وثيقة جديدة تكشف عن أسماء لامعة في قائمة ضحايا مادوف

شملت نجوما ومشاهير في السينما ومقدمي برامج في التلفزيون.. وكرة السلة

تم تجميع قائمة الضحايا المزعومين لمادوف اعتمادا على ملفات تخص شركة مادوف الاستثمارية التي تم حلها الآن («نيويورك تايمز»)
TT

ظهرت أسماء لامعة جديدة في قائمة الضحايا المتضررين من الاحتيال المزعوم الذي مارسه بيرنارد إل. مادوف، فإلى جانب الأسماء الشهيرة التي تضمها القائمة بالفعل مثل المخرج ستيفن سبيلبرغ والممثل كيفين بيكون، ظهرت أسماء الممثل جون مالكوفيتش والمحاور التلفزيوني لاري كنغ، وساندي كوفاكس لاعب كرة السلة المعتزل. وجاء ظهور هذه الأسماء في إطار وثيقة تم عرضها يوم الأربعاء الماضي على محكمة في نيويورك معنية بقضايا إشهار الإفلاس، وتضمنت الوثيقة أسماء آلاف الأفراد والمؤسسات التي تعرضت للاحتيال على يد مادوف. وتقع الوثيقة في 162 صفحة، وتكشف عن حجم شبكة النصب التي أقامها مادوف، خاصة بين الشخصيات العاملة في مجال الترفيه وداخل كاليفورنيا الجنوبية. وفي هذا الصدد، أشار لينس هكس، الرئيس التنفيذي لفاينانس ـ 500، وهي شركة استثمارية: «إنهم أشخاص مشهورون وأثرياء، وهذا تحديدا ما كان يبغيه. إنك لن تجد هذا النمط من الأشخاص في أوماها، لكنك ستعثر عليهم في هوليوود». وينطبق هذا الوصف على فريد هايمان، الذي صعد سلم الثروة من تاجر التجزئة إلى امتلاكه شركة غيورغيو بيفرلي هيلز، التي أغلقت عام 1989، والآن يملك متجرا يحمل اسمه. وقد ابتكر هايمان عطر غيورغيو وتم إطلاق اسمه على أحد شوارع منطقة بيفرلي هيلز عام 2007. وصرح هايمان بأنه خسر مبلغا «كبيرا» بسبب الاحتيال الذي مارسه مادوف. وقال هايمان الذي استثمر أمواله لدى مادوف بناء على نصيحة أحد أصدقائه: «الحال على ما هو عليه. إنني لا أكن أي مشاعر ضغينة تجاه صديقي. لكن من سوء الحظ أن يتضح أن مادوف ليس سوى محتال قذر». لكن هل أفلس هايمان؟ صعب. يذكر أن هايمان باع إمبراطورية إنتاج العطور التي بناها منذ فترة بعيدة إلى شركة إيفون برودكتس إنك مقابل مبلغ ضخم. والآن وهو في الثمانينات من عمره يقول: «لا يعدو الأمر كونه مسألة تتعلق بالمال». وتشير مزاعم إلى أن مادوف، الموجود حاليا قيد الإقامة الجبرية في منزله بمانهاتن، اعترف أمام أبنائه بإدارته خطة احتيال بقيمة 50 مليار دولار. وقد تم تجميع قائمة الضحايا المزعومين لمادوف اعتمادا على ملفات تخص شركة مادوف الاستثمارية التي تم حلها الآن، إلى جانب رسائل تخص مستثمرين يدعون فقدانهم أموالا. وتتضمن الوثائق عددا ضخما من الأسماء لدرجة يبدو الأمر كما لو أن مادوف وضع نسخة خاصة به من نظرية «درجات الفصل الست» ـ والتي تقول إن أي شخص يمكن ربطه بشخص آخر. وقد وردت الكثير من الأسماء أكثر من مرة، ربما لوجود عدة حسابات لها. أما خسائر المستثمرين فلم يتم الإفصاح عنها. ورغم أن هذه الوثيقة تشكل السجل الأكثر شمولا حتى الآن لمجموع ضحايا مادوف، فإنها ربما تكون استثنت بعض الضحايا، خاصة من تم تمرير أموالهم عبر صناديق استثمارية خارجية. كما تضمنت الوثيقة اسم شخص واحد على الأقل نفى استثماره أموالا لدى مادوف ـ وهو المحامي الخاص به. وقد أثار وجود أكبر المحامين المدافعين عن مادوف، إيرا لي سوركين، ضجة داخل الأوساط القانونية في نيويورك، وتساءل البعض حول ما إذا كان بمقدور ضحية تقديم دفاع غير متحيز.

من جهته، قال سوركين إنه لم يضع أموالا قط لدى مادوف، لكنه رفض التعليق على ما إذا كان أحد والديه، واللذين ورد اسميهما بالقائمة أيضا، استثمر أموالا لدى مادوف. وأجاب سوركين عن سؤال في هذا الشأن بقوله: «عليك أن تسأل والدي». يذكر أن كلا والديه متوفيان. من ناحية أخرى، وصف الكثير من الضحايا حجم الأموال التي خسروها بالضآلة. على سبيل المثال، قال هوارد روبنستين، المتحدث الرسمي باسم لاري كنغ: «لم تكن الخسارة التي تعرض لها كبيرة». ومن بين المتضررين أيضا لاري سيلفرستين، المقاول الذي يعمل بمركز التجارة العالمي في نيويورك. وقال بود بيرون، المتحدث الرسمي باسمه: «الخسائر التي تكبدها لاري سيلفرستين وأسرته ضئيلة للغاية مقارنة بالمستثمرين الأبرياء الذين فقدوا مدخراتهم التي بنوها طوال حياتهم بسبب هذا المخطط». من بين الضحايا الآخرين مؤسسة فندركيندر، وهي مؤسسة خيرية، والرئيس التنفيذي لشركة دريم وركس أنيميشن إس كيه جي، والسيناتور فرانك آر. لوتنبرغ ومؤسسة آل كسنغر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»