مدير عام المشروع: «النيل الأبيض للسكر والطاقة» يعد الأكبر في العالم

تكلفته مليار دولار ويبدأ إنتاجه العام المقبل

مهندسون زراعيون أثناء معاينة المشروع («الشرق الأوسط»)
TT

وصف مدير عام مشروع سكر النيل الأبيض حسن ساتي المشروع بأنه أكبر مشروع متكامل لإنتاج السكر والطاقة في العالم والأقل تكلفة بين مصانع ومجمعات السكر العالمية ويستهدف إنتاج 450 ألف طن سنوياً ويوفر 200 مليون لتر وقود حيوي (إيثانول) وطاقة تبلغ 120 ميغاواط، إلى جانب 50 ألف طن إنتاج زراعي، ويبدأ الإنتاج الفعلي العام المقبل.

وكشف ساتي أن المشروع تأثر بتداعيات الأزمة المالية العالمية بالنسبة لتدفق التمويل ولكن دعم الحكومة السودانية والصناديق العربية سهلت ووفرت فرص تمويل جديدة وبالتالي مقابلة الاحتياجات طبقاً للخطة وبرنامجها ومتطلباتها الحيوية. وأشاد بالصندوق العربي والإسلامي والسعودي والإماراتي «أبوظبي» والأوبيك وإسهامها في عملية التمويل التي تبلغ مليار دولار وقال إن التقنيات المتقدمة تستخدم في صناعة السكر ومنتجاتها وفي زراعة قصب السكر والمنتجات الزراعية الأخرى على مساحة 165 ألف فدان وستحدث تطوراً كبيراً لمنطقة النيل الأبيض وسكانها كما أن الإنتاج سيتميز بالجودة ومعقولية التكلفة بالنسبة للتصدير والمنافسة في الخارج. وفيما يلي نص الحوار مع «الشرق الأوسط»:- >   أين وصل مشروع سكر النيل الأبيض في وسط السودان «ولاية النيل الأبيض»؟   - أولا هذا المشروع واستنادا لتقارير الخبراء يعتبر أكبر مشروع متكامل لإنتاج السكر والطاقة والأقل تكلفة بين مصانع ومجمعات السكر في العالم، واستلزم جهداً مكثفاً على مدى ثلاث سنوات بالنسبة لتسوية الأراضي الزراعية التي تمتد إلى 165 ألف فدان، إلى جانب عمليات الري وزراعة قصب السكر والمحاصيل الزراعية الأخرى. >  ما المقصود من وصفه بالمشروع التكاملي؟  - لأنه لا يكتفي بإنتاج السكر الأبيض بطاقة تبلغ 450 ألف طن في العام وإنما ينتج أيضا 120 ميغاواط من الكهرباء و200 مليون لتر من الوقود الحيوي الذي يستخلص من مخلفات السكر وسيكون الوقود ذا فوائد عديدة منها مواءمته لصحة البيئة. > هل بدأ العمل بالفعل في الزراعة ؟ - نعم تمكنا بالفعل، وفي فترة قياسية من زراعة 60 ألف فدان بمحاصيل زراعية نقدية. ومن النتائج المهمة التي تحققت بالنسبة لزراعة قصب السكر، أن إنتاج الفدان يبلغ ما بين 45 و50 طن سكر، وهو يعتبر إنتاجا قياسيا. > هل تؤثر تداعيات الأزمة المالية العالمية على عمليات تمويل المشروع؟

- تصل تكلفة المشروع إلى مليار دولار تتحمل حكومة السودان الجانب الأكبر في المكون الداخلي ويسهم الصندوق العربي السعودي والإسلامي والإماراتي «أبوظبي» وصندوق الأوبيك في التمويل الخارجي وبمبالغ مقدرة. ولقد واجهنا بالفعل صعوبات بالنسبة للأزمة المالية العالمية وتداعياتها بالنسبة للسيولة والتمويل ومراحل التنفيذ. ولكن حرص الحكومة من جهة والصناديق العربية من جهة ثانية على المشروع لطبيعته الاستراتيجية وتعدد فوائده الاقتصادية والاجتماعية والتنموية أتاح لنا الكثير من فرص تمويل جديدة وتمكنا من مقابلة وتغطية احتياجاته. وبالتالي فإن الإنتاج الفعلي سيبدأ بإذن الله في العام المقبل حيثما هو مخطط له.

> هل الإنتاج الكبير للسكر خاص بالاستهلاك الداخلي أم بالتصدير؟ - سيكون الإنتاج للاستهلاك الداخلي وللتصدير على حد سواء وسيكون بجودة عالية ومنافس تماما للإنتاج العالمي.

> هل معني ذلك أن الإنتاج سيكون منافسا أيضا لإنتاج سكر كنانة؟ - نحن نستفيد تماما من الخبرة الكبيرة التي حققتها كنانة في الجودة وفي إنتاج السكر إلى جانب استخدام التقنيات والآليات المتقدمة وضبط الجودة ما يجعل الجودة في الإنتاج عالية ومنافسة. > هل يحقق المشروع تأثيراً على المنطقة وسكانها في النيل الأبيض؟ المشروع أحدث من بدايته تأثيرا إيجابياً على مستوى المنطقة وسكانها. وقد أمكن إعادة توطين المواطنين البالغ عددهم 46 ألف نسمة على سبعة مجمعات سكنية تتوافر فيها كل الخدمات الضرورية والحيوية مثل المياه العذبة إلى المدارس (25 مدرسة أساسي وثانوي بنين وبنات) إلى جانب المساجد والأسواق والمراكز الصحية والعلاجية. كما أن المشروع أخذ في الاعتبار استيعاب العاملين والموظفين من المنطقة بغرض توطيد الوشائج الاجتماعية والاقتصادية ما يدعم الأهداف المرجوة منه على كافة الأصعدة.