أكدت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة للغاز أمس، أن أوكرانيا أعاقت وصول إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وأنهت آمال العديد من الدول الأوروبية في إعادة الامدادات إليها مرة أخرى. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن ألكساندر ميدفيديف نائب رئيس الشركة الروسية قوله، إن «غازبروم بدأت صباح أمس في تنفيذ خطتها لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا، غير أن أوكرانيا أعاقت سائر خطواتنا». وأضاف ميدفيديف «هذا خرق لكافة اتفاقياتنا السابقة، وفي ظل هذه الظروف، لا يمكننا نقل الغاز عبر الأراضي الأوكرانية».
وكانت روسيا استأنفت إمدادات الغاز إلى أوروبا، بعد إرسال فرق المراقبين إلى مواقعها لقياس تدفق الغاز بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أوروبية بين موسكو وكييف، اللتين تتهم كل منهما الأخرى بالتسبب في قطع الامدادات إلى أوروبا.
ونقلت انترفاكس ووكالة أنباء ايتارتاس الروسية، عن مصادر في فريق مراقبة الغاز بمحطة سودجا لضغط الغاز جنوب أوكرانيا تأكيدها لما قالته «غازبروم».
كما نقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن أحد المراقبين، الذي لم يتم الكشف عن هويته القول، إن الضغط ارتفع بصورة كبيرة في محطة الغاز، لكنه بلغ «صفرا» عند دخوله الأنابيب الأوكرانية، مما «يعني أن الأنابيب مغلقة».
وكان قد أفاد رئيس شركة غازبروم أليكسي ميلر، إن الشركة الروسية ستضخ في بادئ الأمر كميات «تجريبية» من الغاز، ولن تزيد من إمدادات الغاز إلا في حالة وصول ضغط الغاز على الحدود الغربية الاوكرانية إلى معدله عن بدء الضخ. وأعطى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بالفعل، الضوء الأخضر لـ«غازبروم» لقطع الامدادات مرة أخرى في حال رأت أن أوكرانيا «تسرق» الغاز الموجه إلى أوروبا.
واضاف ميدفيديف قوله ان اوكرانيا لم تسمح للمراقبين الروس بدخول محطاتها لقياس ضغط الغاز، على الرغم من توقيعها على البروتوكول الخاص بمراقبة عبور الغاز الى اوروبا. غير ان بوغدان سوكولوفسكي الممثل الشخصي للرئيس الاوكراني لشؤون امن الطاقة، اعلن اعتراضه على تصريحات ممثلي الجانب الروسي التي وصفها بأنها تتسم بطابع استفزازي. وعزا مسألة عدم تدفق الغاز في اتجاه البلقان الى مسائل تقنية قال ان الجانب الروسي كان على علم بها، وان بلاده لم ترفض استقبال صادرات الغاز، لكنها لا تملك المفاتيح المطلوبة لمنع تدفقه الى مخازنها، ومع ذلك فإن بلاده تؤكد ان مترا واحدا من الغاز المخصص للآخرين، لن يبقى داخل أراضيها. وكان مسؤولون أوكرانيون قد أكدوا أمس، تحرك شحنات الغاز الطبيعي الروسي باتجاه الغرب، ما يمثل نهاية لوقف الامدادات الذي استمر نحو أسبوع.
وقال فالنتين زيمليانسكي المتحدث باسم شركة «نفتوغاز» المحتكرة للغاز الطبيعي في أوكرانيا، إن الضغط داخل خط أنابيب الغاز ارتفع إلى مستويات التصدير في ساعة مبكرة صباح أمس في محطة سودجا لمراقبة الغاز جنوب البلاد.
وأكد المراقبون الأوروبيون في المحطة بينهم ممثل من شركة الطاقة الألمانية العملاقة «رورغاز» وصول الامدادات. وقال المتحدث فالنتين زمليانسكي ان «الغاز الروسي بدأ يصل الى اوكرانيا، انه الغاز المخصص لأوروبا». وكان متحدث باسم شركة غازبروم الروسية العملاقة اعلن لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق، ان الغاز الروسي في طريقه الى اوروبا وقد «وصل الى اوكرانيا».
وتعد سودجا أول نقطة مراقبة في النظام الأوكراني لنقل الغاز الروسي المرسل إلى مولدوفا ودول البلقان الأخرى، وهي الدول الأكثر تضررا من قطع الامدادات في ظل برد الشتاء القارس.
وأفاد مسؤولون من شركة «نفتوغاز» أول من أمس، بأن العاملين في النظام الأوكراني لنقل الغاز سيحتاجون ما يتراوح بين 24 و36 ساعة بعد انتهاء وقف الامدادات الروسية لرفع الضغط بصورة كافية على الحدود الغربية لأوكرانيا، من أجل ضخ الغاز إلى الدول الأوروبية.
وجاء الإمداد بالغاز الروسي بعد أسبوعين من نشوب خلاف بين كييف والكرملين حول شروط الإمداد بالغاز الطبيعي، وبعد سبعة أيام من الوقف التام لتلك الإمدادات إلى أوكرانيا وأوروبا عبر نظام خطوط الأنابيب الأوكراني.
وأدت الدبلوماسية المكوكية التي تبناها مسؤولون أوروبيون، إلى التوصل لاتفاق يوم الأحد الماضي، لاستئناف الإمدادات إلى أوروبا، بيد أن موسكو وكييف لم يتوصلا بعد إلى حل بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة بإمدادات الغاز، بينها شروط العقد الخاص بالغاز الروسي المتوجه إلى وعبر أوكرانيا لعام 2009.
وبث التلفزيون الروسي صورا من مقر المجموعة الروسية تظهر احد مسؤوليها وهو بصدد إعطاء أمر لاستئناف الشحنات إلى تركيا والبلقان ومولدافيا.
وفي الوقت نفسه رحبت المفوضية الأوروبية بإعلان استئناف شحنات الغاز الروسي، مؤكدة ان مراقبيها «يتحققون من ذلك على الأرض» كما اعلن متحدث باسمها. وأفاد المتحدث فران تاراديلاس بأن المفوضية الأوروبية التي قامت مع الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي بالتفاوض مع روسيا وأوكرانيا للتوصل الى استئناف شحنات الغاز «ترحب بإعلان روسيا معاودة تدفق الغاز عبر الانابيب».
واضاف ان مراقبي الاتحاد الاوروبي المنتشرين بطلب من موسكو للإشراف على مرور الغاز بدون عوائق عبر الاراضي الاوكرانية، الى حدود الاتحاد الاوروبي «يتحققون (من استئنافه) على الأرض».
وتابع «نناشد الطرفين اللذين جعلا هذا الاتفاق ممكنا، ابداء حسن النية لحل المشكلات التي لا تزال عالقة وايجاد حل دائم يعيد الاستقرار الى علاقاتنا في مجال الطاقة مع روسيا واوكرانيا».
وقد امرت شركة غازبروم الروسية العملاقة أمس، باستئناف شحنات الغاز بعد ستة ايام من قطعه الى اوروبا عبر اوكرانيا بعيد الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينيتش، بحسب صور بثتها محطة التلفزة الروسية.
واستهل مجلس الرادا الاوكراني اعماله صباح امس، بطلب مناقشة مشروع قرار، يقضي باقالة كل من الرئيس فيكتور يوشينكو ورئيسة حكومته يوليا تيموشينكو. وقال فيكتور يانوكوفيتش زعيم حزب «الأقاليم» انه يعرب عن امله في ان يكون الشتاء الحالي آخر شتاء «برتقالي» على حد تعبيره مشيرا الى ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول استغلال السلطة في قضايا الغاز.