خدمة جديدة للهاتف الجوال في كوريا الشمالية

«أوراسكوم» المصرية تملك 75% من الشبكة

TT

تمخضت الحاجة الملحة التي تستشعرها كوريا الشمالية لتعزيز النمو الاقتصادي، ورغبة شركة اتصالات مصرية في توسيع نشاطها عن التوصل لاتفاق لإقامة شبكة جديدة للهواتف الجوالة في تلك الدولة الشيوعية المنعزلة.

فقد وقعت شركة «أوراسكوم تليكوم القابضة» المصرية أمس، عقدا مدته 25 عاما مع الحكومة الكورية الشمالية في بيونغ يانغ، لتأسيس خدمة محدودة للهواتف الجوالة.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، التي بثت النبأ ان هذه الصفقة تكتسب أهمية بالغة لشعب يقدر عدده بنحو 23 مليون نسمة، ولا يتمتع معظمه بإمكانية الدخول على الانترنت أو استخدام الهواتف الجوالة. وقال بارك يونج تشول رئيس شركة «تشيو تكنولوجي جيه في»، الشريك الكوري الشمالي في الاتفاق «توفر لنا مبادرة الهاتف الجوال قوة دافعة للمزيد من التطوير لنظام الاتصالات، في ظل احتياجات عصر تكنولوجيا المعلومات».

وستوفر الشركة الكورية الشمالية الجديدة التي ستحمل اسم «كوريو لينك» تقنية الجيل الثالث، وتغطي العاصمة بيونغ يانغ ذات المليوني نسمة في مرحلتها الأولى.

يذكر أن «أوراسكوم تليكوم» تملك 75 في المائة من شركة «جيه في» بينما تملك هيئة الاتصالات والبريد الكورية الـ25 في المائة المتبقية.

وأوضحت «أوراسكوم» أن المرحلة الأولى تهدف إلى توصيل الخدمة لمائة ألف كوري شمالي، يعيشون في ثلاث مدن كبرى. وقال الملياردير المصري نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة الشركة، عقب توقيع عقد الصفقة «هدفنا التالي اقامة شبكة قادرة على الربط بين 23 مليون كوري شمالي».

وتعد «أوراسكوم» من الشركات العالمية القليلة التي أقدمت على الاستثمار في كوريا الشمالية التي تعاني من مجاعة وعقوبات أميركية بسبب برنامجها النووي.

ووقع اختيار الشركة المصرية على كوريا الشمالية لتعويض تباطؤ نشاطها في باكستان وبنغلاديش. وكان ساويرس ذكر في وقت سابق من العام الحالي، أن الاستثمار في كوريا الشمالية، يأتي في إطار استراتيجية عالمية للشركة تستهدف الدول ذات الكثافة السكانية العالية وقدرات الجوال الضعيفة.

وقال محللون في كوريا الشمالية، إن قلة مختارة من مسؤولي الحكومة وضباط الجيش والأجانب العاملين لدى الأمم المتحدة والدبلوماسيين الأجانب، سيكونون أول المستفيدين من شبكة الجوال التي ستقيمها أكبر شركة للاتصالات في الشرق الأوسط، على مدار الاعوام الثلاثة المقبلة إذا ما ظلت الصفقة قائمة.

وقد حظيت هذه المبادرة بمردود طيب بين المحللين، فقد ذكرت صحيفة «ن كيه دايلي» الالكترونية في افتتاحيتها يوم الثلاثاء «في وقت يعاد فيه النظر إلى العلاقات الاقتصادية بين الكوريتين، فإن مبادرة شبكة الهواتف الحمولة الجديدة يمكن أن تغير الصورة المهزوزة لبلادنا».

إلا أن هذه الصفقة تنطوي على مخاطر سياسية، حيث من الممكن الرجوع فيها، خاصة أن كوريا الشمالية أجبرت شركات من جارتها الجنوبية على وقف أنشطتها في المنطقة الصناعية بمدينة كايسونج الحدودية على الرغم من العوائد الاقتصادية الواضحة لهذه الانشطة لبيونغ يانغ.

وأضافت الصحيفة أن أحداث الماضي أوضحت أنه عندما تجد كوريا الشمالية نفسها أمام الاختيار بين حماية نظامها أو اقتصادها، فإن اختيارها دائما هو حماية النظام. وفي مسعى لحماية شبكتها الوليدة كشفت «أوراسكوم» عن أنها وقعت عقدا مؤقتا، تبدأ بموجبه بنصف حجم الاستثمارات المخصصة للمشروع.

وفي حال تعرضت الصفقة لأي تهديد ستقوم الشركة بسحب معداتها وعمالها، الأمر الذي سيقلل من كفاءة الشبكة في بيونغ يانغ.

وذكرت الصحيفة، أن الاتفاقية تنص على أن تستعين «أوراسكوم» بعشرات الآلاف من الكوريين الشماليين في مشروعاتها الانشائية في الشرق الاوسط، وهو ما يعني أن كوريا الشمالية ستخسر الكثير إذا ما فكرت في تهديد الاتفاقية.

يذكر أن بيونغ يانغ كانت أطلقت خدمة للهاتف الجوال في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2002، بالتعاون مع شركة «لوكسلي باسيفيك» التابعة لمجموعة لوكسلي التايلندية، إلا أنها انهارت في أعقاب حادث قطار غامض في كوريا الشمالية عام 2004 أودى بحياة 160 شخصا.

وعلى الرغم من حظر استخدام الهواتف الجوالة في كوريا الشمالية، إلا أن هناك بعض الكوريين الشماليين يستخدمون أجهزة هوائية مهربة من الصين، للتواصل مع أقاربهم في كوريا الجنوبية.