ساركوزي يؤكد أن الأزمة يجب ألا تطغى على حاجات الدول الفقيرة

أوروبا أرادت حضور الاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون قمة العشرين

TT

أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قمة للأمم المتحدة للتنمية أمس ان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى تجاوزها الزمنُ، وان أي حل للأزمة المالية يتعين ان تشارك فيه الصين والهند والبرازيل والاقتصادات الصاعدة الأخرى. وقال ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا أن الأزمة يجب ألا تطغى على حاجات الدول الفقيرة. وأضاف «بسبب هذه الأزمة يمكننا ان نتبنى اتجاهين؛ إما ان نواصل السير وإما أن نجعل هذا فرصة لتغيير العالم وتغيير النظام المالي العالمي». ومضى «نعتقد أنه في إطار صندوق النقد الدولي يتعين ان يكون للدول النامية مقعد، وان تلعب دورا أكثر أهمية، نعتقد ان صيغة مجموعة الثماني التي كانت مفيدة في وقت ما اصبحت الآن بالية». وقال ساركوزي ان أوروبا كانت تريد ان يحضر الاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد في واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي. وساركوزي هو الزعيم الغربي الوحيد الذي يحضر اجتماع الأمم المتحدة في الدوحة. وأثار غياب رئيسي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عن الاجتماع تساؤلات بشأن حجم النتائج التي يمكن للمؤتمر ان يحققها في غياب عدد كبير من اللاعبين الاساسيين. ووبخ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون زعماء الدول الغنية أول من أمس لعدم مشاركتهم في المؤتمر بأعداد أكبر. وقال «اذا لم تعالج الازمة المالية التي نعانيها اليوم بطريقة صحيحة، فإنها ستصبح أزمة انسانية في الغد، نحتاج ان نرى احياء جولة الدوحة لمحادثات ـ التجارة ـ واختتامها بنجاح في اسرع وقت ممكن». ومؤتمر الدوحة للمعونات ليس له علاقة بجولة محادثات الدوحة لمنظمة التجارة العالمية. وقال باسكال لامي، مدير عام منظمة التجارة العالمية أمام مؤتمر الدوحة أمس ان من الضروري توجيه رسالة من الدوحة بأن الدول الفقيرة لن تتسول المعونات، وأن هناك حاجة ماسة الى الالتزام بالتجارة. وتشكو الدول النامية من انها تدفع ثمن أزمة مالية لم يكون لها دور في ايجادها، قائلة انها ليس لها صوت يذكر في المؤسسات الدولية وطالبت بمقاربة جديدة الى النظام المالي العالمي. وقال فراديك دي مينزيس رئيس ساوتومي وبرانسيب وهو بلد يتألف من جزر صغيرة قبالة ساحل غرب افريقيا نفذ برامج للتعديل الهيكلي على مدى السنوات العشر الماضية «القطاع الزراعي في بلدي أصبح الآن مفلسا نتيجة لنصائح المؤسسات الدولية».

واضاف «نعتقد انه حان الوقت لان يكون لدينا قدر اكبر من الخيال وان يكون بمقدورنا ايجاد افكار اخرى. ربما سيكون بمقدورنا ايجاد حلول من جانبنا لمساعدة شعوبنا». وتتزايد التوقعات بأن المؤتمر الذي يستمر حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل سيحث خطى أهداف الامم المتحدة لتقليل الفقر المدقع، لكن مع انشغال الزعماء الغربيين بالأزمة المالية العالمية، فان وكالات المعونات لا تجد أمامها سوى مناشدة الحكومات أن تفي على الأقل بالتعهدات التي قدمتها في السابق.