البرلمان الأوروبي يتدخل لحل الخلاف الروسي ـ الأوكراني بشأن إمدادات الغاز

الصقيع في أوروبا جعل الجميع يتحرك لإنهاء الأزمة واتهامات متبادلة بين موسكو وكييف لحلها

يأتي ما يقرب من ربع الغاز المحترق في الاتحاد الأوروبي من مصادر روسية، ويمر 80 في المائة منه عبر خطوط أنابيب بأوكرانيا (ا.ب.أ)
TT

أوقفت روسيا أمس امدادات الغاز التي يتم نقلها إلى غرب أوروبا عن طريق أوكرانيا بشكل تام. جاء هذا على لسان متحدث باسم شركة «نافتوجاز» الاوكرانية في تصريحات نقلتها وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء. وطالب الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو أمس الاربعاء روسيا باستئناف نقل الغاز الى اوروبا عبر اوكرانيا «فوراً»، خصوصا مع موجة الصقيع التي تجتاح اوروبا حالياً. وفي موسكو، ألقت شركة غازبروم باللوم على اوكرانيا في إغلاق آخر خط أنابيب لتصدير الغاز الى أوروبا عبر أوكرانيا. وقال مسؤول تنفيذي في غازبروم «اليوم أغلقت اوكرانيا آخر خط من بين أربعة خطوط أنابيب تصل الى أوروبا». ووجه الرئيس الاوكراني رسالة بهذا المعنى الى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. واوضح الناطق باسم الشركة الاوكرانية فالنتان زمليانسكي ان «روسيا أوقفت إمدادات الغاز عبر اوكرانيا» صباحاً، موضحا ان «روسيا تركت اوروبا من دون غاز». وليس مستغرباً أن تحاول كلا من موسكو وكييف بكل طريقة ممكنة إقناع الاتحاد الأوروبي بأن الجانب الآخر هو المخطئ في النزاع الدائر بينهما، الذي احتدم بشكل كبير أول من أمس الثلاثاء بعد أن طال توقف الغاز دولا وسط أوروبا وشرقها.

وأعلن البرلمان الاوروبي ببروكسل أمس ان لجنة الشؤون الخارجية ستعقد اليوم الخميس اجتماعا استثنائيا بحضور كبار المسؤولين في شركة «غاز بروم» الروسية وشركة «غازونفت» الاوكرانية، طرفي النزاع في ازمة امدادات الغاز الى دول الاتحاد الاوروبي، وبمشاركة نواب من البرلمان في كل من اوكرانيا وروسيا، وحضور وزراء من الحكومة الاوكرانية؛ على رأسهم نائب رئيس الوزراء هيرهري نيمريا، ووزير الطاقة يوري بروغان. ويأتي الاجتماع في إطار المحاولات الرامية الى ايجاد حل للازمة بين اوكرانيا وروسيا والتي تأثرت بها الدول الاعضاء في المجموعة الاوروبية، وخاصة بلغاريا التي لم تعد تتلقى الغاز الطبيعي من المورد الروسي غازبروم. وتعتمد كل من أوروبا وروسيا وأوكرانيا بشكل قوي على بعضها بعضا في تجارة الغاز الطبيعي المربحة. وتعد روسيا أكبر مصدر لتزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز، حيث يأتي ما يقرب من ربع الغاز المحترق في الاتحاد الأوروبي من مصادر روسية، يمر 80 في المائة منه من خلال خطوط أنابيب عبر أوكرانيا.

وحسب مصادر من العاصمة البلغارية صوفيا انه ليس لدى بلغاريا أية موارد غاز طبيعية وتعتمد بنسبة 92 في المائة على ما يصلها من روسيا عبر خط أنابيب يمر في أوكرانيا، التي تعاني من مشاكل مع روسيا حول أسعار الغاز ونقله. وهذا الأمر قد يؤثر على كل من اليونان وجمهورية مقدونيا، إذا لم يتم الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا وتوقف ضخ الغاز. كما ذكرت كل من تركيا ورومانيا والنمسا وهنغاريا، أن نسبة الغاز الطبيعي المستوردة من روسيا تراجعت قرابة 30 في المائة، في مقابل ارتفاع الطلب على الغاز بسبب الصقيع الذي ضرب القسم الأكبر من القارة الأوروبية، وانخفاض الحرارة إلى دون 15 درجة تحت الصفر.