أبرم مصرف «التجاري وفا» المغربي أمس اتفاقية تمويل 2000 مشروع صغير ضمن برنامج «كويك موني»، الذي أطلقه رجل الأعمال المغربي عبد الكريم السلامي رحال، الذي يهدف إلى دعم 2000 شاب مغربي وتأطيرهم من أجل إطلاق مشاريع صغيرة ستمكنهم من تشغيل 4000 شاب آخرين.
وكان رحال قد أطلق الفكرة في يوليو (تموز) الماضي، وتقضي بإنشاء شبكة من المحلات تحت علامة «إفلوسي» تقدم 12 خدمة مالية، انطلاقا من تحويل الأموال، مرورا بتحصيل فواتير استهلاك الماء والكهرباء والهاتف، وصولا إلى الحجز الفندقي وغيرها من الخدمات. ولتنفيذ الفكرة تم تطوير برنامج معلوماتي خاص، وصياغة تصاميم الشبكة. وقام رحال بإبرام عدة اتفاقيات، مع مجموعة «موني غرام» العالمية لتحويل الأموال، ومجموعة «أكفين» المغربية لتوزيع الاتصالات، والشركات المزودة بالخدمات. كما أبرم اتفاقية مع وزارة التشغيل المغربية، وبرنامج مقاولتي الحكومي المتخصص في دعم الشباب حاملي المشاريع. وأخيرا توصل رحال إلى إبرام اتفاقية تمويل البرنامج مع مصرف «التجاري وفا بنك».
ويقول رحال إنه كان بإمكانه أن ينجز المشروع داخليا عبر إحداث فرع متخصص ضمن مجموعته الاقتصادية الضخمة، الذي سيشرف على إنشاء وتدبير شبكة «إفلوسي»، غير أنه اختار طريقا آخر، وهو تنفيذ المشروع من طرف الشباب الذين سيشتغلون فيه عبر مساعدتهم على إحداث المحلات التجارية «إفلوسي» في شكل مشاريع خاصة صغيرة. ويضيف رحال، «بدل إحداث شركة واحدة نحن الآن أمام 2000 شركة صغيرة. وبدل تشغيل 2000 شاب فتحنا المجال أمامهم لولوج مغامرة الأعمال والمبادرة. ويجب ألا ننسى أن كل رجال الأعمال الكبار بدأوا صغارا ذات يوم، لذلك فأملي أن يتطور هؤلاء الشباب في مجال التجارة والأعمال ويصبحوا رجال أعمال كبارا في المستقبل».
وأكد محمد الكتاني، رئيس مصرف «التجاري وفا»، أنه لم يتردد لحظة واحدة عندما اقترح عليه رحال السلامي الدخول شريكا في برنامج «كويك موني»، عبر التعهد بتمويل المشروع عبر منح قروض للشباب الذين تم انتقاؤهم لإطلاق مشاريع خاصة صغيرة في إطاره. وأضاف الكتاني، أن تمويل المشاريع والشركات الصغرى كانت دائما من ضمن أولويات «التجاري وفا»، الذي يعتبر أكبر بنك خاص في المغرب، نظرا لأهمية نسيج المشاريع الصغيرة في التشغيل والنمو الاقتصادي والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وثمن وزير التشغيل المغربي جمال أغماني مبادرة عبد الكريم السلامي رحال، وقال إنها أعطت دفعة قوية لبرنامج مقاولتي الحكومي. وعبر أغماني عن أمله في أن تتعدد مثل هذه المبادرات.