البنك الدولي يتوقع أول ركود عالمي منذ الحرب العالمية الثانية

وارن بافيت يتوقع تعافي الاقتصاد الأميركي «خلال 5 سنوات» > تريشيه يرى أن الاقتصاد العالمي يقترب «من لحظة النمو»

TT

توقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في بيان صدر قبيل اجتماع السبت القادم لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين. وقال البنك في مقره بواشنطن إن التجارة العالمية تتجه نحو أشد تراجع منذ 80 عاما، وستكون منطقة شرق آسيا هي الأكثر تضررا.

وجاءت التوقعات الاقتصادية للبنك أكثر تشاؤما من نظيرتها الصادرة من صندوق النقد الدولي الذي توقع في يناير (كانون ثان) الماضي أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 0,5%.

كان البنك الدولي قد حذر أول من أمس، من أنه في غمرة الركود العالمي فإن الدول النامية ستواجه عجزا ضخما في التمويل يبلغ 270 مليار دولار على الأقل، وقد يصل إلى 700 مليار دولار لهذا العام فقط، في الوقت الذي هجر فيه الدائنون من القطاع الخاص الأسواق الناشئة.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال البنك الدولي إن ثلاث دول من بين كل أربع دول فقيرة تفتقر إلى الموارد اللازمة للتغلب علي الفقر المتزايد خلال التباطؤ المستمر، فيما لن تتمكن المؤسسات المالية الدولية بمفردها من مساعدتها خلال الأزمة. وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك: «إننا في حاجة إلى التصرف في الوقت المناسب حيال الأزمة المتنامية التي تضر بالشعوب في الدول النامية...

هذه الأزمة العالمية تحتاج إلى حل عالمي، وإن منع حدوث كارثة اقتصادية في الدول النامية يعد شيئا مهما للجهود العالمية المبذولة للتغلب علي هذه الأزمة». ودعا زوليك إلي «الاستثمار في شبكات الأمان والبنية التحتية والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لخلق فرص عمل ولتجنب الاضطرابات الاجتماعية والسياسية».

وقال البنك الدولي إن من المرجَّح أن يتسبب العجز الكبير المعاكس للدورة الاقتصادية لدى حكومات الدول الغنية في خفض الائتمان المتاح تقديمه للدول الفقيرة، وإن تلك الدول النامية التي لا تزال تستطيع الاقتراض سوف تدفع تكاليف (فائدة) أكبر في ظل الوضع المالي الحالي. ووجد البنك الدولي في تقرير له أن 94 دولة من 116 دولة نامية تشهد بالفعل تباطؤا في النمو الاقتصادي. من جهة اخرى توقع المتحدث باسم المصارف المركزية العالمية العشرة الكبرى جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي عقده في بال بسويسرا، اقتراب الاقتصاد العالمي «من لحظة النمو». وقال تريشيه في أعقاب الاجتماع نصف السنوي لمجموعة العشرة في مقر بنك التسويات الدولي «إننا نقترب من اللحظة التي ستشهد انتعاشا اقتصاديا» وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية توقع تريشيه الذي يترأس أيضا البنك المركزي الأوروبي أن يقترب النمو العالمي من الصفر في 2009، مع «انتعاش» في 2010. وأضاف، إن العناصر «الايجابية» ـ التدابير المتخذة من مختلف الحكومات لمواجهة الأزمة الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط ـ «لم تؤخذ في الحسبان كليا» في الوقت الحاضر.

ورأى تريشيه «أن هناك التزاما قويا جدا من قبل السلطات والحكومات بعدم ترك مؤسسات لها أهمية شاملة تنهار» ما يمثل «التزاما قويا جدا لم تأخذه الأسواق تماما في الاعتبار». من جهة أخرى توقع الملياردير الأميركي وارن بافيت أمس أن يتعافى الاقتصاد الأميركي «خلال خمس سنوات» متمنيا «التوصل إلى ذلك في مهلة أقصر»، في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي ان بي سي». وقال بافيت «إن أفضل أيام أميركا (على الصعيد الاقتصادي) أمامنا، لكن السؤال يبقى مطروحا حول الوتيرة التي سنحقق بها ذلك»، واصفا الوضع الحالي بأنه «بيرل هاربور اقتصادي»، في إشارة إلى الغارة اليابانية على القاعدة العسكرية الأميركية عام 1941 وقال «أعتقد أن الاقتصاد سيستعيد عافيته بعد خمس سنوات، ولو أنني أتمنى أن نتوصل إلى ذلك في وقت أبكر». ورأى أن تحركات الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) «السريعة والحذقة أتاحت تجنب الأسوأ»، مشيرا إلى أن تطور الوضع الاقتصادي ولا سيما التضخم «سيتوقف على حكمة السياسات الحكومية». ودعا بافيت الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى تشكيل «جبهة موحدة على الفور خلف الرئيس (باراك) أوباما» وحذر من أن التضخم قد يكون أسوأ من المستويات التي سجلت في السبعينات. وقال «لم أشهد يوما من قبل هذا المستوى من الخوف بين المستثمرين». مضيفا، «يستغرق الأمر خمس دقائق ليسيطر عليك الخوف، لكن استعادة الثقة تتطلب المزيد من الوقت. والنظام لا يعمل من دون الثقة».