القمة ... قمة

TT

تلقيت ردة فعل قوية عن مقالي السبت الماضي وكانت معظم هذه الردود تتلخص في لماذا قفزت على قمة مسقط الخليجية؟ وتحدثت عن قمة الكويت الاقتصادية في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري وكان جوابي يتخلص باختصار أنني لم أتجاهل قمة مسقط وإنما أحلت القمة الاقتصادية العربية للاستفادة من قمة مسقط وذكرت في المقال أن على القمة العربية الاقتصادية الاستفادة من التجربة الناجحة للمؤتمرات الإقليمية. وكان الحديث قبل انتهاء قمة مسقط وكنت أراهن على نجاح الجانب الاقتصادي في القمة وفعلا نجح هذا الجانب أتدرون لماذا؟ هل لأن القمة خلت من تباين وجهات النظر بين الدول الست؟ الجواب بكل تأكيد لا.. ولكن لأن القمة حيدت المختلف فيه وركزت على المشتركات فمثلا رغم ٍاختلاف دول مجلس التعاون العربية حول مقر البنك المركزي وتنافس أربع دول من أصل خمس على أن تكون دولة المقر إلا أنه تم التأكيد على قيام العملة الموحدة في موعدها المحدد 2010 ورغم انسحاب عمان من الانضمام للعملة الموحدة. إلا أن العملة ستقوم على خمس دول وبهذا استفادت الدول الخليجية من تجربة الدول الأوروبية وقيام اليورو رغم عدم انضمام بريطانيا له. ونحن نرى أن السوق الخليجية المشتركة قامت منذ عام أي منذ مطلع 2008 والامانة العامة تقوم بحصر العقبات وتقييم التجربة والدول الخليجية في اجتماعها الأخير في مسقط أقرت قيام اتحاد نقدي بمعنى توحيد السياسات النقدية تمهيدا لقيام العملة الموحدة وكذلك قيام مجلس نقدي قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل ليتم اعلان البدء بتداول العملة الموحدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل ومع اجتماع القادة. وأتمنى أن تسمى العملة الموحدة دينارا أو درهما فهي الأقرب للعربية والأقرب لتاريخنا العربي وفي الختام ألم أقل لكم أن القمة... قمة رغم التباين.

* كاتب اقتصادي [email protected]