«ميريل لينش» يتوقع انخفاض سعر النفط إلى 25 دولارا قبل الانتعاش

مشروع مشترك بين «طاقة» و«غازبروم» لتخزين الغاز في هولندا > البرميل يقترب من 42 دولارا إثر بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية

مع انحسار الطلب في انحاء المناطق الرئيسية لاستهلاك النفط جميعا فان أسعار خامات القياس الرئيسية للنفط تواصل الهبوط (رويترز)
TT

أعلن بنك الاستثمار الاميركي «ميريل لينش» أمس انه من المرجح أن تواصل أسعار النفط الانخفاض خلال فترة غير قصيرة العام القادم وانها قد تصل الى 25 دولارا للبرميل قبل ان تنتعش مرة أخرى. وأكد البنك في مذكرة بحثية أن الأسعار من المتوقع أن تبدأ بالانتعاش في النصف الثاني لعام 2009.

وخفض ميريل لينش تنبؤه لمتوسط أسعار العقود الآجلة للخام الاميركي وخام برنت بحر الشمال الى 50 دولارا للبرميل من التقدير السابق للخامين 90 دولارا.

وقال البنك في مذكرته «مع انحسار الطلب في انحاء المناطق الرئيسية لاستهلاك النفط جميعا فان اسعار خامات القياس الرئيسية للنفط تواصل الهبوط وفي الأجل القصير فان الاهتمام في السوق سيتركز على استجابات أوبك وربما أيضا المنتجين من خارج أوبك لتحقيق توازن السوق».

وأفادت المذكرة ان هبوطا مؤقتا دون 25 دولارا للبرميل أمر محتمل اذا امتد الكساد الى الصين والمطلوب إجراء تخفيضات كبيرة للإنتاج من خارج اوبك.

وأضاف البنك «في نظرنا ان أسعار النفط قد تهبط بشدة في نهاية الربع الأول لعام 2009 أو أوائل الربع الثاني لعام 2009 مع الهبوط الموسمي للطلب. ونتوقع بعد ذلك مع بدء انتعاش النشاط الاقتصادي ان تشهد أسعار النفط انتعاشة طفيفة في النصف الثاني لعام 2009».

وتراجعت أسعار النفط مقتربة من 42 دولارا للبرميل أمس الجمعة لتصل الى أدنى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) 2005 بعدما أظهر تقرير حكومي أن أكثر من نصف مليون أميركي فقدوا وظائفهم الشهر الماضي.

وأظهرت بيانات حكومية، نشرتها وكالة رويترز أن أرباب العمل الاميركيين استغنوا عن 533 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو أضعف أداء في 34 عاما.

وانخفض الخام الاميركي الخفيف الى 42.05 دولار للبرميل بعد نشر البيانات، لينخفض إلى 42.36 دولار للبرميل بانخفاض قدره 1.31 دولار.

وهبط مزيج برنت في لندن 1.21 دولار مسجلا 41.08 دولار للبرميل.

ويتوقع كثير من المتعاملين والمحللين أن يختبر النفط الحاجز النفسي المهم عند 40 دولارا للبرميل في وقت قريب جدا مع تنامي مؤشرات تراجع الطلب على النفط في كل الاقتصادات المتقدمة الرئيسية.

وأعلنت شركات اميركية وأوروبية عن مزيد من تخفيضات الوظائف، فيما قالت شركة الهاتف الاميركية ايه.تي اند تي انها ستخفض 12 ألف وظيفة، وقالت شركة دوبونت للكيماويات انها تعتزم تسريح 2500 موظف.

واعلنت شركات تجارة التجزئة الاميركية الكبرى عن مبيعات مخيبة للآمال لشهر نوفمبر، ليفيد المجلس الدولي لمراكز التسوق التجاري ان المبيعات هبطت 2.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وفي محاولة لإنعاش الاقتصاديات المتداعية خفضت البنوك المركزية الأوروبية اسعار الفائدة أول من أمس، وخفض البنك المركزي السويدي اسعار الفائدة 175 نقطة اساس وقلص المركزي الاوروبي سعر الفائدة الاساسي 75 نقطة اساس وخفض بنك انجلترا المركزي الفائدة نقطة مئوية كاملة. ودفع هبوط سعر النفط إلى أدنى مستويات له في اربعة اعوام اعضاء اوبك الى الدعوة الى اتخاذ اجراءات قوية حينما تجتمع المنظمة في 17 ديسمبر (كانون الاول) في مدينة وهران الجزائرية. وقال رئيس منظمة اوبك شكيب خليل للتلفزيون الجزائري الحكومي انه يجب على المنظمة ان تخفض الانتاج بمقدار كبير في الاجتماع اذا بقيت الاسعار عند مستوياتها الحالية، غير ان محللين يقولون انه اذا أجرت اوبك خفضا اخر للانتاج ـ سيكون الثالث هذا العام ـ فانه يجب ان يكون خفضا حادا حتى يؤثر في الاسعار.

وقال ادوارد مير محلل السلع الاولية في مؤسسة اف.ام جلوبال انه يجب على المنتجين في اوبك خفض الانتاج ما بين 2.5 مليون برميل الى ثلاثة ملايين حتى يمكنهم التأثير على الاسعار، واضاف مير قوله «خفض الانتاج 1.5 مليون اخرى سيكون ايذانا بمزيد من الهبوط السعري». وعلى صعيد اخر اعلنت شركة ابوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) امس انها وقعت مذكرة تفاهم مع جازبروم الروسية من أجل التطوير المشترك لمشروع برجرمير لتخزين الغاز في هولندا، وقالت الشركة الاماراتية انه من المتوقع البدء في انشاء المشروع في الربع الثاني من العام القادم بينما يتوقع بدء العمليات التجارية في الربع الثالث من 2013. وعند بدء العمليات ستتاح أغلبية طاقة المنشأة أمام طرف ثالث، وقالت الشركة في بيان ان منشأة تخزين الغاز الجديدة ستعزز أمن امدادات الطاقة للمستهلكين في هولندا وأوروبا وستسهم بشكل ملموس في تعزيز التدفق في أسواق الغاز بشمال وغرب أوروبا.

وتهدف طاقة وشركاؤها إلى استخدام مستودع لتخزين الغاز شمال أمستردام للتخزين بطاقة تشغيل تبلغ حوالي أربعة مليارات متر مكعب و4.6 مليار متر مكعب إضافية من غاز الحماية للتحكم في الضغط.

وقالت الشركة إنها تواصل المحادثات مع شركاء محتملين آخرين وموردين لغاز الحماية للمشاركة بالمشروع.