مؤشر نيكاي الياباني يغلق على أدنى مستوى في 16 عاما

انخفاض الاسترليني أمام الدولار والين يتراجع عن مكاسبه بعد الانتخابات البرلمانية في طوكيو

TT

اغلق مؤشر نيكي للاسهم اليابانية الممتازة على ادنى مستوى في 16 عاما أمس بعد ان اخفق الفوز الانتخابي للائتلاف الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء جونتشيرو كويزومي في تبديد المخاوف بشأن الاقتصاد الواهن. وقال هيروشي نيشيدا المدير في «ميتسوبيشي ترست اسيت مانجمنت» «انه حدث تاريخي.. كويزومي يفوز والاسهم تهبط». ومضى قائلا «في وقت ما سيدرك مزيد من الناس ان السوق تعلم بالفعل ان فوز كويزومي لا يعني ان الاقتصاد سينتعش». وانخفض مؤشر نيكي القياسي المؤلف من 225 سهما 81.218 نقطة توازي 85.1 في المائة ليغلق على 27.11579 نقطة، وهو ادنى مستوى له منذ السابع من يناير (كانون الثاني) عام .1985 وشملت الخسائر نطاقا واسعا من الاسهم. واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على 51.1168 نقطة بانخفاض 72.15 نقطة او 33.1 في المائة.

وساهمت النتائج الضعيفة التي اعلنتها شركة «سوني كورب» الاسبوع الماضي في المناخ السلبي الذي شهدته السوق. وواصل سهم سوني خسائر الجمعة التي بلغت 46.11 في المائة وانخفض اليوم 87.6 في المائة الى 5830 ينا.

الى ذلك تراجع مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة صباح أمس متأثرا باسهم شركات الادوية بينما توخى المستثمرون الحذر تحسبا لنتائج اعمال الشركات المتوقعة هذا الاسبوع بعد اداء وول ستريت الضعيف. وهبط سهم مجموعة بيرسون الاعلامية بنسبة 7.3 في المائة الى ألف بنس بعد اعلانها عن تراجع عائدات الاعلانات في النصف الاول من العام، في حين حققت ارباحا اعلى من المتوقع قبل خصم الضرائب.

وهبط مؤشر فاينانشال تايمز 9.13 نقطة اي بنسبة 26.0 في المائة الى2.5389 نقطة في الساعة 0723 بتوقيت جرينتش بعد اغلاقه على ارتفاع 2.2 في المائة يوم الجمعة الماضي. وبين الاسهم الممتازة تراجع كل من سهم فودافون عملاق الاتصالات وسهم «جلاكسو سميث كلاين» للادوية بنسبة واحد في المائة. وارتفع سهم «بريتش تليكوم» 3.0 في المائة الى 475 بنسا بعد ان قال مصدر امس الاول ان الشركة رفضت عرضا قيمته ثمانية مليارات جنيه استرليني (11 مليار دولار) من كونسورتيوم تقوده شركة «بابكوك اند براون» الاميركية.

ولم توفر الاسهم الاميركية اي دعم للسوق، فقد هبط مؤشر داو جونز الصناعي 39 نقطة يوم الجمعة الماضي، وكان قد تراجع 23 نقطة قبيل اقفال السوق البريطانية. وارتفع مؤشر ناسداك ست نقاط وكان قد زاد ثلاث نقاط قبيل اقفال البورصة البريطانية.

وعلى صعيد أسواق الصرف تراجع الين عن مكاسبه المبكرة الناجمة عن فوز الائتلاف الحاكم في الانتخابات البرلمانية فهبط بمقدار ينين امام الدولار أمس متأثرا ببيانات اقتصادية سلبية وانخفاض اسعار الاسهم. وفي التعاملات المبكرة ارتفع الين مسجلا اعلى مستوى له خلال اليوم عند 24.123 ين للدولار في رد فعل لنتائج انتخابات مجلس المستشارين خاصة بالنسبة لحزب رئيس الوزراء جونتشيرو كويزومي.

لكن مكاسبه لم تدم طويلا اذ اظهرت بيانات الحكومة انخفاض الانتاج الصناعي الياباني بنسبة 7.0 في المائة في يونيو (حزيران) للشهر الرابع على التوالي. وتدعم سعر الدولار بزيادة الطلب عليه في نهاية الشهر من جانب المستوردين اليابانيين.

وظهرت موجات بيع للين بعد تصريحات ماسارو هايامي محافظ بنك اليابان المركزي التي اثارت تكهنات عن المزيد من اجراءات تيسير الائتمان. وتتزايد ضغوط الساسة على البنك المركزي لتيسير الائتمان مع هبوط الاسهم وتردي الاوضاع الاقتصادية. وفي اواخر معاملات طوكيو سجل الدولار 65.124 ين مرتفعا عن سعر اقفاله يوم الجمعة في نيويورك الذي بلغ 46.123 ين وتراجع اليورو الى 8747.0 دولار من 8774.0 دولار يوم الجمعة، في حين ارتفع سعر العملة الموحدة الى 97.108 ين من 35.108 ين في نيويورك.

وانخفض الين ايضا اكثر من واحد في المائة ليصل الى ادنى مستوى منذ نحو اسبوعين امام الدولار في اوروبا صباح أمس متأثرا بأنباء اقتصادية قاتمة وانخفاض حاد في الاسهم اليابانية. ولم يمنح فوز الائتلاف الياباني الحاكم في انتخابات مجلس المستشارين الين سوى دعم عابر، اذ تحول انتباه المتعاملين سريعا الى المعاناة التي سيجلبها الاصلاح الهيكلي على المدى القصير.

كما دفعت هذه المخاوف الين الى النزول اكثر من نصف في المائة ليصل الى ادنى مستوى في عشرة اسابيع امام اليورو رغم ان العملة الموحدة تراجعت هي نفسها امام الدولار. وقال نيل ماكينون المحلل في «ميريل لينش» ان رد فعل السوق لفوز الحزب الديمقراطي الحر في الانتخابات اليابانية كان الاقبال على بيع الين والاسهم المسجلة في مؤشر نيكاي. واضاف «احدث بيانات صناعية من اليابان تظهر مدى ضعف الاقتصاد كما ان الاصلاحات الهيكلية ستزيد الضغوط على بنك اليابان المركزي لتيسير الائتمان».

وانخفض الجنيه الاسترليني في أوائل المعاملات أمس الى أدنى مستوى منذ خمسة ايام مقابل الدولار الاميركي المتألق قبل صدور بيانات الائتمان الاستهلاكي وثقة المستهلكين. ويعتبر القطاع الاستهلاكي في بريطانيا على نطاق واسع المحرك الرئيسي للاقتصاد في مواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي محليا وعالميا. وقال محللون ان اي بوادر على تراجع الانفاق الاستهلاكي قد يكون لها تأثير سلبي على العملة البريطانية.

وقال ايان جانر خبير الصرف الاجنبي في بنك «ايه.بي.ان امرو» «بصفة عامة فان الاعتقاد الشائع في السوق عن الاقتصاد البريطانية انه يبدو قويا في الوقت الحالي لكن هناك بعض الاختلالات». وأضاف «واذا ظهر ما يشير الى ان قطاع الخدمات بدأ يضعف فستكون هذه هي الشرارة».

ومقابل العملة الاوروبية الموحدة انخفضت العملة البريطانية نحو ثلث نقطة مئوية الى 39.61 بنس بالمقارنة مع اغلاقها الجمعة على 62.61 بنس. ومن المقرر ان تعقد لجنة السياسة الائتمانية التابعة لبنك انجلترا المركزي يومي الاربعاء والخميس اجتماعها الدوري هذا الاسبوع، ولكن ليس من المتوقع تعديل أسعار الفائدة.