السعوديون يفرضون حضور «ثقافة التطوّع» خلال منتدى التنافسية

65 شابا وشابة يخدمون الضيوف من استقبال المطار مرورا بالفندق وفي دهاليز الفعاليات

TT

لم يكن الجوال في جيب حاتم بن صالح الأحمدي المختص في الكيمياء يستكين للسكون أو الصمت منذ الساعة 7 صباحا خلال فعاليات منتدى التنافسية الثالث في الرياض الذي يختتم اليوم وهو يقود مجموعة من الشباب والشابات السعوديين المتطوعين.

الأحمدي يريد أن يقول بأن السعوديين فرضوا حضور «ثقافة التطوّع» عند لقاء «الشرق الأوسط» به وراء أحد أعمدة دهاليز الديكورات التي زينت ممرات فندق المملكة بقلب العاصمة السعودية مستضيفة فعاليات منتدى التنافسية الثالث الذي ينقضي اليوم. وطلب الأحمدي أن يتم اللقاء به في مكان وحيد يضمن ألا يشاهده أحد فيطلبه في خدمة أو إجراء تنسيق أو متابعة شأن ما، ليتمكن من الإفصاح لـ«الشرق الأوسط» في قاعة الطعام الخلفية بين الصحون والملاعق والأشواك وحين تجهيز العاملين لطاولات الطعام منذ الصباح، بأنه لا توجد حتى الآن جمعية أو جهة يمكنها أن تجمع شمل المتطوعين السعوديين.

يذكر الأحمدي أنه يتم التنسيق بين الشباب والشابات المتطوعين في السعودية بشكل فردي وبترتيب اجتهادي حيث قام بالاتصال مع الجهة المنظمة للمنتدى، بغية أن يقدم خدمات التطوع ويضفي روحا جديدة ليس في المنتدى وحسب بل وفي أعين الضيوف الأجانب متحدثين أو إعلاميين.

يؤكد الأحمدي أنه تم لمّ شمل 65 متطوعا من أفاضل الشباب والشابات المثقفين ليتم توزيعهم بدءا من الاستقبال في المطار مرورا بتجهيز تنسيقات حجوزات الفنادق وحتى خدمتهم في دهاليز ممرات منتدى التنافسية.

ويضيف الأحمدي بأن المتطوعين الذي يعملون في منتدى التنافسية يحملون أعباء كثيرة تمتد من التسجيل، والمركز الإعلامي وغرفة المؤتمرات الصحفية، والقاعة الرئيسية وغرفة المتحدثين وغرفة كبار الشخصيات والقسم النسائي واستقبال من المطار والتوصيل إلى السيارة واستقبالهم في بهو الفنادق وتجهيز البيانات اللازمة. يذكر الأحمدي الذي يكسو زيه لون السماء والغيم بثوب سماوي وغترة البيضاء في زي موحد مع زملائه، أنه من المهم تشكّل مظلة مختصة بالمتطوعين السعوديين للاستفادة من النواة الموجودة حاليا حيث يتجاوز عددهم 300 شخص جمعيهم من المؤهلين ثقافيا وفكريا ومعظمهم يجيد أكثر من لغة.

لا ينسى الأحمدي لحظة إشادة وسائل الإعلام بهم ذات مرة، عندما خصصت إذاعة اليابان فقرة ضمن برامجها للحديث عن المتطوعين السعوديين وملكاتهم المهولة من اللغات والأسلوب اللبق والأخلاق الرفيعة.

وهنا، تقول الدكتورة بلقيس داغستاني أستاذة رياض الأطفال ورئيسة مجموعة النساء المتطوعات بأن وسائل الإعلام دائما ما كانت تشيد بمنظر المتطوعين السعوديين من شباب وشابات كانت إحداها ضمن برنامج على فضائية فرنسية.

تؤكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة بلقيس التي تجيد 5 لغات أن الشابات المتطوعات بخلاف اللغات التي يجيدهن، لديهن إمكانات مهولة في التواصل والاتصال والتنسيق يكملنه بإجادة البرتوكول والإتيكيت تعجب معه نظرات الضيوف.

الدكتورة بلقيس الشخصية الأكاديمية منذ 30 عاما لم يرهقها الجو التعليمي وضجيج الطالبات في جامعتها بل لا تزال تكدح بتطوعها حين تترجم تارة وتنسق تارة أخرى، وتساعد ضيفة وتستقبل أخريات، وعبر توجييها للشابات اللاتي يعاملنهن كالأخت الكبرى والأم الحنون فتعلمن منها الكثير من مهارات فن اسمه «التطوع».

تبتهج الدكتورة داغستاني مع ملاحظتها أن ثقافة التطوع بدأت تتفاعل وتتشكل لدى المجتمع السعودي المحلي إذ تؤمن بأنها دلالة واضحة وإشارة بينّة لتطور المجتمع وتقدم وعيه وثقافته، مما يدفعها إلى التأكيد بأنها ستكون حاضرة دائما وأبدا عند طلبها.

وتنتهي فعاليات منتدى التنافسية اليوم وسط رضا نفس كما يصفاه الأحمدي وداغستاني، قبل أن يعودا إلى وظائفهما الرسمية مع زملائهم حينما استأذنوا من أعمالهم الرئيسية للتفرغ لتقديم واجهة سعودية مشرفة لكافة الضيوف من أقطاب العالم.