تفاعل جماعي يعيد الروح إلى مؤشر سوق الأسهم السعودية العام

وسط سيطرة المضاربية ليرتفع 89 % من الأسهم المدرجة

التعاملات الحميمة سيطرت على الاتجاه العام للسوق خلال الأيام الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت سوق الأسهم السعودية حالة من التفاؤل بعد تفاعل جماعي لجميع القطاعات المدرجة بالسوق، والتي أعادت الروح إلى المؤشر العام بعد فترة من القلق والحيرة أصابت حيوية المتعاملين في ظل نتائج كانت مخيبة للآمال.

ورغم الروح الجديدة التي شهدها المؤشر يوم أمس فإن الكثير من المراقبين لا يرون أي مبرر لمثل هذه التحركات خلال الفترة الراهنة، معززين ذلك بفقدان أي أخبار إيجابية على النطاق الداخلي، كما أن سوء الأوضاع الاقتصادية العالمية لا تبشر بأي تغير إيجابي على المدى القريب.

وبيّن بعض المحللين أن المضاربات الحميمة سيطرت على الاتجاه العام للسوق خلال الأيام الماضية، حيث جذبت الكثير من المتعاملين داخل نفق التحركات السريعة، والتي ليس لها أي تأثير كبير على النقاط الحركية للمؤشر العام. وسجلت 89 في المائة من الأسهم المدرجة تعادل 111 سهم ارتفاعات، أغلقت 8 أسهم منها على النسبة العليا المسموح بها، في حين تراجعت أسهم 6 شركات فيما بقيت 8 أسهم دون تغير. وجاء مصرف الإنماء في مقدمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية، تلاه «إعمار» و«زين السعودية»، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 4790 نقطة، كاسبا 59.50 نقطة بنسبة 1.2 في المائة، وسط قيم تداول تجاوزت 5.5 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، توزعت على ما يزيد عن 285 مليون سهم.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» ذكر عبد القدير صديقي عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، أن المؤشر العام أخذ مسارا أفقيا على المدى القريب والمتوسط ما بين مستويات 4880 و4655 نقطة.

وأشار صديقي إلى أن مثل هذه التحركات الجانبية تعطي حافزا قويا للأسهم الراكدة المضاربية بالتحرك السريع والقوى، في وقت يتم تثبيت المؤشر العام عند نقاط حركية ضيقة، مشيرا إلى تبادل الأسهم القيادية تحت نماذج فنية محايدة. وبيّن عضو الاتحاد الدولي أن المؤشر العام قد يغير اتجاهه التذبذبي إلى مسار واضح باختراق أو كسر إحدى النقاط الرئيسية، مبينا أن مثل هذا التحرك لن يكون إلا بمحفزات إيجابية أو أخبار اقتصادية سلبية.

من جانبه توقع علي الكاشف المستشار المالي أن يستمر المؤشر العام في نفس المسار الأفقي خلال الفترة المقبلة، والتي تشير إلى عملية تجميع على بعض الأسهم القيادية. وأشار الكاشف إلى أنه من المفترض عدم النظر إلى المؤشر العام في الوقت الراهن، متطرقا إلى أن هناك توجها واضحا للسهم الصغير والمتوسط.

وبيّن المستشار المالي أن السبب الرئيسي في تحرك الأسهم المضاربية يعود إلى الهبوط السعري العنيف لها، كما أن النتائج المالية للشركات القيادية كانت مفاجأة لكثير من المتعاملين والمستثمرين، وما زال الجميع يترقبون الربع الأول من العام الحالي، مما ساهم في دخول سيولة ساخنة إلى الأسهم الراكدة، والتي سجلت ارتفاعات قاربت 70 إلى 200 في المائة.