سوق أقمشة المفروشات السعودية تصل إلى 600 مليون ريال

صالح الجديعي: السوق المحلية تتعرض للإغراق وتفشي الغش وتحتاج إلى حماية الدولة

TT

في سوق وصلت الاستثمارات فيها الى اكثر من 600 مليون ريال (165 مليون دولار) زادت مطالبات التجار والمستثمرين في سوق اقمشة المفروشات بايقاف عمليات الاغراق للسوق السعودية بالبضائع الرديئة والمقلدة وغير الملائمة لصحة الانسان والبيئة وايضا تطبيق الحماية الفكرية في هذه السوق التي تتعرض للقرصنة الفنية.

وذكر احد المستثمرين السعوديين في مجال اقمشة المفروشات ان حجم البضائع الرديئة والمقلدة في السوق السعودية وصل الى 30% من موجودات السوق. وهذه النسبة قابلة للزيادة في حالة عدم تحرك الجهات المختصة لايقافها.

واشار صالح الجديعي مدير مجموعة الجديعي التجارية، احد اكبر المستثمرين في سوق اقمشة المفروشات، الى ان السوق تعيش حيوية وتطورا بفضل المنافسة على تقدم الافضل، وتحسن ذائقة العملاء في الاختيار وتنسيق فرش المنازل والمكاتب والاستعانة بمهندسي الديكور الداخلي.

وقال الجديعي ان استثمارات الجديعي في سوق الاقمشة تصل الى اكثر من 120 مليون ريال، أي 25 ـ 30% من حجم السوق السعودية التي تزيد فيها الاستثمارات عن 600 مليون ريال.

وهذه السوق تنمو بشكل كبير والمنافسة تزداد، وقال ان دخول شركات ومستثمرين سعوديين واجانب في هذا السوق يفيد العملاء في حالة المنافسة الشريفة الراقية التي تعتمد على المصداقية وخدمة العميل وتقديم الارقى.

وقال ان اتفاقية «الجات» وما تعطيه من منافسة حرة وقوية سوف تضفي على السوق زخما اكبر وتعطيها بعدا من المؤكد ان لها مردودها الجيد في خدمة العميل.

وعن التزوير والتقليد والتزييف وقرصنة التصاميم الخاصة بالاقمشة والتي تعاني منها السوق بشكل كبير، قال الجديعي ان التزوير وتقليد الاقمشة هو الابن غير الشرعي للسوق الحرة ومفهوم خاطئ للنظرة الاقتصادية (دعه يعمل دعه يمر) فليس من الحرية ان يسرق ابداع الآخرين، خاصة ان القرصنة والتزوير يقتطعان ما نسبته 40 ـ 50% من السوق وهذه نسبة لا يمكن تجاهلها.

والاغراق الذي يحدث في السوق الان من بعض الدول سيؤدي لا محالة الى كوارث اقتصادية تصيب مستثمرين سعوديين في هذا المجال، وايضا تقضي على امكانية حصول العميل المستهلك على سلعة جيدة وآمنة صحيا.

واضاف الجديعي ان غالبية عمليات الاغراق بالبضائع المقلدة والمزيفة والرديئة جدا وغير الصحية تأتي من سورية وتركيا وكوريا والصين وتايوان، وان كان اغلبها من كوريا.

وقال انه غالبا ما تعرض بضائع هذه الدول في الاسواق الشعبية والكراجات في المدن الكبيرة والصغيرة وتتم عمليات البيع عبر اجانب متسترين او حتى سعوديين بجلب شاحنات تحمل هذه البضائع المزيفة وبكميات كبيرة.

وتجوب هذه المدن لتسوق بضائعها بارخص الاسعار، اضافة الى ذلك لا تتحمل اعباء ادارية او ايجارات لمعارض مما يعني زيادة في نزول الاسعار.

وقال ان نسبة الاغراق في السوق تزداد يوما بعد يوم حيث وصلت حاليا الى 30% من حجم السوق السعودية. وهذه النسبة قابلة للزيادة باضطراد في ظل الصمت الرسمي من قبل جهات الاختصاص (الغرفة التجارية والاعلام والحماية الفكرية للتصاميم الفنية).

واضاف الجديعي ان المشكلة لا تكمن في تدني السعر ورداءة البضاعة بل ان هذه البضائع لها مضار صحية بالانسان وخاصة للاطفال ولها تأثير كبير في الجهاز التنفسي للانسان بحكم صناعتها الرديئة وعدم معالجتها صحيا بالشكل السليم او مراعاة النواحي الصحية اثناء الاستخدام.

واشار الى ان سعر المتر للبضائع المقلدة والرديئة وصل الى 6 ريالات فقط قابل للنزول ايضا في ظل عمليات التصنيع السيئة في هذه البلدان التي تعتمد على المواد الكيمائية التي سرعان ما تتفاعل لتؤثر في مستخدميها خاصة اذا عرفنا ان طبيعة البلد هي طغيان الجو الحار غالبية العام مما يعني تفاعلها سريعا وتأثيرها الصحي السلبي.

وقال: للاسف ايضا ان بعض تجار اقمشة المفروشات بدأوا في عمليات غير شرعية بخلط البضائع والسلع الجيدة مع السيئة وبيعها وايهام العملاء على انها ذات نوعية واحدة.

وعن الوضعية الراهنة لسوق اقمشة المفروشات في السعودية، قال الجديعي ان سوق اقمشة المفروشات في تطور يتنامي بحكم نضج العملاء بشكل اكبر وازدياد خبرتهم والقدرة على الاختيار ومعرفة الافضل، اضافة الى ان بعض الصادرات التي كانت سائدة في المجتمع بدأت تتغير من اقتناء الجاهز الى العمل على التفصيل وتركيب الالوان وتطور الذائقة الخاصة بالعملاء وزيادة اللمسة الجمالية بحكم كثرة الاحتكاك بالعالم الخارجي وحسب الخصوصية في التصميم الداخلي للبيت والمكتب.

كما اضافت الشركات والاسماء التجارية العالمية العاملة في هذا المجال مزيدا من التطوير باضافة الوان وتصاميم عالمية جديدة، واصبح الكثير ينتظر الجديد سنويا من هذه الشركات ليتابع خطوط الموضة في هذه السوق.

واشار الجديعي الى ان اقمشة المفروشات تطورت صناعيا وتقنيا وبيئيا حيث تراعى في المفروشات النواحي التصنيعية الصحية والبيئية، كما ظهرت تطورات اخرى في هذا المجال حيث ظهرت الاقمشة المقاومة للماء وهي غالبا من القطن والكتان.

كما زادت الجودة العالية لغالبيتها لمقاومة كثرة الاستخدام كما ان التطور الصناعي افرز اساليب جديدة في معالجة الخامات الاولية من حيث ثبات الالوان ومنع الانكماش والتجعد واصبحت امكانية تنفيذ اي تصميم اقل صعوبة مع تطور التقنيات المستخدمة في هذه الصناعة.

وقال الجديعي ان ابرز الدول المتميزة في صناعة الافضل من هذه الاقمشة هي اوروبا واميركا الشمالية، ولكل ودولية مميزاتها الخاصة في صناعتها بين الجودة التي تتفق كل هذه الدول عليها وبين اللمسات الفنية والراقية والمدارس الفنية والتصميمية لكل دولة.

=