الأزمة المالية: تباطؤ قطاع الخدمات اللوجستية بدول الخليج قد يصل إلى 50%

بعد أن شهد معدلات نمو «هائلة» خلال السنوات الأخيرة

TT

قدر مستثمرون في قطاع الخدمات اللوجستية، أن نسبة التباطؤ في هذا القطاع بدول الخليج بلغت بفعل الأزمة المالية العالمية نحو 50 %، مرجعين ذلك إلى التباطؤ في حركة الاستيراد والتصدير من وإلى المنطقة. فيما توقع بعض المشتغلين في هذا القطاع أن الأزمة المالية قد تخلق فرصا لشركات الخدمات اللوجستية، تتمثل في قطاع التخزين الذي شهد انتعاشا واضحا في الربع الأخير من 2008 وفقا لتلك التقديرات.

وقال محمود البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة اللوجستية وأحد المتحدثين في مؤتمر ميد لإدارة السلاسل والخدمات اللوجستية في دبي إن السوق تأثر أكثر من 50%، على اعتبار أن عمليات الاستيراد وما يوازيها من حركة الشاحنات أصبحت اقل. معتبرا أن هذا التباطؤ الذي يدفع إلى الحذر تجاه أي خطوة «قد يستمر إلى الربع الأخير من العام الحالي على الأقل». في ذات الوقت أشار البلوشي إلى أن «الركود يمكن أن ينعش الخدمات اللوجستية التي تقدم خدمة التخزين، على اعتبار أن العام الماضي شهد استيراد العديد من الشركات لكميات هائلة من المواد والبضائع، كان يفترض بيعها أو تصديرها الأمر الذي لم يحدث ما دفع إلى ضرورة تخديمها لوجستيا وتخزينها في أماكن تتسع لها». ويتفق فيلب خوري المدير التجاري لشركة «أي دي اس او» للخدمات اللوجستية مع أن قطاع التخزين شهد انتعاشا واضحا. مشيرا إلى أن كل قطاعات الخدمات اللوجستية شهدت تراجعا بما يقدر بـ 50% في الفترة الأخيرة إلا قطاعا واحداً هو قطاع التخزين، الذي يغطي جانبا كبيرا من الخسائر الناجمة عن التباطؤ.

وكان قطاع الخدمات اللوجستية في منطقة الخليج قد شهد خلال السنوات الأخيرة معدلات نمو «هائلة» بالتزامن مع الازدهار الذي شهده الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن النمو المستقبلي لهذه الصناعة يواجه قيوداً بسبب الطلبات الحالية المفروضة على البنى التحتية في جميع أنحاء المنطقة. وتشير الاحصاءات إلى أن إجمالي تعاملات الموانئ الرئيسية الثمانية في المملكة العربية السعودية مثلا يصل إلى 30 مليون طن من البضائع سنوياً، في حين أن إنشاء مطار دبي ورلد سنترال سوف يساعد على تحويل دبي إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية، نتيجة لتزايد القدرات وتوسيع نطاق المهام التي سيؤديها. كما تستثمر أبوظبي والبحرين وقطر بشكل كبير في تطوير البنى التحتية للخدمات اللوجستية لديها.

بدوره يرى محمود البستكي مدير دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي أن لا احد يستطيع أن يعطي قياسا لمدى التراجع في قطاع الخدمات اللوجستية. مشيرا إلى تراجع واضح في هذا القطاع، ومستطرداً إننا «في 2009 يجب أن ننسى النمو، يمكن الحديث عن انخفاض 30 ـ 40 لا نعلم، لكن القطاع تأثر فعلا، فالبضائع وكمية التجارة الداخلة والخارجة من دبي قلت بشكل واضح»، متوقعا أن يشهد الربع الأخير بعض الصعود.

ويحضر مؤتمر ميد لإدارة السلاسل والخدمات اللوجستية كبار الممثلين وصناع القرار من الشركات العاملة في كل قطاع تقريبا من قطاعات صناعة سلاسل التوريد الإقليمية مثل شركة أرامكو السعودية، شركة دي إتش إل، ميرسك، الفطيم لوجستيكس، وشركة آي بي إم. كما ستتم في المؤتمر مناقشة دراسات ذات صلة عن المشاكل الرئيسية التي تواجه صناعة الخدمات اللوجستية في المنطقة في ظل الأزمة الحالية.