«النسب العليا» تسيطر على المؤشر العام وسط انعدام العروض

السوق السعودي يصعد بأكثر من 9.5% قبل إجازة الحج

عمليات شراء كثيفة على الأسهم القيادية أدت إلى تحريك القوة الدافعة للمؤشر العام لاختراق نقاط مقاومة مهمة (أ ب)
TT

اكتسى سوق الأسهم السعودي يوم أمس اللون الأخضر، وذلك بعد البداية القوية التي شهدها السوق في أولى تعاملاته الأسبوعية، والتي شهدت نفرة من قبل المستثمرين قبل بداية أيام إجازة موسم الحج.

وأدت عمليات الشراء الكثيفة على الأسهم القيادية إلى تحريك القوة الدافعة للمؤشر لاختراق نقاط مقاومة مهمة على المدى القريب، مما ساهم في زيادة وتيرة الصعود وبشكل قوي منذ النصف الثاني من جلسة تداولات الأمس.

وجاء التحرك الايجابي من قبل الأسهم القيادية والتي شهدت هجوما شرسا من قبل المستثمرين لاقتناء أكبر كمية منها، لتغلق على النسب العليا المسموح بها في نظام تداول، مما أدى إلى قيادتها للحركة الايجابية لجميع القطاعات بلا استثناء.

وأغلق المؤشر العام يوم أمس قرب النسب العليا وسط انعدام المعروض من الأسهم، محققاً مكاسب بنحو 421 نقطة، بنسبة تصل إلى 9.5 في المائة عند مستوى 4845 نقطة، وذلك وسط ارتفاع في قيم التداولات تجاوز 5.9 مليار ريال (1.5 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 367 مليون سهم. وجاء أداء السوق بشكل أكثر ايجابية، حيث ارتفعت جميع الأسهم المدرجة بالسوق والمتمثل بنحو 125 سهما، وشهد السوق إغلاق 95 في المائة من أسهم الشركات التي تمثل نحو 118 شركة على النسب العليا المسموح بها في نظام التداول.

وبين بعض المراقبين أن هناك انفجارا جديدا حدث بالمؤشر العام نتيجة تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي تضمن استمرار الإنفاق على الخطة الخماسية بما يتجاوز 200 مليار دولار، والذي يؤكد استمرار قوة الاقتصاد السعودي.

وقال الدكتور عبد الكريم عداس المحلل المالي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن السوق استبق جميع الأحداث السلبية وذلك بتجاوزه 90 في المائة من أعلى قمة وصلها عند مستويات 20900 نقطة.

وأشار المحلل المالي الى أن مكرر الأرباح انخفض وبشكل كبير مع تدني مستوى الأسعار والتي تجاوز الحد المفروض لها حسب النتائج المالية.

ونوه الدكتور عبد الكريم بأن ردة الفعل بعد تصريح خادم الحرمين الشريفين كان واضحا من قبل المستثمرين، وخاصة أن ذلك التصريح واكب تحركات من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي والتي قامت بخفض نسبة «الريبو» وأيضا الاحتياطيات الإلزامية لدى البنوك المحلية إلى 3 في المائة.

من جهته، بين ماجد العمري المحلل الفني لـ«الشرق الأوسط» التحليل الفني للمؤشر العام على المدى اللحظي والبالغ 30 دقيقة، بأنه يفسر بالنحو التالي: شهد تداول الأسبوع الماضي تسارعا واضحا للتحركات السلبية نجح معها في اختراق الحد السفلي لقناة الاتجاه الهابطة «خط القناة»، وهذا الاختراق السلبي ربما يعود بالمؤشر العام مرة أخرى لاختبار مستوى 4200 نقطة، وبين العمري انه في حال الإغلاق تحت هذا المستوى فإن هذا يعني استمرار الاتجاه الهابط إلى المستوى المستهدف لاختراق قناة الاتجاه وذلك عند 3750 نقطة وخصوصا أن المعطيات الفنية لا تزال سلبية بشكل واضح بشروط كسر مستوى 4200 نقطة. أما على ـ المدى القصير «أسبوع إلى شهر» فان ذلك يفسر بالنحو التالي: مع استمرار تحركات المؤشرات الفنية في مناطق الإفراط في البيع نجد أن المؤشر العام لا يزال يؤكد تحركاته في الاتجاه الهابط على المدى القصير، وخصوصا بعد التحركات السلبية التي سجلها خلال تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بإغلاقه تحت مستوى 4563 نقطة، وقد جاءت هذه التحركات السلبية مصحوبة بتزايد ملحوظ لأحجام التداولات، ومثل هذا التحسن لحجم التداول يحمل معه احتمالين، أحدهما إيجابي لكنه يحتاج إلى تأكيد في كل الأحوال وهذا ما حدث يوم أمس. أما السلبية فهي بكسر 4200 نقطة.