آسيان تسعى إلى تأسيس سوق ومنطقة استثمار واحدة

قادة مجموعة الدول الإسلامية النامية يبحثون وسائل تجنب نقص الأغذية

وزراء خارجية مجموعة آسيان في لقطة جماعية قبل انطلاق الاجتماعات (رويترز)
TT

بدأت أمس أعمال القمة الرابعة عشرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا(آسيان) في منتجع هيوهن الساحلي في تايلاند، وسط وعود بأن تكون أكثر شمولا مما كانت عليه في الماضي.

وعادة ما توجه انتقادات لقمة الرابطة التي بدأت أعمالها أمس الخميس وتستمر حتى الأول من الشهر المقبل لكونها «مكملة» فقط، لكن وعد قادة دول جنوب شرق آسيا أن تكون قمة العام الحالي أكثر شمولا.

ففي هذه القمة وللمرة الأولى سيعقد قادة (آسيان) محادثات مع ممثلي المجتمع المدني ومنظمات الشباب وبرلمانيين وجمعيات رجال الأعمال، بعد أن كانوا عادة ما يتملصون من التحدث مع الصحافيين.

فقد ذكر سورين بيتسوان الأمين العام (لآسيان) أمام حشد في نادي المراسلين الأجانب في تايلاند أمس الأول الأربعاء «في النهاية نريد أن تكون آسيان أكثر شمولا وتضامنا وتعاونا».

وأضاف «نأمل مع زيادة هذه الشمولية أن تصبح (آسيان) أكثر أهمية وشعبية لدى شعوبها التي ربما تجد صعوبة في تحديد فوائد الرابطة التي تضم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام».

واوضحت وكالة الأنباء الألمانية انه حسب ميثاق آسيان الجديد الذي دخل حيز التطبيق الشهر الماضي، ستعمل المنطقة من أجل إقامة «مجتمع» آسيان بحلول عام 2015 بسوق واحدة ومنطقة استثمار واحدة.

وتظل رؤية ( آسيان) قاصرة عن إقامة اتحاد آسيوي على غرار الاتحاد الأوروبي، حيث لا يوجد هدف لإصدار عملة موحدة وإقامة سوق عمل موحد ولا يوجد حديث بشأن إقرار دستور ولا تزال توجد انقسامات وخلافات عميقة بين الدول الأعضاء.

وفي العاصمة الاسترالية كانبرا أعلن سيمون كريان وزير التجارة الاسترالي بان اتفاق التجارة الحرة الذي ستوقعه بلاده ونيوزيلندا في تايلاند خلال عطلة نهاية الأسبوع مع دول رابطة (آسيان) العشر هو الأكبر الذي تفاوضت استراليا من أجله حتى الآن.

وصرح كريان للصحافيين في مقر البرلمان في كانبرا قبل أن يستقل الطائرة متجها إلى بانكوك «إنها أكثر الاتفاقات شمولا التي وقعتها آسيان حتى الآن».

وأضاف كريان «إنه اكبر اتفاق توقعه استراليا. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين آسيان واستراليا 80 مليار دولار استرالي ( 60 مليار دولار اميركي). انه اكبر من حجم تجارتنا مع الصين واليابان أو الولايات المتحدة.

ولم تكشف الحكومات الـ 12 عن بنود الاتفاق بعد، لكن من المعتقد أنه يشتمل على تخفيضات للرسوم الجمركية تتم على مراحل زمنية في دول آسيان الأقل نموا. وستكون ثمة استثناءات لبعض المنتجات منها السيارات.

وقال كريان «في عدد كبير من الحالات سيعمل الاتفاق على خفض الرسوم الجمركية أو إلغائها بالكامل والعمل بقوانين جديدة ضد الحمائية. كما سيساعد الاتفاق على دفع مسيرة التكامل الاقتصادي الإقليمي قدما وإرسال إشارة إيجابية لبقية العالم لالتزام المنطقة باستمرار التجارة المفتوحة وتدفقها».

وفي كوالا لمبور اجتمع قادة مجموعة الدول الإسلامية النامية الثمانية (مجموعة الثماني) أمس الخميس لمناقشة سبل تجنب حدوث نقص محتمل في الموارد الغذائية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.

وعقد وزراء الزراعة والمسؤولون التجاريون اجتماعا في كوالا لمبور لمناقشة اتفاقيات التعاون الزراعي بين الدول الأعضاء لبحث المشكلات المحتملة في توفير الاحتياجات والأسعار. وقال الأمين العام للمجموعة ديبوعلام في خطابه الافتتاحي «إن اجتماعنا اليوم مهم وضروري، فهناك 930 مليون نسمة هي مجموع شعوبنا بحاجة لما يكفيها من الغذاء الجيد وبأسعار مقبولة».

ومن المتوقع أن يختتم الاجتماع أعماله يوم الجمعة بتبني العديد من المبادرات لمواجهة قضية الأمن الغذائي التي تؤثر في دول مجموعة الثماني التي تضم إندونيسيا وإيران وماليزيا وباكستان وبنجلاديش ومصر ونيجيريا وتركيا.

وقال رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي إن قضية الأمن الغذائي قضية حيوية بالنسبة للاستقرار الداخلي والإقليمي وأضاف أنه يأمل في أن تتمكن الدول الأعضاء من تشكيل شبكات تبادل أو تعاون أقوى فيما بينها في القطاع الزراعي. وقال بدوي «إن تبادل خبراتنا في التعامل مع قضايا الأمن الغذائي وتشجيع المشروعات المشتركة بين بلادنا هو السبيل لجعل اقتصادياتنا أكثر قوة وإكساب دولنا المزيد من المرونة في التعامل مع تحديات الأمن الغذائي.

يشار إلى أن مجموعة الثماني تشكلت عام 1997 كوسيلة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.