«شل» العالمية تتوقع «ثورة خضراء» واللجوء لـ«الفحم» ضمن رؤيتين لمستقبل الطاقة في 2050

رئيس مجلس إدارتها في السعودية يفصح عن تعاون مع «سابك» و«أرامكو»

TT

حصرت شركة شل العالمية للنفط، تصورها لمستقبل الطاقة على المستوى العالمي حتى عام 2050، في رؤيتين تضمنت توقعات بلجوء العالم لتشجيع استخدام الفحم، إضافة إلى بروز ثورة خضراء، تعتمد على الزراعة كمصدر جديد للطاقة. ووفقا للسيناريو الذي وضعته «شل العالمية»، فإن الرؤية الأولى تتمثل في تدافع الدول والحكومات لتأمين مواردها من الطاقة في وقت تركز فيه الدول المنتجة على تأثيراتها على العرض في تفاعل بين تأمين إمدادات الطاقة، ومخاوف من خسارة النمو الاقتصادي، أما الرؤية الثانية فهي برامج العمل المشتركة؛ أي العمليات المسؤولة للتنسيق العالمي، بخصوص الطاقة وتشكيل تحالفات جديدة بين مصالح الدول.

وكان ميشيل فور رئيس مجلس إدارة شل في السعودية، قد أقام تجمعا مختصرا في العاصمة السعودية مؤخرا لم تدع له وسائل الإعلام، وضم بعض الخبراء المختصين بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس شركة شل العالمية، مؤكدا مضي الشركة في تعاونها مع كبريات الشركات السعودية مثل أرامكو وسابك.

وأفصح فور عن أن التعاون مع هذه الشركات، يتصل باستخدام التقنية الحديثة في العمليات النفطية والعمليات المصاحبة مع المحافظة على البيئة وسلامة السكان، عبر استخدام التقنية الحديثة، لافتا إلى ما خصصته السعودية في ميزانيتها لدعم البحث في مجالات البيئة والطاقة بهدف الوصول إلى طاقة نظيفة، وجعلها في خدمة التنمية.

وأوضح ويم توماس رئيس فريق الطاقة في قسم استراتجيات الطاقة، أن السيناريوهات المرتقبة ركزت على 3 عوامل هي العرض والطلب والبيئة، مبينا أن الطلب على الطاقة تزايد بدخول مستهلكين كبار جدد مثل الصين والهند، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن واجهت البشرية مثل هذه النظرة التي تتصف بالتحدي لمستقبل الطاقة على مستوى العالم، مضيفا أنه «يمكن تلخيص هذا التحدي في خمس كلمات، هي (طاقة أكثر، ثاني أكسيد كربون أقل)». وأضاف توماس أن «شل» تتوقع أن السيناريو الأول أطلق عليه «التدافع»، موضحا أن واضعي السياسات يولون قدرا قليلا من الاهتمام لزيادة كفاءة استخدام الطاقة، إلى أن تحصل ضائقة في إمداداتها، بينما لا يتم التصدي بشكل جاد لانبعاث غاز الدفيئات، إلا عند حصول تطورات مناخية بالغة الخطورة.

ولفت إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في «برامج العمل» حيث يبدأ اتخاذ الإجراءات بشكل متزايد على المستويات المحلية لمواجهة تحديات التنمية الاقتصادية، وأمن الطاقة والتلوث البيئي، وعليه فسيطبق سعر مرتفع على كتلة خطيرة من الانبعاث، مما يعطي حافزا كبيرا لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة والتدابير المتعلقة بكفاءة استخدام الطاقة، وتتمثل النتيجة المترتبة على ذلك في وضع نظام للطاقة يكون أكثر استقرارا بما يحقق نتائج أفضل على مستوى حماية البيئة. وبحسب السيناريو التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن من بين سيناريوهات التدافع الدولي على النفط والطاقة، فسيكون من أبرز ملامحها الخوف والأمن، حيث ستركز الحكومات على وضع النمو الاقتصادي الداخلي فيها، وبالتالي ستراعي التحرك الجماعي والالتصاق بالتكتلات، في حين لم يستبعد السيناريو التوجه نحو استخدام مصدر الفحم بديلا للطاقة.

وذكر السيناريو أن القوى السياسة والاقتصادية، ستسعى لمواجهة المخاوف المتنامية بشأن الطاقة، في تطوير الفحم كمصدر بديل وطاقة واسعة الانتشار، منخفضة التكلفة، مشيرة إلى أن السياسات الحكومية على الرغم من تأثرات الفحم البيئية، بدأت تشجع على استخدام هذا المصدر الداخلي وسط توقع أن تتضاعف صناعة الفحم على النطاق العالمي حتى عام 2025، في وقت ينتظر أن يتضاعف حجم الفحم في عام 2050 إلى مرتين ونصف المرة. وأبان السيناريو أن العالم مقبل على ما أطلق عليه «ثورة خضراء»، مشيرة إلى تنامي مجموعة ضغط زراعية تمتلك قوة مؤثرة في الدول المتقدمة، للاستفادة من الزراعة كمصدر للوقود الحيوي، الذي يساعد على تلبية النمو السريع في الطلب على أنواع وقود النقل السائلة.