القطاع المصرفي يسحب أسواق المال العالمية إلى دوامة التراجع الحاد

الإسترليني يتراجع دون 1.40 دولار > تأميم رابع بنك في أيسلندا لانعدام السيولة > البورصة اليابانية تسجل أدني مستوى في 26 عاما

TT

قادت أسهم البنوك جلسة متردية الأداء في جميع البورصات الأوروبية والعالمية أمس، لتواصل الأسهم تراجعها بعد أن كشفت بريطانيا النقاب عن خطط لزيادة حصتها في مجموعة لويدز المصرفية، وتدافع المستثمرون الذين اشتروا أسهم بنك اتش إس بي سي، على المكشوف لبيعها مرة أخرى قبل إصدار حقوق.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 2.1 في المائة إلى 648.34 نقطة. وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقا بنسبة اثنين في المائة إلى 156.2 نقطة ليسجل أدنى مستوى منذ سبتمبر عام 1996. وكانت البنوك في صدارة الأسهم الهابطة وانخفض سهم إتش.إس.بي.سي 9.7 في المائة وسهم لويدز 7.8 في المائة. وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى في حوالي ستة أسابيع مقابل الدولار وأقل مستوى في شهر أمام اليورو.

وجاء الانخفاض الحاد لسهم لويدز، الذي وصل إلى 14 في المائة في أوائل معاملات أمس، لدفع أسهم بنوك أخرى للنزول بعد أن قالت المجموعة إن بريطانيا سترفع حصتها فيها إلى 77 في المائة بعد أن وافقت على ضمان 260 مليار جنيه إسترليني من الأصول عالية المخاطر. وانخفض الجنيه أكثر من واحد في المائة إلى 1.39 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ أواخر يناير (كانون الثاني). وارتفع اليورو إلى 95.45 بنس وهو مستوى لم تشهده السوق منذ منتصف فبراير (شباط).

وتراجعت الأسهم الأميركية أيضا عند بدء التداول، مع استمرار عدم الثقة في خطوات تعزيز البنوك المتداعية. وأغلقت بورصة لندن على ارتفاع هش مقداره 0.33 في المائة، وكان مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت على نفس الوتيرة ليغلق كاسبا 0.70 في المائة عند 25.62 نقطة. أما في باريس فأغلق كاك 40 على خسارة 0.60 في المائة. أعلنت المجموعتان السويسريتان «كريدي سويس» المصرفية، و«سويس ري» للتأمين، اللتان أضيرتا بشدة جراء الأزمة المالية العالمية، عن تغييرات في الإدارة العليا لهما أمس. وأعلن بيتر فورستموسر رئيس مجلس إدارة «سويس ري» لإعادة التأمين، في بيان، أنه سيستقيل من منصبه، على أن يحل محله فالتر بي كيلهولتس رئيس مجلس الإدارة الحالي لبنك «كريدي سويس»، حيث سيظل عضوا في مجلس إدارته. وتم الاقتراح بأن يتولى رئاسة مجلس إدارة «كريدي سويس»، ثاني أكبر بنك في سويسرا، هانس أولريتش دوريج الذي يشغل حاليا نائب رئيس مجلس الإدارة.

كما أعلن البنك عن تعيين أعضاء جدد في مجلس الإدارة. وكان البنك قد تكبد خسائر قياسية العام الماضي بقيمة 8.2 مليار فرنك (7.07 مليار دولار)، لكنه قال إنه بدأ بداية طيبة في عام 2009. وكان قد أعلن بالفعل عن تغيير رئيسه التنفيذي ورئيس مجلس إدارته في الأسابيع القليلة الماضية.

وأعلنت «سويس ري»عن خسائر صافية للعام الماضي، بلغت قيمتها 864 مليون فرنك، فيما سعت للحصول على تدفق رأس المال من المستثمر وارن بافيت، وحلت ستيفان ليبي محل رئيسها التنفيذي الشهر الماضي، في محاولة لتعزيز الثقة بالشركة.

وأعلن مجلسا إدارة مجموعتي «ميرك»، و«شيرينغ - بلو»الناشطتين في مجال الصيدلة أمس عن التوصل إلى اتفاق للاندماج، تشتري بموجبه «ميرك» منافستها بما يعادل 41.1 مليار دولار. ويقضي الاتفاق بحصول كل من مساهمي «شيرينغ – بلو» على 10.50 دولارات سيولة، و05767 سهما في الشركة الجديدة، التي سيمتلك مساهمو «ميرك» الحاليون 68 في المائة منها، ومساهمو «شيرينغ – بلو» 32 في المائة عقب الصفقة، بحسب بيان مشترك للمجموعتين.

وسيسمح اندماج المجموعتين في «ميرك» بتوفير 5،3 مليار دولار سنويا، اعتبارا من عام 2011. وأوضح رئيس مجلس إدارة «ميرك» ريتشارد كلارك قائلا «إننا ننشئ شركة رائدة عالمية متينة في القطاع الصحي، ترمي إلى الفوز والنمو الدائم». وكانت مشاعر القلق على مصير بنوك رئيسية قد دفعت أسواق الأسهم إلى التراجع في أوروبا لتواصل عمليات البيع الواسعة التي شهدتها المعاملات الآسيوية. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 45.08 نقطة أي ما يعادل 0.68 في المائة ليصل إلى 6581.86 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 4.85 نقطة أي 0.71 في المائة مسجلا 678.53 نقطة. ولم تنج بورصات الشرق الأقصى من الهبوط، لتنخفض أسهم هونغ كونغ بنسبة 5 في المائة تقريبا في ظل تراجع سهم بنك «إتش إس بي سي» بنسبة 24 في المائة.

وقد فقد مؤشر هانج سينج للأسهم الممتازة 576.94 نقطة أو ما يعادل 4.84 في المائة لينهي تعاملات أمس عند 11344.58 نقطة. وقد بلغ حجم التداول 35.7 مليار دولار هونغ كونغ (4.6 مليار دولار).

وقد سيطر على عمليات تداول اليوم عمليات بيع أسهم بنك «إتش إس بي سي»، التي انخفضت بنسبة 24 في المائة لتنهي تعاملاتها عند 33 دولار هونغ كونغ، وهذا أدنى مستوى لها منذ 1995. بدأت أسهم «إتش إس بي سي» تعاملات اليوم عند 41 دولار هونغ كونغ ووصلت 37 دولار هونغ كونغ في النصف الأخير من التعاملات قبل أن تنخفض بصورة كبيرة. وقد تراجعت أسهم مصرف هانغ سينغ بنك بنسبة 9 في المائة.

مليون يورو بعد خصم الضرائب وذلك لعام 2008 بأكمله.

سجل مؤشر نيكي القياسي في اليابان الذي يضم 255 سهما أدنى مستوى له منذ أكثر من 26 عاما وسط مخاوف بشأن مستقبل القطاع المصرفي العالمي والاقتصاد المحلي. وقد فقد مؤشر نيكاي القياسي87.07 نقطة أو ما يوازي 1.21 في المائة ليغلق عند 7086.03 نقطة.

وعودة إلى المناطق الأوروبية الأكثر تضررا، أعلنت مجموعة «شترومور بورداراس» المصرفية في أيسلندا أمس، أنه رابع بنك كبير تسيطر عليه حكومة البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2008 للافتقار إلى السيولة المالية.

وأعلنت هيئة الرقابة المالية في أيسلندا عن القرار بعد يوم من إعلان «شترومور» أن عليها التزامات بقيمة 33 مليون يورو (41 مليون دولار)، لكن ما لديها للتصرف فيه هو 15.3 مليون يورو فقط.

وتناضل أيسلندا في ظل ارتفاع أسعار الفائدة إلى 18 في المائة وزيادة التضخم وارتفاع معدل البطالة.