المغرب: معرض «دارنا» للعقار بمراكش ينظم في ظل انخفاض الأسعار.. ووزيرالإسكان يعتبر ذلك وجها حميدا للأزمة

يشارك فيه 70 عارضا.. ويترقب 40 ألف زائر

وزير الإسكان والتعمير المغربي، أحمد توفيق حجيرة مع منيرالشرايبي والي مراكش خلال افتتاح معرض دارنا للعقار («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر وزير السكنى والتعمير المغربي، احمد توفيق حجيرة، الانخفاض الذي تعرفه أسعار العقار في المغرب بأنه «الوجه الحميد» للأزمة. وقال حجيرة لـ«الشرق الأوسط» على هامش افتتاح معرض دارنا للعقار بمراكش:إن انعكاسات الأزمة العالمية، شكلت أفضل وسيلة لضبط السوق العقارية المغربية وإخراجها من الأوضاع الجنونية التي كانت تعرفها.

وأضاف حجيرة «من خلال طرح أسئلة على المشاركين في المغرب لاحظت أن هناك تراجعا في الأسعار، ورجوع عن الجنوح الجنوني للارتفاع الذي كنا نعرفه من قبل. الآن بدأت أسعار العقار في بلدنا تصبح مغربية- مغربية، صحيح أنها ما زالت لم تصل إلى المستوى الذي يلائم كل فئات المجتمع المغربي، لكنها تسير في هذا الاتجاه».

وعزا حجيرة تراجع أسعار العقار في المغرب إلى عاملين، يكمنان في المجهود الذي تقوم به الدولة من أجل ضبط السوق عن طريق توجيه الدعم المالي، وتعبئة الملك العمومي، وأيضا إلى انعكاسات الركود الذي يعرفه سوق السكن الفاخر، الذي وصفه حجيرة، بأنه ناتج عن «ظل الأزمة الدولية وانعكاساتها على السوق المغربية، وليس عن أزمة داخلية للسوق المغربية».

وقال حجيرة: «نحن في مرحلة كثر فيها الحديث عن بداية الأزمة العقارية في المغرب، لذلك أعتقد أنه يجب أن نتعامل مع الوضعية بشيء من النسبية والواقعية. فالأرقام الأخيرة التي نتوفر عليها، والمتعلقة بالشهر الأول من السنة الحالية، تشير إلى أننا ما زلنا لم ندخل بعد إلى مرحلة الأزمة. فمبيعات الإسمنت لا تزال في ارتفاع مستمر، وعرفت القروض العقارية قفزة نوعية، مقارنة خلال نفس الشهر من العام الماضي، إضافة إلى الإنتعاشة التي تعرفها سوق الأسهم المغربية. وفي الجانب الآخر هناك نوع من الركود والاحتشام في سوق السكن الراقي والفاخر، خاصة في مراكش».

ويشارك في معرض دارنا» للعقار هذه السنة 70 عارضا من مراكش وباقي جهات المغرب، ويترقب 40 ألف زائر. وسيستمر المعرض الذي افتتح مساء أول من أمس إلى 1 مارس (آذار) المقبل.

وتميز حفل افتتاح المعرض بالتوقيع الفردي للمنعشين العقاريين من القطاع العام والخاص على «ميثاق الشرف المهني». ونوه حجيرة بهذه المبادرة من طرف المنعشين العقاريين، التي عبروا من خلالها عن إرادتهم الالتزام بقيم الشفافية والنزاهة. وقال حجيرة: إن إقدام المنعشين على التوقيع أمام الملأ على هذه الوثيقة، والالتزام من خلال ذلك بالتخلي عن مجموعة من الممارسات المشينة التي ارتبطت بهم في الماضي من قبيل التهرب من الضرائب وانعدام الشفافية في المعاملات، يشكل خطوة أساسية في اتجاه فتح صفحة جديدة تتسم بالاحترافية والتنافس الشريف.

كما تم الإعلان خلال الافتتاح الرسمي للمعرض عن تشكيل «تجمع ذي منفعة اقتصادية» يضم مختلف المنعشين العقاريين المتدخلين في مشروع إنشاء مدينة «تمنصورت» الجديدة في ضاحية مراكش. وقال عادل بوحاجة، رئيس جمعية المنعشين العقاريين بمراكش: إن التجمع الجديد يهدف إلى السهر على السير العام للمشروع، وعلى وفاء كل المنعشين المتدخلين في المشروع بالتزاماتهم، بالإضافة إلى وضع خطة محكمة للترويج لمشروع مدينة تمنصورت الجديدة داخل المغرب وخارجه.

وقال بوحاجة لـ«الشرق الأوسط» إن نسبة إنجاز المدينة الجديدة تجاوزت 65%. وأشار إلى أن نحو 600 أسرة انتقلت فعلا للعيش في الشقق التي اشترتها هناك. وحول سير تسويق المشاريع السكنية في مدينة تمنصورت، أشار بوحاجة إلى أنها مستمرة، لكن بوتيرة أقل من السنة الماضية.

وحول وضعية السوق العقارية في مراكش، يقول بوحاجة: إنها تختلف حسب أنواع المنتجات. فالسكن الاجتماعي والمتوسط يعرف ضغطا كبيرا بسبب ارتفاع الحاجيات، أما السكن الفاخر والراقي، فيجتاز فترة ركود في حجم المعاملات وتراجع في الأسعار بسبب تراجع الطلب الأجنبي.