النفط يستقر بثبات فوق حاجز 40 دولارا.. والمستثمرون يتوقعون مزيدا من الارتفاع

«بريتش بتروليوم» تزيد أرباحها بنسبة 39% إلى 25,6 مليار دولار

TT

بدأت أسعار النفط تستقر أكثر ثباتا فوق حاجز 40 دولارا للبرميل، الأمر الذي فُسر على أن التخفيضات التدريجية التي قامت بها منظمة الدول المصدرة للنفط خلال الفترة الماضية ربما آتت ثمارها. كما أن الشركات العملاقة العاملة في هذا القطاع مثل شركة «بريتش بتروليوم» و«رويال داتش شل»، جاءت بنتائج جيدة وزيادة في الأرباح خلال العام الماضي.

وبشكل عام وعلى الرغم من ضعف الطلب العالمي على الطاقة، تماسك النفط في الأسابيع الأخيرة، مدعوما جزئيا باتفاق «أوبك» على حجب أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا من الإنتاج منذ سبتمبر (أيلول)، من أجل استعادة التوازن في الأسواق العالمية.

وشهد النفط تراجعا حادا يوم الاثنين، حيث أفضت الأزمة المالية العالمية إلى توقعات قاتمة بشأن الطلب على الوقود، في حين تفادى عمال مصافي التكرير الأميركية إضرابا كان سيسفر عن خفض الإنتاج. وفي تعاملات الصباح، ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم مارس (آذار) 55 سنتا إلى 40,63 دولار للبرميل، بعدما تراجع إلى 39,83 دولار أول من أمس الاثنين، لينزل عن 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع. وصعد مزيج برنت في لندن 83 سنتا مسجلا 44,65 دولار للبرميل.

وقالت «بريتيش بتروليوم» (بي. بي) إن نسبة أرباحها ارتفعت 39% إلى 25,6 مليار دولار، رغم التراجع الحاد في أرباح الشركة، في الربع الأخير من العام. وذكرت الشركة أمس، أن أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي، انخفضت بنسبة 24 في المائة، عن الفترة نفسها من 2007، وبنسبة 74 في المائة عن الربع الثالث من العام، لتصل إلى 2,58 مليار دولار.

وتتضمن النتائج خسارة قدرها 700 مليون دولار من مشروع الشركة في روسيا «تي. إن.كيه-بي. بي»، نتيجة لمتأخرات ضريبية وتراجع أسعار النفط.

قال توني هايوارد الرئيس التنفيذي لشركة «بي. بي» إن الطلب على النفط تراجع 500 ألف برميل يوميا في 2008، مقارنة بـ2007، ومن المرجح أن يتراجع مجددا هذا العام نظرا إلى أجواء ضعف الاقتصاد. وقال هايوارد خلال مؤتمر بالهاتف مع الصحافيين، أمس الثلاثاء: «الطلب على النفط سيواصل التراجع».

وأضاف هايوارد أنه يتوقع نمو الإنتاج في 2009، وأن تعوض «بي. بي» كل كميات النفط التي ضختها في 2008، باكتشافات جديدة. وأضاف أن «بي. بي» ستحافظ على مستويات مشاريع التنقيب والاستغلال في 2009.

وتراجع إنتاج النفط والغاز واحدا في المائة في ربع السنة، مقارنة بالفترة ذاتها من 2007، ليصل إلى 3,945 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا. وبلغ إنتاج العام كاملا 3,84 مليون برميل يوميا مقارنة مع 3,82 مليون في 2007.

وقال أنتوني نونان مسؤول إدارة المخاطر لدى «ميتسوبيشي كورب» في طوكيو، كما جاء في تقرير لوكالة «رويترز»: «سوق النفط تقترب من القاع. تخفيضات إنتاج (أوبك) ستبدأ التأثير على المخزونات خلال شهور قليلة، والسوق تأخذ هذا في الحسبان. الاقتصاد هو مصدر الخطر».

وكانت أسعار النفط قد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوليو (تموز) الماضي، مسجلة 147 دولارا للبرميل، قبل أن تتراجع بشدة لتصل إلى نحو 30 دولارا للبرميل خلال الأسبوع الحالي.

وكانت «رويال داتش شل» الهولندية البريطانية العملاقة للنفط، قد أعلنت الأسبوع الماضي هي الأخرى، زيادة أرباحها، العام الماضي، بنسبة 14 في المائة، إلى 31,4 مليار دولار.

وهوت أسعار النفط في الربع الأخير، لكن صعودها السابق وصل إلى الذروة فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز)، ضمن نتائج سنوية قياسية لثاني أكبر شركة نفط أوروبية مدرجة من حيث القيمة السوقية.

ومن جانب آخر أظهر مسح لـ«رويترز» أمس الثلاثاء، تراجع معروض نفط منظمة «أوبك» في يناير (كانون الثاني) للشهر الخامس على التوالي وذلك مع تنفيذ المنظمة لاتفاق يهدف إلى خفض الإنتاج وتعزيز أسعار الخام. وبحسب المسح الذي يشمل شركات نفط ومسؤولين في المنظمة ومحللين، فقد تراجع معروض منظمة «أوبك» إلى 28,56 مليون برميل يوميا في يناير، من 29,64 مليون برميل يوميا في ديسمبر (كانون الأول).

وخلص المسح إلى أن الأعضاء الأحد عشر المقيدين بأهداف الإنتاج، ضخوا 26,23 مليون برميل يوميا، انخفاضا من 27,24 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني)، لكن بما يتجاوز هدف 24,84 مليون برميل يوميا، الذي بدأ سريانه منذ أول يناير (كانون الثاني).