«الأسهم السعودية» تبدأ تعاملات آخر أسبوع من العام الجاري على هبوط

معدل السيولة اليومية ينخفض إلى 780 مليون دولار

عادت الأسهم السعودية من جديد للغة الخسائر الثقيلة بنسب كاملة («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت سوق الأسهم السعودية تداولاتها لأول يوم في آخر أسبوع من العام الميلادي الجاري على تراجع قوي وسط انخفاض في معدلات السيولة المدارة في تعاملات الأمس.

وستلحق تداولات هذا الأسبوع كاملة أيام السنة حيث سينتهي العام الميلادي الجاري بنهاية يوم الأربعاء الموافق 31 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وهو اليوم الأخير للتداولات من كل أسبوع حيث تقفل سوق الأسهم السعودية تعاملاتها في الثالثة والنصف عصرا وتستمر في إجازة نهاية الأسبوع الخميس والجمعة حتى تعود للتداول من جديد يوم السبت.

وزادت سوق الأسهم من وطأة خسائرها أمس حيث عادت من جديد للغة الخسائر بنسب كاملة إذ أقفل المؤشر العام فاقدا 2.6 في المائة تمثل 125.15 نقطة، وأغلق عند 4543.89 نقطة، بينما تم التداول على 191.1 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 2.9 مليار ريال (780 مليون دولار) نفذت من خلال 117.5 ألف صفقة، بينما كان أقل تداول في الأسبوع الماضي 3.3 مليار ريال.

وخالف خط سير التراجع العام الذي طال معظم القطاعات، قطاع الطاقة والمرافق الخدمية عندما صعد 1.8 في المائة، وكذلك قطاع التأمين 1.5 في المائة، وأخيرا قطاع الفنادق والسياحة بارتفاعه 0.58 في المائة.

وبرز في تداولات الأمس، عودة سهم «الكهرباء السعودية» لواجهة التعاملات النشطة بعد غياب خيم عليه لفترة طويلة، إذ تحرك السهم العملاق الذي يعد أحد المؤثرين في المؤشر العام، وصعد أداؤه مرتفعا 2.2 في المائة قافلا سعره عند 9.30 ريال. وقال من ناحيته، إبراهيم الربيش وهو محلل مالي ومصرفي إن هناك عاملين يتمتع بهما سوق الأسهم حتى اللحظة، الأول يتمثل في الطمأنينة المؤقتة مع الوضع العام للميزانية والموازنة التي أعلنتها الدولة خلال الأسبوع المنصرم، والثاني التفاؤل بتماسك الوضع العام للنتائج المالية.

ولكن الربيش عاد للتأكيد خلال تصريح تحليلي أدلى به لـ«الشرق الأوسط» أن الأسهم السعودية في مواجهة العاملين الإيجابيين، تعيش أزمتين طال أمدهما تتمثلان في شحّ السيولة وفي تنامي الخوف النفسي.

ويبين الربيش أن قلة السيولة ساهمت في اضطراب سوق الأسهم المحلي نتيجة لعدم توفر السيولة اللازمة التي من شأنها أن تنعش أداء السوق وتقوي من تحركات قطاعاته، مشيرا إلى أن ذلك ناتج عن الخسائر المحققة حتى الآن لمعظم شريحة المتداولين.

ولفت الربيش إلى أن الخوف النفسي لا يزال يسيطر على الشريحة المتبقي لديها السيولة حيث لا ترغب أن تغامر بها وتدخل في التعاملات ثم تفاجأ بانخفاضات عنيفة، مبينا أن التوقيت الحالي لسوق الأسهم سيضع التداولات في مفترق طرق.

من جهة أخرى، أفاد ماجد بن عبد الله الحربي محلل فني سعودي أن تراجع سوق الأسهم السعودي كان متوقعا مع حركة المؤشر العام الفنية خلال الأسبوعين المنصرمين، مستدلا بأن القراءة الفنية المعتمدة على استشراف وضع السوق غير متفائلة بمعدلات السيولة المتداولة يوميا.

وبين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المحافظ والصناديق العاملة في السوق دائما ما تكون متربصة وتعمل وفق آلية حذر وحيطة نتيجة لعامل التوقيت الذي لا يدعم المجازفة أو المخاطرة مع قرب نهاية العام الميلادي الحالي.

ولفت الحربي إلى أن هذه الفترة ستكون مضاربية وستشهد سيناريوهات ستعمد للاستفادة من عامل التوقيت من حيث استغلاله لتحريك بعض الأسهم ومحاولة تحقيق مكاسب فعلية قبيل إعلان النتائج المالية.