أسعار البترول تواصل انخفاضها إلى أدنى معدل لها منذ 5 سنوات

خبراء يتوقعون ارتفاعها العام المقبل والكويت تحث أعضاء «أوبك» على الالتزام بقيود إنتاج النفط

قال المتعاملون إن أسبابا فنية وراء انخفاض السعر حيث أن يوم الجمعة الماضي هو آخر أيام التعامل بالعقود الآجلة لشهر يناير المقبل (أ.ب)
TT

هبط سعر النفط دون 40 دولارا للبرميل بعد ان اتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك يوم الاربعاء الماضي على خفض انتاجها 2.2 مليون برميل يوميا لاحياء الاسعار المتداعية التي تضررت من هبوط الطلب على الوقود. ولم تفلح قرارات المنظمة بخفض سقف الإنتاج اليومي اعتبارا من أول الشهر المقبل في الحد من هبوط الأسعار.

لكن توقع المعهد الألماني للاقتصاد العالمي في مدينة هامبورج أن ترتفع أسعار النفط خلال العام المقبل على الرغم من الأزمة الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي، وقال توماس شتراوبهار مدير المعهد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس السبت «خبراء شؤون الاقتصاد يعلمون أن عصر الطاقة الرخيصة قد انتهى وأن زمن الأسعار الزهيدة للمواد الخام قد ولى».

وأضاف الخبير أن توقعات معهده تشير إلى استقرار سعر النفط خلال العام المقبل 2009 بين 50 و 60 دولارا للبرميل الخام، بينما سيتراوح السعر اعتبارا من عام 2010 ولفترة طويلة بين 60 و 80 دولارا للبرميل.

وواصلت الأسعار انخفاضها الحاد ووصلت أثناء التعاملات ظهر أمس الأول إلى أدنى معدل لها منذ خمس سنوات، حيث سجل الخام الأميركي من نوع غرب تكساس الخفيف تسليم يناير (كانون الثاني) المقبل 44. 33 دولار قبل أن يعود للارتفاع الطفيف إلى 15. 34 دولار بانخفاض مقداره 07. 2 دولار عن سعر الإقفال يوم الخميس الماضي.

وفي فيينا أعلنت الأمانة العامة للأوبك ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية تراجع يوم الخميس الى 48. 39 دولار للبرميل من 95. 40 دولار يوم الاربعاء الماضي. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.

وكانت اوبك قد قررت من قبل خفض انتاجها مليوني برميل يوميا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) لكن المنظمة نفسها تقول ان تقديراتها توضح ان درجة الالتزام بتلك التخفيضات تبلغ حوالي 50 في المائة فحسب.

وتوقع خبراء مصرف كومرتس بنك الألماني أن تلتزم دول الأوبك بتنفيذ القرارات بشكل يزيد من التوقعات بارتفاع السعر خلال الربع الأول من العام خاصة أن روسيا ستخفض من إنتاجها.

ولهذا فقد حث وزير النفط الكويتي محمد العليم الدول الاخرى الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول «اوبك» على الالتزام بتخفيضات الانتاج القياسية الكبيرة التي اتفقت عليها المنظمة لدعم اسعار النفط المتهاوية.

وقال العليم لوكالة الانباء الكويتية ان هناك التزاما عاما بالحصص الانتاجية المقررة في اوبك لكنه يحتاج الى تعزيز، واضاف العليم قوله ان «قرار اوبك هو قرار للتطبيق وليس كلاما اعلاميا».

ومن أجل تحقيق انتعاش دائم للاسعار يجب على اوبك ان تلتزم التزاما صارما بتخفيضاتها الانتاجية وهي مهمة كانت في العادة عسيرة في سوق راكدة.

وقال العليم انه يتوقع ان تبقى ظروف السوق صعبة في النصف الاول من عام 2009، وخلال مؤتمر الطاقة الذي استضافته لندن أمس الأول لوزراء النفط من 40 دولة بعد أيام من خفض الإنتاج النفطي لأوبك قال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك ان أسعار النفط ستستقر على الارجح قرب مستوياتها الحالية في ديسمبر (كانون الاول) قبل أن تحدث تخفيضات انتاج أوبك أثرها في تعزيز السوق.

وكان الموعد الأصلي للاجتماع مقررا خلال فصل الصيف عندما قفزت أسعار النفط لأكثر من 140 دولارا للبرميل.

ودعا وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند خلال مؤتمر لندن الجمعة إلى مزيد من الإجراءات لضمان استقرار أسعار النفط مع التراجع الحالي في سعر النفط الخام بالتزامن مع الركود العالمي. وأرجع خبراء السوق الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى التوقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي وتعرض الاقتصاديات الكبرى في العالم للانكماش.

وقال المتعاملون إن أسبابا فنية وراء انخفاض السعر حيث أن يوم الجمعة الماضي هو آخر أيام التعامل بالعقود الآجلة لشهر يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن المعتاد أن يحدث تفاوت كبير في الأسعار في آخر أيام التعاقد.