، كما أنه ينضوى تحت لوائها زعماء وليس رؤساء دول أو حكومات.

أما الأعضاء الـ19 الآخرون في أبيك فهي استراليا وبروناي وكندا وتشيلي والصين واندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والمكسيك ونيوزلندا وبابوا نيو غينيا وبيرو والفلبين وروسيا وسنغافورة وتايلاند والولايات المتحدة وفيتنام.

وتمثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ ما نسبته 49% من التجارة العالمية ونسبة 55% من إجمالي الناتج المحلي في العالم، وفقا لأبيك. وتأسس منتدى أبيك في عام 1989 حيث كان يضم 12 عضوا، كما أن الاجتماعات السنوية لزعماء أبيك تعقد منذ عام 1993.