قال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أمس السبت، ان أعضاء المنظمة متفقون على ضرورة خفض الانتاج، عندما يجتمعون في الجزائر يوم الاربعاء المقبل، وذلك لتعزيز أسعار الخام المتراجعة. وأبلغ خليل الصحافيين، أن هناك توافق آراء في «أوبك» على خفض الانتاج، لكنه أحجم عن الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وأشاد رئيس «أوبك» بإقدام السعودية على خفض 8 في المائة من إنتاجها النفطي، قائلا إن «السعودية لم تنتظر اجتماع وهران لخفض حصتها من الإنتاج»، مضيفا أن «مبادرة الخفض التي قام بها هذا البلد، كان لها اثر إيجابي على السوق».
وكان قد افصح اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول في مناسبات مختلفة عن نيتهم لتخفيض الانتاج من اجل المحافظة على مستوى جيد للأسعار، التي تدهورت لتصل الى اقل من 40 دولارا للبرميل منذ يوليو (تموز) الماضي، عندما تخطت حاجز 147. وفي معاملات أمس الأول الجمعة، سجلت تحسنا طفيفا للأسعار، لتصل الى نحو 46 دولارا للبرميل.
وكانت «أوبك» اتفقت بالفعل منذ أوائل سبتمبر (أيلول) على خفض المعروض بما مجموعه مليونا برميل يوميا. وفي اجتماع اكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قررت المنظمة في اجتماعها الاستثنائي خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم. وقال خليل ان روسيا وبعض الدول الأخرى المنتجة للنفط من خارج «أوبك» مثل أذربيجان، ستحضر اجتماع وهران. لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل بشأن احتمال مساهمة تلك الدول في خفض معروض النفط الخام.
وقال وزير النفط الايراني في تصريحات نشرت أمس، انه يرى شخصيا أن «السعر الحقيقي» لبرميل الخام ينبغي أن يتجاوز 100 دولار. وأبلغ الوزير غلام حسين نوذري صحيفة «بول» «في رأيي السعر الحقيقي لبرميل النفط يجب أن يكون فوق 100 دولار». وأضاف «اننا في أوبك لم نضع قط، سعرا محددا للنفط وطلبنا دائما أن تصل الاسعار الى مستواها الحقيقي. سياستنا في أوبك تقوم أيضا على هذا».
وقال محمد علي خطيبي مندوب ايران الدائم لدى المنظمة، ان على «أوبك» حجب زيادة المعروض عن سوق النفط، وانها تحتاج الى دعم المنتجين من خارج المنظمة.
وأبلغ خطيبي الموقع الاخباري لوزارة النفط الايرانية على الانترنت أنه لـ«الخروج من الوضع القائم علينا حجب زيادة المعروض عن السوق، بحيث يتحقق توازن السوق. حالما تتوازن سنحصل على أسعار مرغوبة». وأضاف «دول أوبك متفقة على هذه السياسة، ولذا نحتاج الى دعم من خارج أوبك لهذه السياسة». وأبدت روسيا رغبتها في حضور اجتماع وهران كعضو مراقب من اجل مزيد من التنسيق مع المنظمة. ومن هنا جاءت التصريحات التي ادلى بها شكيب خليل رئيس منظمة بخصوص حضور منتجين للبترول من خارج «اوبك».
وصرح نائب رئيس المجموعة الروسية العملاقة للغاز «غازبروم» ان روسيا لا يمكنها الانضمام الى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي «لا يمكن تطبيق آليتها بشكل مباشر» على روسيا.
وقال الكسندر مدفيديف لصحافيين إن «آلية اوبك لا يمكن ان تطبق بشكل مباشر على الاتحاد الروسي».
وأضاف «نحن على اتصال مع اوبك لتبادل» المعلومات، مؤكدا انه «مؤشر جيد للاسواق (...) لأنه يدعم» الأسعار.
وأوضح أن روسيا تفكر في «طريقة تنظيم ما لتثبيت الأسعار»، لكنه اوضح أن هذا «لن يكون مطابقا لآليات أوبك» بل «يعتمد على خصوصية انتاجنا».
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف صرح الخميس الماضي، ان موسكو لم تعد تستبعد الانضمام الى «اوبك» «دفاعا» عن مصالحها ازاء تدهور اسعار النفط.
وقال الرئيس الروسي «علينا ان ندافع (عن مصالحنا) سواء النفط او الغاز، هذا مصدر عائداتنا». واضاف أن «اجراءات الحماية هذه، يمكن ان تتضمن تخفيض كمية انتاج النفط والمشاركة في هيئات المصدرين الموجودة حاليا والمشاركة في منظمات اخرى، اذا امكننا التوصل الى اتفاق بهذا الشأن»، في اشارة الى «اوبك».
وهذه هي المرة الاولى منذ اندلاع الازمة، التي يتحدث فيها مسؤول روسي كبير علنا، عن امكانية انضمام روسيا الى هذا الكارتيل.
وتمثل «اوبك» بدولها الاعضاء الـ13 حاليا حوالى 43 في المائة من انتاج النفط العالمي.
وقال خليل في تصريحات للصحافيين، إن روسيا سيمثلها في هذا الاجتماع نائب رئيس الوزراء المكلف الطاقة ايجور سيتشين ووزير الطاقة سيرجي شماتكو.