قدم الرئيس المنتخب باراك اوباما امس في شيكاغو الخطوط العريضة لبرنامجه الاستعجالي لإنقاذ الاقتصاد الاميركي والفريق الذي سيشرف على تطبيق هذا البرنامج بقيادة تيموثي غيتنر الذي سيشغل منصب وزير الخزانة ولورانس سيمرز رئيساً للمجلس الوطني الاقتصادي وبيل رتشاردسون وزيراً للتجارة.
وفي غضون ذلك دافع الرئيس الاميركي جورج بوش عن خطة إنقاذ مجموعة «سيتي غروب» التي تملك «سيتي بنك» ثاني اكبر مؤسسة مصرفية اميركية. وقال بوش إن خطة انقاذ المجموعة البنكية كانت ضرورية «كتدبير احترازي للنظام المالي». ومساعدة الاقتصاد للتعافي مشيراً الى احتمال اتخاذ تدابير اضافية إذا كانت مؤسسات اخرى تحتاج الى ذلك. واعلن بوش إنه اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المنتخب باراك اوباما وذلك من أجل «التعاون الوثيق» بين إدارته والفريق الانتقالي لاوباما. ولم يشر بوش الى ما إذا كان الاتصال الهاتفي تطرق الى مسألة إنقاذ المجموعة البنكية «سيتي غروب» من الانهيار، بيد ان مصادر من الجانبين أكدت ذلك. وأبدى الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب تأييداً حذراً لخطة إدارة بوش إنقاذ المؤسسة البنكية من الانهيار. وقدم اوباما من شيكاغو تفاصيل إضافية حول خطته لانقاذ الاقتصاد وكبح جماح البطالة المتزايدة، وذلك بوضع خطة تقضي خلق 2.5 مليون وظيفة خلال سنتين بعد استلامه مهامه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتتجاوز الخطة ما كان اعلن عنه اوباما بشأن رصد مبلغ 175 مليار دولار أثناء الحملة الانتخابية، وهي تهدف الى ضخ كميات كبيرة من الاموال في مشاريع للبنية التحتية، وتكنولوجيا تحسين البيئة وتخفيض الضرائب على الطبقة الوسطى واصحاب المداخيل المحدودة، مع زيادة الضرائب على الاثرياء. وعبر اوباما عن حرصه على تهدئة الاسواق، وعدم فرض اية ضرائب جديدة باستثناء الضريبة على الافراد أو الاسر الذين يزيد دخلهم السنوي عن ربع مليون دولار في السنة. ويسعى اوباما الى ان يستمر قرار عدم فرض ضرائب جديدة حتى عام 2011 وهي السنة التي تنتهي فيها الاعفاءات الضريبية التي قررتها إدارة الرئيس الحالي جورج بوش. وتتطلب الخطة التي أعلن عنها باراك اوباما تعاوناً منذ الآن مع الكونغرس الذي يفترض أن يقرر الاعتمادات الجديدة. وكان مساعدو اوباما طلبوا في وقت سابق من الكونغرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون اقرار الخطة منذ اليوم الاول لتسلم الرئيس المنتخب لمهامه، ووعد قادة الديمقراطيين في الكونغرس بدء العمل على المشروع في السادس من يناير المقبل. وقال ديفيد ايكسلورد احد ابرز مستشاري اوباما «ليس لدينا وقتاً لنبدده نريد البدء في العمل من يوم 20 يناير».
وطالب ايكسلورد قطاع السيارات الذي يواجه اوضاعاً عصيبة باعداد خطة لانقاذ القطاع يمكن تقديمها للكونغرس خلال الشهر المقبل، مشيراً الى ان عدم وجود هذه الخطة يقلل من فرص مساعدة هذا القطاع من طرف دافعي الضرائب.