السعودية بصدد خفض جديد لإنتاجها من النفط الشهر المقبل قبل اجتماع «أوبك»

مصادر نفطية: النعيمي لم يتحدث عن كميات محددة

TT

أعلن أمس وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي أن السعودية بصدد تخفيض إنتاجها للنفط خلال شهر فبراير (شباط) المقبل، بدون أن يحدد الكمية التي تنوي المملكة تخفيضها. ويهدف الخفض الجديد إلى الحد من تراجع أسعار النفط في السوق العالمي، وكانت الدول المصدرة للنفط قد قررت في اجتماعها الأخير في وهران الجزائرية منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي خفض إنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، لتعد أكبر نسبة خفض على الإطلاق. ويسري قرار المنظمة بخفض الإنتاج اعتبارا من بداية العام الجاري 2009. ومن المقرر ان تجتمع «أوبك» التي تضخ نحو ثلث النفط العالمي في مارس (اذار) المقبل، لتقييم أوضاع السوق والخطوات اللازمة لتعزيز الأسعار. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» في وزارة البترول السعودية، ترافق الوزير النعيمي، إن وزير النفط لم يحدد بعد كمية النفط التي تعتزم بلاده تخفيضها، بينما نقلت وكالة «رويترز» للانباء عن مصادر من قطاع النفط قولها الأحد الماضي إن السعودية تعتزم خفض انتاجها بنحو 300 ألف برميل يوميا بدون المستوى المستهدف داخل «أوبك» في شهر فبراير. وقالت المصادر السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن النعيمي لم يتحدث عن كميات محددة لكنه أكد أن السعودية ستضخ كميات أقل من النفط خلال الشهر المقبل، وأضاف أن السعودية مستعدة لتخفيضات أخرى بهدف تحقيق الاستقرار في سوق يشهد ضعفا كبيرا في الطلب وكسادا عالميا.

ورفض وزير النفط السعودي التعليق بشأن علاقة التخفيض الجديد بتوقعات بشأن قرار اضافي بخفض الانتاج تتخذه «أوبك» في اجتماعها في مارس (آذار) المقبل، ومن المتوقع ان يزيد تراجع الطلب على النفط بسبب التباطؤ الاقتصادي عندما يحين هذا الموعد متأثرا بالانخفاض الموسمي بعد انتهاء فصل الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي.

وتواجه دول «أوبك» تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية بأكثر من 110 دولارات منذ نحو 6 أشهر، بعد أن سجلت الأسعار سعراً قياسياً تجاوز 147 دولارًا للبرميل الذي بلغته في يوليو (تموز) الماضي؛ وذلك بسبب الأزمة المالية التي أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتقلص الطلب على النفط.

وقال النعيمي لدى وصوله الى الهند لحضور مؤتمر عن الطاقة «سنبذل ما في وسعنا لاعادة التوازن للسوق»، مضيفاً «المملكة تضخ حاليا 8 ملايين برميل يوميا».

وبلغ المستوى المستهدف لانتاج السعودية 8.05 مليون برميل يوميا ـ أي ما يقل قليلا عن 10 في المائة من الانتاج العالمي ـ بعد أن اتفقت «أوبك» على أكبر خفض في تاريخها في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

ولم ينجح التزام السعودية الصارم بخفض الإنتاج حتى الان في دعم أسعار النفط التي انخفضت دون 37 دولارا للبرميل. وسيبلغ معدل ما تضخه السعودية من النفط 7.7 مليون برميل يوميا أي أقل بنحو مليوني برميل مما تعهدت بضخه في يوليو (تموز) الماضي.

وتحملت المملكة العبء الأكبر في تخفيض انتاجها من النفط الذي أعلنته «أوبك» في اطار سعيها لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، في الوقت الذي كانت فيه السعودية العضو الوحيد في «أوبك» الذي يملك طاقة انتاجية فائضة كبيرة تمكنه من زيادة الانتاج عندما ارتفعت أسعار النفط الى ذروتها فوق مستوى 147 دولارا للبرميل.