الأسهم السعودية تقترب من منطقة جني الأرباح مع تحري نتائج الشركات

«السيولة» تتماسك في مستوياتها والأسهم الصغيرة تواصل ارتفاعاتها

يرى المراقبون أنه مع مرور الوقت تبدأ عمليه فرز الشركات التي قد تتأثر بالأزمة والشركات التي تأثرت بالفعل («الشرق الأوسط»)
TT

اقترب المؤشر العام من منطقة جني أرباح بعد رحلة الصعود المتتالية والتي اتسمت بارتفاع في أحجام وقيم التداولات وأيضا ارتفاع أسهم المضاربة والتي شهدت ارتفاعات كبيرة في وقت بدأ المؤشر العام يقترب من مستويات 5351 نقطة والتي تمثل 38.2 في المائة من نسب الفيبوناتشي العالمية والتي تعتبر إحدى الأدوات في تحديد مناطق الدعم والمقاومة.

وبين بعض المراقبين أنه مع مرور الوقت تبدأ عمليه فرز الشركات التي قد تتأثر بالأزمة المالية والشركات التي تأثرت بالفعل بالأزمة المالية الراهنة ومدى تأثرها على المديين القريب والمتوسط لذلك شهد المؤشر العام نوعا من التقلب والتحركات غير المنطقية في بعض الأوقات نتيجة تأخير البيانات والمعلومات.

ويتبن من التحركات اليومية أن هناك ترتيبا بين القطاعات القيادية حيث شهد تولي قطاع المصارف والخدمات المالية زمام الأمور وذلك بارتفاعه بأكثر من 3 في المائة بقيادة سهمي مصرف «الراجحي» و«سامبا» اللذين كسبا 4.5 و2.4 في المائة على التوالي، في وقت تولى هذه المهمة قطاع الصناعات البتروكيماوية.

من ناحيتها، واصلت الأسهم الصغيره تفاعلاتها في تحركات السوق حيث ما زالت أسهم بعض قطاع التأمين والزراعة تحتل مراتب أفضل شركات السوق الذي ارتفع فيه أمس أسهم 80 شركة بينها 6 أسهم أغلقت على النسب العليا المسموح بها في نظام تداول وجاء نصيب قطاع التأمين منها 60 في المائة.

وأغلق المؤشر العام عند مستويات 5289 نقطة رابحا 109 نقاط تمثل 2.11 في المائة، وسط تراجع في قيم التداول والتي لم تتجاوز 7.5 مليار ريال (1.99 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 429 مليون سهم.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» ذكر الدكتور علي التواتي أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز أن التفاعل الايجابي الذي يشهده المؤشر العام ناتج عن دخول بعض صناديق الدول وزيادة حصصها في بعض الأسهم الواعدة.

وبين التواتي أن هناك تسرب معلومات حول نتائج الربع الرابع وأنها ليست بالشكل السلبي كما هو متوقع وهو ما يعطي ارتياحا لبعض المضاربين في تحريك الأسهم الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة الماضية.

وأشار التواتي إلى أن هناك أخبارا ايجابية لبعض شركات الصناعات والبتروكيماوية مثل «كيان وينساب وبترورابغ» والذي سيبدأ الإنتاج في نهاية مارس (آذار) من العام الحالي، مضيفا أن التحركات الايجابية للأسواق العالمية ساهمت بدور ايجابي مع الأوضاع الايجابية. من جهة أخرى، أفاد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الكريم عداس محلل مالي أن التحركات الراهنة تعتبر إيجابية ولكنها في الوقت نفسه تمثل مصدر خطورة عالية، مبينا أن عدم الشفافية وعدم ظهور النتائج المالية قد أعطى نوعا من التذبذب العالي وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.

وأشار عداس الى أن الارتفاعات الراهنة لسوق الأسهم ليست لها علاقة فنية بسوق الأسهم حيث ليس هناك أي أخبار إيجابية في الوقت الراهن، وهو ما يدعو إلى تحري الدقة في التداول لا سيما من قبل شريحة صغار المتعاملين.