وزيرة الاقتصاد الفرنسي تريد الانفتاح على النظام المالي الإسلامي واجتذاب حصة الأسد من الاستثمارات العربية

باريس احتفت بسيدات الأعمال العربيات تحت مظلة المنتدى العربي الدولي للمرأة

TT

شهدت باريس ليومين تظاهرة استثنائية تمثلت في انعقاد المؤتمر السنوي للمنتدى العربي الدولي للمرأة الذي استضافته هذا العام صالونات مقر غرفة تجارة وصناعة باريس الواقع على بعد أمتار من قوس النصر وجادة الشانزلزيه.

ولم تكتف باريس بفتح أبوابها أمام نساء أعمال عربيات شاركن من 22 دولة مختلفة في المنتدى بل أنها وعلى طريقة مزج الأعمال بالثقافة ورفاهية العيش، فتحت أبواب متاحفها العريقة ومتاجرها الكبرى لاستقبال السيدات العربيات بكل الحفاوة الممكنة، حيث أقامت غرفة التجارة وبالتعاون مع وكالة الاستثمار في باريس الكبرى حفل عشاء في متحف جاكومار اندريه العريق وفتح متجر لافاييت الشهير أبوابه أمام وفد النساء العربيات ليحتفي بهن وسط محال الماركات الفاخرة، حيث عرضن تجارب نجاحهن. وما بين المحاضرات والمداخلات ذات الطابع الاقتصادي والتي تركز على الاستثمار وإدارة الثروات وأهمية الساحة المالية في باريس ومحفزاتها الاستثمارية وما بين حفلات الاستقبال العديدة التي أقيمت تكريما لسيدات الأعمال العربيات، أبرزت هؤلاء السيدات صورة مشرقة للمرأة العربية لم تكن تعرفها فرنسا إلا لماماً. خمس وزيرات حضرن من مصر ولبنان والأردن والبحرين وسورية وعشرات من الرئيسات والمديرات العامات أو من كبريات الكوادر في شركات عربية وعالمية فاعلة في حقول الاقتصاد والمال والأعمال والاستثمار تحدثن عن خبرتهن ومشاكلهن وذلك بدعوة من وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستين لاغارد، وتيري جاكييا مدير عام وكالة باريس الكبرى للاستثمار ومنظمة المؤتمر رئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة هيفاء الفاهوم الكيلاني. والمؤتمر الذي حمل عنوان «شراكة في النجاح: المرأة في العالم العربي وفرنسا والمجتمع الدولي» شكل فرصة نادرة أمام المسؤولين الفرنسيين لمد جسور التواصل بين مجتمع الأعمال في فرنسا والعالم العربي وتعزيز نمو العلاقات التجارية بين الطرفين وكان الهدف واضحا وهو تشجيع رؤوس الأموال العربية على الاستثمار في فرنسا، إذ خاطب رجال أعمال فرنسيون الوفد النسائي العربي في مجمع لاديفانس العقاري الضخم، حيث تولى هؤلاء شرح الفوائد والتسهيلات في النظام الضرائبي الفرنسي ومجالات الاستثمار. وهي المرة الأولى التي تستقبل فيها باريس وفدا بهذا المستوى في مجالي الأعمال والسياسة يضم قيادات نسائية من 22 دولة بينها 14 دولة عربية يعملن في أكثر من ثلاثين قطاعا في عالم الأعمال.

وبحسب المنظمين، فإن الغرض من اللقاء هو التعرف على مدينة باريس الكبرى كمركز مالي عالمي ومحطة لا مجال لتجاهلها في مجال المال والأعمال فضلا عن استكشاف الوجه الجديد لفرنسا التي تعمل جاهدة لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.

محاور المؤتمر تناولت القطاع المالي وإدارة الأرصدة والأسواق المالية في باريس والنظام المالي الإسلامي والبحث العلمي والإبداع. كذلك تمت مناقشة مواضيع الصحة والتربية والتعليم فضلا عن عرض مجموعة من النجاحات التي حققتها نساء عربيات وأوروبيات في مختلف المجالات.

و لم يقتصر المؤتمر على المحاضرات بل شمل نشاطات ميدانية عملية وبشكل خاص زيارة «حي لاديفانس» لاستكشاف مجالات الاستثمار العقارية في ثاني اكبر مشروع عقاري في العالم تبلغ مساحته خمسين مليون متر مربع، فضلا عن الأملاك السكنية في قلب باريس. يضاف إلى ذلك زيارات خاصة لمؤسسات فرنسية معروفة منها هيرميس وليونار وميليريو وغاليري لافاييت وذلك لإظهار أن باريس هي بالتأكيد المدينة العالمية التي يسهل فيها التوفيق بين الأعمال ورفاهية الحياة. وفي الكلمة التي ألقتها في حفل العشاء في متحف جاكومار اندريه الشهير، نوهت لاغارد باختيار المنتدى العربي إلى أن يعقد مؤتمره السنوي في باريس معطية لذلك معنى سياسيا مرتبطا بسياسة فرنسا إزاء العالم العربي. وتحدثت لاغارد عن تجربتها الوزارية وهي في الأساس محامية دولية معروفة والمرأة الوحيدة التي تشغل منصب وزيرة الاقتصاد من بين دول مجموعة الثمانية. كذلك أشارت إلى الإجراءات التي اعتمدتها فرنسا أو التي تريد اعتمادها من أجل تسهيل الاستثمار في فرنسا وتطوير العلاقات بينها وبين العالم العربي. وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى سعي فرنسا إلى الانفتاح على الصناعة المالية الإسلامية. وفي الأشهر القليلة الماضية، استضافت باريس أكثر من مؤتمر بهذا الخصوص والغرض كما هو واضح اجتذاب جانب من الأموال «الإسلامية» واللحاق بركب بريطانيا ولوكسمبورغ وحتى ألمانيا. وقدرت لاغارد هذه الأموال بـ400 إلى 500 مليار يورو.