أميركا: تراجع فائدة قروض الرهن العقاري لأدنى مستوياتها

«ويلز فارغو» تستكمل شراء بنك «واكوفيا» مقابل 12.7 مليار دولار

القطاع العقاري في أميركا على كف عفريت
TT

أشار تقرير صادر عن مؤسسة «فريدي ماك» الأميركية للتمويل، إلى أن فائدة قروض الرهن العقاري بمعدلات فائدة ثابتة لمدة ثلاثين عاما في الولايات المتحدة، قد تراجعت للأسبوع التاسع على التوالي، لتصل إلى أدنى مستوياتها في 37 عاما.

وقالت المؤسسة إن سعر الفائدة في الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) تراجع إلى 5.10 في المائة، مقابل 5.14 في المائة في الأسبوع السابق عليه. وكان سعر الفائدة يبلغ 6.07 في المائة في الفترة نفسها من عام 2007.

يذكر أن سعر فائدة قروض الرهن العقاري بالفائدة الثابتة، لم تصل إلى مثل هذا المستوى المتدني منذ بدء «فريدي ماك» إجراء الدراسات عام 1971.

واندلعت الأزمة في الأسواق المالية، بسبب قروض شراء المنازل عالية المخاطر التي أدت إلى عدد قياسي في حالات التخلف عن سدادها، الأمر الذي تسبب في تراجع سوق الإسكان، بل وقامت بدور رئيسي في حدوث التباطؤ الاقتصادي.

وقال فرانك نوثافت نائب رئيس مؤسسة «فريدي ماك» وكبير الخبراء الاقتصاديين فيها، إن «أسعار الفائدة لقروض الرهن العقاري ذات الفائدة الثابتة لمدة 30 عاما، تراجعت للأسبوع التاسع على التوالي، وشكلت ثالث تراجع قياسي على الإطلاق منذ بدء (فريدي ماك) عمليات الاستبيان في أبريل (نيسان) عام 1971».

وتدخلت وزارة الخزانة الأميركية بضخ مئات المليارات من الدولارات في سوق التمويل، بهدف شراء الديون المعدومة وإنقاذ تلك الصناعة. وأعلن مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) عن خطة لشراء أوراق مالية للرهن العقاري بقيمة تصل إلى 500 مليار دولار.

من جهة أخرى قالت مؤسسة ويلز فارغو امس الخميس، انها استكملت صفقة شراء بنك واكوفيا مقابل 12.7 مليار دولار التي تعد رهانا كبيرا على سلامة تقديرها لمخاطر الرهون والقروض العقارية في دفاتر واكوفيا. واستكملت عملية الاستحواذ أول من أمس الاربعاء، لترفع حجم «ويلز فارغو» لاكثر من المثلين، وتؤدي الى قيام رابع أكبر مؤسسة مصرفية أميركية من حيث الأصول. وتملك «ويلز فارغو» أيضا أكبر شبكة فروع في الولايات المتحدة، اذ أن لها 6600 مكتب في 39 ولاية وواشنطن العاصمة، كما أنها تملك واحدة من أكبر شركات الوساطة المالية على مستوى التجزئة. وكانت «ويلز فارغو» قد وافقت في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) على شراء «واكوفيا»، بعد أن قدمت عرضا أفضل من عرض مجموعة سيتي غروب لشراء بعض أنشطة «واكوفيا». وقالت «ويلز فارغو» ان فروع «واكوفيا» ستحتفظ باسمها في المستقبل القريب على الأقل. وكانت السلطات المعنية دفعت «واكوفيا» للبحث عن مشتر، بعد أن مني بخسائر كبيرة عن رهون عقارية تحملها عندما اشترى بنك غولدن وست فاينانشال غورب عام 2006. وفي الشهر الماضي قالت ويلز فارغو انها تتوقع شطب 71.4 مليار دولار من محفظة قروض واكوفيا البالغة 482.4 مليار دولار. وقال محللون ان «ويلز فارغو» متحفظة في تقييم مخاطر «واكوفيا» لكن الاقتصاد الاميركي وسوق الاسكان استمرا في التدهور.

من ناحية أخرى اعلن متحدث باسم الخزانة الاميركية، ان الخزانة انتهت مساء أول من أمس، من ترتيبات منح مساعدة عاجلة قدرها اربعة مليارات دولار، الى شركة صناعة السيارات جنرال موتورز المهددة بالافلاس، وتواصل محادثاتها مع «كرايسلر» في هذا الشأن.

وقال بروكلي مكلولين ان «الخزانة انتهت اليوم (أمس) من صياغة ترتيبات قرض الى جنرال موتورز، ودفعت مبلغا ماليا من دفعة اولى قدرها اربعة مليارات دولار». وأشار المتحدث الى ان الخزانة تواصل العمل في ملف شركة كرايسلر، التي ستحصل ايضا على مساعدة عاجلة قدرها اربعة مليارات دولار، لتغطي احتياجاتها المالية في الأمد القريب.

وقال «نعمل بجد مع كرايسلر لانجاز الصفقة، ونريد التوصل الى اتفاق في مهلة تلبي احتياجات التمويل على الامد القصير». وأضاف ماكلولين ان «مناقشات وزارة الخزانة مع كرايسلر ايجابية ومثمرة، وننتظر بفارغ الصبر وضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل المساعدة المالية في المستقبل القريب». وكانت الادارة الاميركية قد اعلنت في 19 ديسمبر (كانون الاول) عن خطة بقيمة 13.4 مليار دولار، لانقاذ قطاع السيارات، الا انها طالبت الشركات بتطبيق اصلاحات صارمة مقابل الحصول على قرض في الصفقة التي تهدف الى منع وقوع انهيار اقتصادي جديد. ووافقت شركتا جنرال موتورز وكرايسلر المهددتان بالافلاس، الذي كان يمكن ان يجعل ملايين العمال عاطلين عن العمل، على شروط الحكومة. وستحصل شركة جنرال موتورز على 9.4 مليار دولار في دفعتين خلال يناير (كانون الثاني) الحالي، بينما ستحصل كرايسلر على نحو اربعة مليارات دولار هذا الشهر.