سعود بن صقر القاسمي: أولوياتنا الاهتمام بالتعليم والصناعة والبعد عن المضاربات

ولي عهد إمارة رأس الخيمة لـ «الشرق الأوسط»: ندعم المشروعات البيئية

الشيخ سعود بن صقر القاسمي
TT

أكد الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم إمارة رأس الخيمة، أن تحسين التعليم والبنية التحتية من أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل مستقبل أفضل للشعوب. مشيرا إلى أن الإمارة وجهت جهودها لجذب المستثمرين بشكل خاص، وهو الأمر الذي تدعمه دولة الإمارات بشكل عام، معتبرا أن الاقتصاد المعرفي هو الطريق إلى إنجاح التنمية المستدامة. وفي حوار خص به «الشرق الأوسط»، على هامش المنتدى الاقتصادي الإسلامي المنعقد حاليا في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، قال الشيخ سعود بن صقر القاسمي إن الهدف الأساسي من استثمارات الإمارة الخارجية هو توفير موارد إضافية لتنميتها وتعزيز مكانتها وتطورها. وعن الأزمة المالية العالمية التي هزت كيانات كبرى، أوضح: «لقد بينت هذه الأزمة ضرورة التركيز على الاستثمار في قطاعات الصناعة والسياحة والإنتاج، والابتعاد عن المضاربات.» ووجه الدعوة إلى حكومة الإمارات لإصدار قرارات تحفز الاستثمار وتذلل العقبات أمام تنفيذ المشاريع الجديدة لأنها عصب التنمية، مؤكدا أن هدف الحكومة الأساسي هو تطوير بلاده وتعزيز مشاريع التنمية والتطوير. وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على الاقتصاد الإماراتي بشكل كبير، لكنه نوه إلى أن النمو العالمي سيتأخر بسبب الأزمة العالمية داعيا الحكومات إلى التعاون مع القطاع الخاص، ودعم ذوي الدخل المحدود ومكافحة البطالة والفقر، من اجل دعم ثقة الشعوب في حكامها، وذلك سيتحقق بتوفير الأمن الغذائي، والوصول لحلول للأزمة.

وتحدث ولي عهد ونائب حاكم إمارة رأس الخيمة لـ«الشرق الأوسط» عن الأمن الغذائي وكيفية تضييق الفجوة بين البلدان المنتجة والمستهلكة، قائلا: «نسعى للاستثمار في القطاع الزراعي على مدى السنوات القليلة القادمة في بلدان عربية مجاورة، ذلك سيكون له تأثير قوي في دعم الأسعار وخلق نوع من الاكتفاء الذاتي النسبي لمنطقتنا العربية». وكان المنتدى قد شهد توقيع اتفاقات تعاون وتبادل تجاري بين اندونيسيا وكل من اليابان وماليزيا والإمارات بإجمالي 1.3 مليار دولار. وأوضح ولي عهد ونائب حاكم إمارة رأس الخيمة أن شركة «رأس الخيمة للاستثمار في المعادن والمواد الخام» وقعت على اتفاقية لاستخراج المعادن والفحم في مقاطعة كاليمانتان الشرقية في إندونيسيا. وبين أن الشركة تهدف إلى رفع كمية الفحم المستخرج إلى 30 مليون طنّ سنويا قبل حلول 2020، وتطوير السكك الحديد اللازمة ورصيف لشحن الفحم وتصديره. وأوضح أن منطقة كاليمانتان الشرقية اختيرت بناء على عدة أسس، ضمن التوجهات للحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات الكربونية، وذلك لأن الفحم المستخرج لا ينتج إلا نسبة ضئيلة جدا من ملوثات الهواء، بالإضافة إلى تعزيز التجارة مع دولة إسلامية مثل إندونيسيا. كما أكد أيضا حصول الشركة المنفذة على الموافقات اللازمة لبدء مد خط لسكك حديد ورصيف لتحميل الفحم في مقاطعة كوتاي الشرقية. كما بدأ العمل في ميناء بوتي في جورجيا، الذي يعتبره همزة وصل مهمة لبلاده مع جانب آخر من العالم. وعن الأزمة التي مر بها سوق دبي المالي مؤخرا، أوضح «المستثمرون أذكياء وعلى دراية تامة بأن الحكومة ستدعم الموقف، إنها أزمة عابرة، والمستثمر الأجنبي ما زال يتدفق على الإمارات، ولم يتوقف لإحساسه بأمان المناخ الاستثماري».

ونفى القاسمي وجود أي استكشافات نفطية على سواحل رأس الخيمة، ولا توجد شواهد على الأمر، وأوضح أنه حتى لو ظهرت أي استكشافات نفطية جديدة فلن تؤثر على سياسة التنوع في الطاقة التي تسير عليها الإمارة، بينما ربما يسرع الاستكشاف من وتيرة التنمية.