السعودية: شركات الاتصالات تنجح في التغلب على عطب «الكابلات المقطوعة»

خدمات الإنترنت تعطلت بنسبة 80% من قدرتها في بعض دول الشرق الأوسط

تأثرت شبكات الانترنت في بعض دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا بسبب العطل الذي واجهته الكابلات البحرية الناقلة للتكنولوجيا في المنطقة الواقعة بين ايطاليا والإسكندرية (رويترز)
TT

أفصحت مصادر عاملة في شركة الاتصالات السعودية أن سفينة إصلاح كابلات الاتصال البحرية المقطوعة في البحر الأبيض المتوسط ستصل صباح غد الاثنين، بينما رشحت أن تتم عملية الصيانة يوم الخميس المقبل.

وبدت أوضاع استخدام الإنترنت في السعودية سائرة بدون ارتباك بعد انقطاع الكابلات البحرية في أعماق البحر الأبيض المتوسط لكنها أدت إلى انقطاع خدمة الإنترنت بنسبة 80% في العديد من دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وفقا لمصادر عاملة في قطاعات تقنية المعلومات والاتصال وبعض الأنشطة الاقتصادية، متزامنة مع ما أبدته شركات الاتصالات من قدرتها على محاصرة الموقف وتوفير بدائل سريعة للاستمرار في تقديم الخدمة.

وبخلاف الأنباء المتواردة عن الأضرار التي لحقت بدول مثل مصر والهند، جاء تقديم الخدمة في السعودية بصورة مستمرة بدون انقطاع ولكن لوحظ ضعف في سرعة تنفيذ الأوامر والتنقل بين الصفحات كأبرز السلبيات التي عايشها مستخدم الإنترنت في السعودية حاليا. وكانت خدمة الإنترنت قد تعرضت أول من أمس إلى اضطراب في سرعة التصفح نتيجة تعرض عدد من الكابلات البحرية في البحر الأبيض المتوسط بين إيطاليا ومصر لأضرار بحسب ما ذكرت شركة الاتصالات السعودية في بيان رسمي صدر عنها. ووفقا للبيان فقد تعطلت الكابلات البحرية «القاري الثالث» و«القاري الرابع» و«العلم» أول من أمس في البحر الأبيض المتوسط بين الإسكندرية وإيطاليا مما أثر على خدمات الاتصالات الصوتية وخدمة الإنترنت الدولية في المنطقة. وأكدت شركة الاتصالات أنها حوّلت خدمة الإنترنت لمسارات بديلة، مضيفة إلى أنها استفادت من الكابلات باتجاه الشرق وكذلك عن طريق الأقمار الصناعية في وقت تمضي إلى متابعة العطل مع الجهات الدولية ذات العلاقة. وأفصح لـ«الشرق الأوسط» محمد الفرج مدير عام الشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات أن تقدير الخسائر النظرية صعب في الفترة الحالية حيث لم تنته عمليات الإصلاح، مشيرا إلى أن إحصاء الفاقد الاقتصادي لا يمكن تقديره إلا بعد الانتهاء، موضحا أن الشركة اتخذت إجراءاتها تحسبا لمثل هذه الظروف من خلال مبادرتها السريعة لاستخدام البدائل الاحتياطية لديها مما قلل الخسائر إلى معدلات قليلة لا تكاد تذكر. وأضاف الفرج أنه من المتوقع وصول سفينة الإصلاح صباح غد الاثنين حيث ستنطلق أعمال الصيانة بينما يرشح أن يكون يوم الخميس المقبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري موعدا لإعلان الانتهاء من الصيانة التي سترتكز على الكيبل الرابع الذي يعد الأضخم والأكبر والأكثر تأثيرا، مفيدا أن شركة الاتصالات انتهت من عمليات توفير كافة السعات قبل الانقطاع بحيث تسرّع من الخدمة.

وأكد الدكتور محمد بن سعود البدر الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتكاملة عدم تأثر عملاء الشركة جراء الانقطاع، مشدداًَ على أن الانقطاع لم يؤثر فعليا في خدمات الشركة.

ولفت البدر إلى أن شركته وفرّت الخدمة بدون انقطاع وعالجت مشكلة تباطؤ السرعة مباشرة، اعتمادا على خطط استراتيجياتها المسبقة في تنويع سعات الانترنت واحتياطاتها ومصادر الكابلات الدولية، بهدف تفادي مثل هذه المشكلة المتكررة التي عانت منها شركات الاتصالات ومقدمو خدمات الانترنت في المنطقة بشدة خلال أول من أمس، مبينا أن الشركة تتابع المستجدات أولا بأول للحيلولة دون انقطاعات مستقبلية قد تحدث وتؤثر على خدمات الشركة.

من جهة أخرى، يقول المهندس سامي بن محمد جميل ملا المدير العام لشركة إدارة الأعمال المحدودة المتخصصة في الاتصالات وتقنية المعلومات إن تقديرات الصيانة والإصلاح لمثل هذه العطب يرشح أن تأخذ متوسط وقت بواقع 10 أيام حيث أن طبيعة الصيانة تحتاج إلى جهد كبير وفقا لنوع العطل.

ويضيف ملا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية استطاعت أن تنجو من أزمة قطع الكابلات بنجاح بعد تجربتها المرّة السابقة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مشيرا إلى أن التطور والتقدم التكنولوجي وما تم تجهيزه من بنى تحتية ساعد على الاستفادة من خدمات الكابلات الاحتياطية.وأفصح ملا أن الشركات السعودية مساهمة في أكثر من كابلات في الشرق والغرب وهو ما يزيد خيارات الصمود أمام الأعطال أو تعرض طارئ كالذي يقع حاليا، مبينا أن خطط الطوارئ ساهمت في تحويل حركة المعلومات إلى الكابلات الاحتياطية وبالتالي ضمان سير العمل وعدم تعطل الاتصال ولو كان بسرعات أو بأداء أقل. وكان يناير الماضي قد شهد انقطاعا عنيفا لخدمة الإنترنت تضررت معه العديد من الدول في العالم كان في مقدمتها السعودية، حيث أكدت حينها شركة الاتصالات السعودية تأثر حركة الإنترنت والاتصالات الدولية في المملكة بنسبة 50 في المائة نتيجة انقطاع مزدوج للكيبل البحري «القاري الرابع» و«كيبل فلاج»، وهو الانقطاع الذي أدى إلى تأثر منطقتي الخليج والشرق الأوسط. من ناحيته، قال مهيدب المهيدب المدير العام لوكالة الصرح للسفر والسياحة إن قطاع السفر والحجوزات سيتعرض لتعطل نسبي خلال 15 يوما المقبلة وفق ما تناقل مما ذكرته الشركات المزودة للخدمة.