توقع بتحوّل في سياسة الاستهلاك النفطي الأميركي من الشرق الأوسط خلال 4 أعوام

مراقبون: فتح مناطق جديدة للاستثمار النفطي توحي بنوايا تخفيض فعلية

TT

أعلن المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية أن شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» تمكنت من اكتشاف 5 حقول جديدة للزيت، و3 حقول جديدة للغاز في المنطقة الشرقية من المملكة، مفيدا أنه تم اكتشاف 5 حقول جديدة للزيت الخام منها 4 على اليابسة وواحد في المنطقة المغمورة في المنطقة الشرقية وهي حقل «جعوف ـ 11» و«رمثان ـ 9» و«نياشين ـ 1» و«جريد ـ 101» و«خرسانية ـ 114».

من ناحية أخرى تنبأ خبراء ومراقبون للشأن النفطي أن ينخفض الطلب الأميركي على نفط منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد النوايا الجادة للحكومة الأميركية المنتخبة التي تضطلع حاليا للقيام ببعض الإجراءات الإستراتيجية التي تخدم هدف تقليص الاعتماد على نفط منطقة الشرق الأوسط.

وذكر المراقبون أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لخفض استهلاكها النفطي من منطقة الشرق الأوسط الذي يقدر حاليا بنحو 12 مليون برميل يوميا تمثل السعودية ـ أكبر مصدر نفطي في المنطقة والأكثر احتياطا عالميا ـ بين 18 و20 في المائة بينما يدخل نفط دول الخليج بنحو 5 في المائة من الاستيراد الأميركي يليها ليبيا، في الوقت الذي تعتمد فيه حاليا على نفط المكسيك وكندا بدرجة رئيسية. وقال الدكتور أسعد جوهر أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز السعودية، إن هناك توجها جديّا لدى الولايات المتحدة الأميركية للحد من استهلاك الطاقة وبالذات الطاقة المعتمدة على النفط وتحديدا نفط الشرق الأوسط من خلال عدد من الإجراءات المنتظرة.

وأضاف جوهر المختص في اقتصادات النفط خلال حديثه لـ «الشرق الأوسط» أن من أبرز الإجراءات التي تستند إليها السياسة الجديدة للولايات المتحدة هو تعجيل فتح بعض المناطق الجديدة مثل سواحل كاليفورنيا وألاسكا للاستثمار النفطي، مفيدا أن من بين الإجراءات هو استمرار الضغط على الشركات المنتجة للسيارات لتصنيع أنواع جديدة تتلاءم مع البيئة وتحد من استخدام الطاقة التقليدية إلى الطاقة البديلة. واستطرد جوهر بأن تعيين الحكومة الجديدة لأستاذ الفيزياء الحائز جائزة نوبل العالمية في فرع الفيزياء ستيفن شو، يعكس جدية التوجه الأميركي في عهد الرئيس المنتخب أوباما للبحث عن طاقة فعالة بديلة عن نفط منطقة الشرق الأوسط.

وزاد جوهر أن هذه السياسة الجديدة لن يظهر أثرها سريعا ولكن إذا سارت وفقا للبرنامج المتبع فإن انخفاضا أكيدا سيشهده استهلاك النفط من الشرق الأوسط بواقع مليوني برميل خلال الـ4 أعوام المقبلة، مفيدا سينخفض استيراد الولايات المتحدة من 12 إلى 9 أو10 ملايين برميل يوميا.

وطرح جوهر تساؤلا حول وعي الدول المصدرة للنفط وبالذات التي تمتلك احتياطات نفطية كبيرة كدول الخليج تلك التطورات لتعجّل هي أيضا في تنويع مصادر دخلها بما يتناسب مع التوجهات الاقتصادية العالمية القادمة حيث إن الاعتماد على نمو الطلب من دول شرق آسيا مثل الهند والصين لن يوقف الدول المتقدمة عن البحث عن بدائل جادة خصوصا، مع العلم أن الولايات المتحدة هي قائدة المخترعات الجديدة سواء كانت تكنولوجية أو غيرها.

ويوافق جوهر، الدكتور راشد أبا نمي وهو خبير ومستثمر نفطي سعودي الذي أكد أن اختيار العالم الفيزيائي تمثل رسالة واضحة للعالم بنوايا الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرا إلى أن تعيين ستيفن شو جاء في سياق الإدراك بأن قدراته وخبراته علمية محضة ومحصورة في الابتكارات والاختراعات المختصة بالبدائل والفيزياء والنانو تكنولوجية وخلافها من المجالات العلمية المتصلة وهي الذي يؤكد النية الجادة نحو تغيير الوضع القائم المعتمد على النفط.

وقال أبانمي لـ«الشرق الأوسط» إن الأسئلة حول مستقبل الطاقة البديلة برزت لدى المصدرين والمستهلكين مع تصاعد أسعار النفط بشكل دراماتيكي لـ147 دولارا للبرميل التي تزامنت مع الحملة الانتخابية لاختيار رئيس أكبر قوة صناعية في العالم وهو ما دعا إلى جعل هذا الملف إحدى أبرز اهتمامات أوباما.

من جهتها، أعلنت أمس شركة ارامكو النفطية السعودية الحكومية أن السعودية رفعت أسعارها الرسمية لبيع خام النفط الخفيف في فبراير (شباط) إلى المستهلكين في الولايات المتحدة واسيا.

ورفعت أرامكو سعر الخام العربي الخفيف إلى المستهلكين الأمريكيين بمقدار 80.2 دولار للبرميل ليصبح اقل من خام غرب تكساس الوسيط بدولارين، في حين رفعت سعر الخام العربي الخفيف إلى المستهلكين في الشرق الأقصى بمقدار 40 سنتا ليصبح اقل من متوسط (عمان/دبي) بمقدار 45 سنتا للبرميل.