هولندا تحتل صدارة دول العالم في تقديم المعونات للدول النامية

المفوضية الأوروبية تحذر من أن التقصير سيكون كارثة عليها

TT

للعام الرابع على التوالي، تصدرت هولندا قائمة دول العالم الأكثر كرما في تقديم المعونات للدول النامية، فوفقا لمركز التنمية العالمية في واشنطن، فإن هولندا تحتل المركز الأول، تليها السويد ثم النرويج ثم الدنمارك ثم إيرلندا. ولا تنظر المؤسسة البحثية الأميركية إلى المعونات التنموية فقط، ولكن تضع أيضا في الحسبان التجارة والبيئة والهجرة. لكن المركز وجه ايضا انتقادات إلى هولندا في البندين الأخيرين بخصوص ارتفاع مصاريف الطلاب الأجانب، كما أن عددا قليلا من مواطني الدول النامية يصلون إلى هولندا. وكان الجهاز التنفيذي الاوروبي ببروكسل قد أعلن في وقت سابق انه يجب على الاتحاد الاوروبي ان يفي بتعهداته بزيادة المعونات الى الدول الفقيرة. وسبق ان اصدرت المفوضية الاوروبية بيانا تضمن التحذير من أن التقصير في انجاز أهداف الامم المتحدة في هذا الشأن، سيكون كارثة على الدول النامية، ويعرض الاستقرار العالمي للخطر. واعلنت تقارير دولية عن انخفاض معونات التنمية التي تقدمها دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون العام الماضي، بينما دعت المفوضية الاوروبية ببروكسل الدول الأعضاء، لزيَاْدَة مستويات المساعدةِ للدول الفقيرة والوفاء بتعهداتها، وذلك في أعقاب صدور تقرير سنوي، لأرقام المعونات العالمية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي أظهرت أن حجمِ مساهماتَ الدول الأعضاء بالاتحاد الاوروبي نَقصَ للمرة الأولى منذ 2000. كما عبرت المفوضية أيضاً عن قلقها بشأن تراجع في الاتجاهِ العالميِ للسَنَة الثانية على التوالي في مجال المساعدة الدولية من قِبل المتبرعين الأكبرِ الـ22 في العالمِ مما يضع أهدافَ تطويرِ ألفية الأُمم المتّحدةَ بجدية في الخطرِ.

ومن خلال بيان صدر في ابريل الماضي عن الجهاز التنفيذي الاوروبي ببروكسل، قال مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبيةِ «نحن قلقون بشأن هذا الاتجاهِ لأننا لا نَستطيعُ تَحَمُّل تَخفيض المساعدة التنمويةِ، بينما نُحاولُ إنْجاز تطويرِ ألفيةِ الأُمم المتّحدةَ، نَحتاجُ مالا أكثر لمواجهة الفقر، ولكي نضمن أن يَحْصلُ كُلّ طفل على تعليم أساسي وتحسين ظروف المعيشة، مشيرا في الوقت نفسه الى انه سبق أن حذر العام الماضي من أن قرارات إعفاء بعض الدول منِ الديون المستحقة هي قرارات إيجابية جداً، لَكنَّها إجراءاتَ وحيدةَ. ولابد من توفير المساعدات وبشكل اكبر وثابت».

وقال لويس ميشيل، مفوّض مسؤول عن التطويرِ والمساعدةِ الإنسانيةِ، «نَحْثُّ الدول الأعضاء بقوة للإيفاء بوعودِهم. وبصفته المتبرع الأكبر في العالمِ، يَجِبُ على الاتحاد الاوروبي أَنْ يعطي المثال الجيد ويحقق تقدّما جيدا في إنْجاز مستويات المساعدةِ الأعلى، وهو الامر الذي تعهدت به من قبل المجموعة الاوروبية الموحدة في 2005». وحدثت زيادة في هذا الصدد عام 2006، ولكن أرقام المساعدات الاوروبيةِ لعام 2007 شهدت تراجعا.

ويقول البيان ان معونات الاتحاد الاوروبي في 2007 بلغت 46.1 مليار يورو (72 مليار دولار) بانخفاض قدره 1.7 مليار يورو عن 2006. وتشير تقديرات لمفوضية الاتحاد الاوروبي الى ان هذا المبلغ كان يمكن ان يمول بناء 4500 مدرسة أو 1200 مستشفى، وقال البيان إن المانحين الرئيسيين الآخرين أخفقوا أيضا في الوفاء بتعهداتهم.

وأشار ميشيل الى ان هذا التراجع في المساعدات الاوروبية يتعارض مع قرارات اصدرها الزعماءِ في قمة المجلس الاوروبي عام 2005، والتي شهدت تعهد الاتحاد الأوروبي بزيَاْدَة مستويات المساعدةِ بشكل جماعي وبشكل منفرد. وجاء في البيان ان «الاتحاد الاوروبي ما زال أكبر مانح للمعونات في العالم بمساعدات رسمية للتنمية تصل الى 93 يورو لكل مواطن»، مضيفا ان المعونات تعادل 53 يورو للشخص في الولايات المتحدة، و44 يورو في اليابان. وفي إطار أهداف الالفية للتنمية التي أطلقتها الأمم المتحدة تعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي بتخصيص 0.7 في المائة من دخلها القومي الاجمالي لمساعدات التنمية بحلول عام 2015. وشكلت المعونات 0.38 في المائة من الدخل القومي الاجمالي لدول الاتحاد العام الماضي، وهو ما يقل عن الهدف المؤقت للاتحاد لعام 2006 البالغ 0.39 في المائة، والذي أوفى به الاتحاد بالفعل في ذلك العام.

وترعى الأمم المتحدة اليوم العالمي للقضاء على الفقر منذ عام 1993 كما يبلغ عدد الفقراء في الدول النامية في الوقت الحاضر أكثر من 4. 1 مليار شخص.