منتدى التنافسية الدولي والأزمة المالية.. «ما أشبه اليوم بالبارحة»

عاد بالذاكرة لأهم 3 قصص عالمية في قهر «الأزمات» وتصميم خطط الإنقاذ

مهاتير محمد.. منقذ ماليزيا يبحث سبل «الإنقاذ» من تداعيات الأزمة الاقتصادية بمنتدى التنافسية (رويترز)
TT

بينما سيطرت الأزمة المالية على مجمل جلسات منتدى التنافسية الدولي بنسخته الثالثة، تعود الذاكرة للوراء استرجاعاً لأزمات عاشها 3 من المتحدثين لا تقل صعوبة، وتحول بعضها لمؤلفات تـُرجمت لأكثر من لغة وقرأها الملايين بالعالم للاستفادة من تجربة هذه الشخصيات «القاهرة للأزمات» والتي ناقشت بالرياض سبل تجاوز الأزمة المالية.

ويأتي على قائمة قاهري الأزمات المشاركين بمنتدى التنافسية، كارلوس غصن، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة «نيسان»، الذي تسلم إدارتها عام 1999، في وقت كانت فيه الشركة منهارة وعلى وشك الإفلاس، إلا أنه تمكن من إنقاذها بعد فترة قصيرة، وقلص ديونها خلال سنتين من 22 مليار دولار إلى 4 مليارات فقط.

وخطة الإنقاذ التي اعتمدها غصن المولود عام 1945 في البرازيل، لم تكن التجربة الأولى له، حيث رسخ دوره كمنقذ للشركات الراكدة وشبه المفلسة قبلها بسنوات، بعد أن شق طريقه في إدارة شركة «ميشلان» عام 1985 ليعيد لها الحياة ويتجاوز مشاكلها، ومن ثم ضاعف أرباحها سريعاً.

وهو ما رفع أسهم غصن، ليصبح رائد الثورة الصناعية في نيسان، بزيادة أرباحها في سنة واحدة لتبلغ 2.7 مليار دولار بعد أن كانت بالعام السابق تعاني من خسارة قدرها 6.1 مليار دولار، وتحولت تجربة غصن لكتاب طُبع منذ نحو سنتين باسم «التحول»، والذي أصبح مرجعا عالميا هاما لدارسي إدارة الأعمال.

وفي منتدى التنافسية أيضاً، حضر منقذ آخر أنعش اقتصاد دولة كاملة وليس شركة فقط، وهو مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الرابع، الذي كان له دور رئيس في تقدم ماليزيا وتحولها من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90 في المائة من اجمالي الناتج المحلي.

ونتيجة لخطط إنعاش مهاتير انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر بماليزيا من 52 في المائة عام 1970، إلى 5 في المائة فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 1247 دولاراً في عام 1970 إلى 8862 دولاراً في عام 2002، أي زاد لأكثر من سبعة أمثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت كذلك نسبة البطالة إلى 3 في المائة.

ولم يغب قاهرو الأزمات الشخصية عن قلب الحدث، حيث يشارك بمنتدى التنافسية السباح الأميركي العالمي مايكل فيليبس، الحاصل على 8 ميداليات ذهبية في أولمبياد 2008، والذي ربما لا يعلم كثير من معجبيه أنه كان مصاباً بمرض «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، وهو مرض لازمه لسنوات وسبب له ولأهله الكثير من المعاناة.

لكن فيليبس الذي قال «لا يوجد مستحيل فقط الإنسان يحتاج إلى خيال واسع وإرادة من حديد»، استطاع تجاوز أزمة المرض بالرياضة، وتمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية الأولمبية، ليصبح خبيراً في طريق «الحصول على الذهب»، وهو عنوان الجلسة التي يشارك فيها فيليبس باليوم الختامي لمنتدى التنافسية الدولي.

أمام ذلك، يعلق الدكتور عاصم عرب، أستاذ بقسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود، لـ«الشرق الأوسط»، بأن قائمة المتحدثين في منتدى التنافسية تضم أسماء بارزة ولها ثقلها الدولي، قائلاً «من حسن الحظ أن يتكلموا في ظل هذه الأزمة العالمية».

وأشار عرب لأهمية التعرف على تجارب الشخصيات المشاركة، إلا أنه عاد ليؤكد أن منتدى التنافسية تم العمل عليه منذ مدة طويلة والأسماء متفق عليها مسبقاً، مبيناً أن تداعيات الأزمة في السعودية لم تتضح إلا في الثلاثة أشهر الماضية، وهو ما يجعل مشاركة هذه الشخصيات تتوافق مع مقولة «رب ضارة نافعة».

وبالنظر لقائمة المتحدثين التي ضمت أكثر من 100 اسم لها ثقل دولي، فربما يحدث ذلك لأول مرة في منتدى سعودي، فيما يوضح عرب أن التنافسية وغيره من المنتديات الاقتصادية التي تحتضنها البلاد تساهم في تسويق السعودية كوجهة استثمارية لدى كبرى الشركات الخارجية وإبراز أهميتها الاقتصادية عربياً ودولياً.