أوباما يعتقد أن الاقتصاد سيزداد سوءا حتى مع إجراءات الحفز ويريد من الجميع التأني

خبير اقتصادي: إصلاح النظام الاقتصادي الأميركي سيكلف أكثر بكثير من الأموال المقترحة

TT

نبه الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما قبل ايام فقط من توليه الرئاسة الاميركيين الى ضرورة توقع اوقات اقتصادية اصعب وقال ان خطته لانعاش الاقتصاد المتعثر ستأخذ وقتا قبل ان تؤتي ثمارها.

وقال اوباما لعمال في مصنع في اوهايو يصنع توربينات تعمل بقوة الرياح «الانتعاش لن يحدث بين عشية وضحاها حتى مع الاجراءات التي نتخذها فان الامور قد تسوء قبل ان تتحسن، اريد من الجميع ان يكون واقعيا بشأن ذلك».

وقد فقد حوالي 6. 2 مليون أميركي وظائفهم في عام 2008 في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود حيث أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة الركود الاقتصادي منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2007. وأعرب البيت الأبيض عن توقعه أن يستمر الركود في الاقتصاد الأميركي خلال النصف الأول من عام 2009 على الأقل وأن يرتفع معدل البطالة إلى 7.7 في المائة هذا العام، وفقا لتوقعات أصدرها أمس الأول.

وأكد خبير أميركي أن مبلغ 700 مليار دولار الذي تقترحه الحكومة الأميركية لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية لن يكفي وأن انتشال الاقتصاد الأميركي من الأزمة الاقتصادية الحالية يتطلب أموالا أكثر من ذلك بكثير. وقال الاقتصادي الأميركي دينيس سنور رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي بمدينة كيل شمال ألمانيا في معرض اشارته لخطة الإنقاذ الأميركية: «إصلاح النظام المالي الأميركي سيتكلف أكثر بكثير مما يقال للمواطن حتى الآن.. أتوقع أن تصل التكاليف ثلاثة أضعاف ما قدره وزير المالية الحالي هنري بولسون».

ويبدأ اوباما عطلة نهاية الاسبوع قبل ان يتم تنصيبه يوم الثلاثاء وقد عززته تحركات في الكونغرس للافراج عن مئات المليارات من الدولارات من الدعم الطارئ الذي يقول انه يحتاجه لمكافحة الركود الذي يستمر عاما.

ويحاول اوباما ايضا ادارة التوقعات في بلد ادى فيه وعده بالتغيير الى زيادة الامال. وقال اوباما في تصريحات استهدفت التأكيد على حملته من اجل اتخاذ اجراءات للحفز، كما جاء في تقرير وكالة رويترز، «لم يفت الاوان لتغيير المسار ولكن ذلك فقط اذا قمنا بعمل مثير بأسرع ما يمكن. الطريقة التي اراها بها والمهمة الاولى لادارتي هو اعادة الناس الى العمل وجعل اقتصادنا يعمل من جديد». كما رأى سنور أن مبلغ 850 مليار دولار الذي يعتزم الرئيس الأميركي المقبل باراك أوباما إنفاقه لإنعاش الاقتصاد الأميركي لا يكفي لمساعدة الاقتصاد في تجاوز هذه الأزمة والوصول لمرحلة مستقرة وقال في مقابلة مع مجلة «فيرتشفاتس فوخه» الألمانية الصادرة غدا الاثنين: «أرى هذا المبلغ خطوة أولى متواضعة».

وأضاف سنور: «لقد خرجت الكثير من الأمور في أميركا عن مسارها الصحيح». كما عبر سنور عن خشيته، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، من فشل برامج إنعاش الاقتصاد في الولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما من الدول ذات الاقتصاد القوي إذا لم يتم إصلاح أسواق المال التي كانت السبب في الأزمة.

إلا أن البيت الأبيض أعلن أن الأسهم الأميركية في وضع جيد يسمح لها بمعاودة الانتعاش بقوة في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما. ومن المتوقع أن يتحقق الانتعاش «القوي» في 2010 و2011 بعد أن يقفز النمو إلى 5 في المائة، كما توقع أن تنخفض نسبة البطالة إلى 5 في المائة بحلول عام 2012. وتوقع البيت الأبيض انكماشا بنسبة 2. 0 في المائة في الاقتصاد في عام 2008، ومن ثم تنتهي ست سنوات متتالية من النمو الايجابي، بيد أنه أعلن أن الاقتصاد سينمو بنسبة 6. 0 في المائة في عام 2009 .

وارتفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة نيويورك للأوراق المالية أمس الأول مع إعلان وزارة الخزانة الاميركية عن خطط لاستبعاد الأصول عالية المخاطر من ميزانيات البنوك التي تكافح لمواجهة الأزمة المالية.