تنطلق في العاصمة البريطانية لندن الجمعة المقبل اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين. وتشارك السعودية في اجتماعات وزراء المالية بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، بالإضافة إلى الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور حمد البازعي وكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية، والدكتور عبد الرحمن الحميدي وكيل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور سليمان التركي المستشار الاقتصادي بمكتب الوزير. وسيبحث الاجتماع الجهود الدولية المبذولة لمعالجة الأزمة المالية الحال وتداعياتها على الاقتصاد العالمي من خلال دور المؤسسات المالية الدولية في المساعدة على تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية واستعادة نشاط النظام المالي الدولي من خلال تعزيز الأنظمة السليمة والشفافية، بالإضافة إلى تقوية التعاون الدولي.
كما سيتابع الاجتماع خطوات تنفيذ ما تم التوصل إليه في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في واشنطن في نوفمبر(تشرين الثاني) من العام الماضي.
وكان العساف وزير المالية السعودي قد ذكر في وقت سابق أن التحدي الأساسي الذي يواجه العالم حاليا هو كيفية استعادة النمو الذي فقده بسبب الأزمة المالية، مشيراً أن ذلك الأمر سيكون محور قمة لندن، بالإضافة إلى أن القمة ستبحث أيضا في الوسائل الممكنة لإعادة الإقراض إلى مستويات ما قبل الأزمة في العالم.
وأضاف إلى وجود جانب أساسي في القمة، والمتمثل في كيفية مساعدة الدول متوسطة ومنخفضة الدخل على مواجهة الأزمة، ومساعدة تلك الدول تحقق بحصول المؤسسات المالية الدولية على الموارد المالية الكافية لتقديمها لهذه الدول في حالة الحاجة إليها سواء كانت صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو غيرهما.
وأضاف أن الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في العالم، يعتبر جانبا تصحيحيا للأخطاء السابقة التي أدت إلى ما وصل إليه العالم من شبه انهيار للنظام المالي الدولي، وهو ما وصفه العساف بالانهيار الذي طال تأثيره الاقتصاد الحقيقي.
وأكد أن الجهود الرامية إلى رفع درجة الرقابة على المؤسسات المالية، موازية لجهود استعادة النمو في العالم على المدى الطويل، مشيراً إلى التأكيد على بحث تشديد الرقابة على المؤسسات المالية، وتبني معايير محاسبية مناسبة، إضافة إلى أن تكون هناك معايير لمؤسسات التصنيف الائتماني، لافتاً أن تلك الجوانب كافة سيتم بحثها وهي مواضيع طرحت في قمة واشنطن وسيتم استكمالها بالتفاصيل في قمة لندن، مؤكداً أنه يتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق حولها.
وأكد وزير المالية السعودي أن القمة ستبحث أيضا منتدى الاستقرار المالي»، وهو منتدى يتكون حاليا بعدد من الدول المتقدمة، بالإضافة إلى توجه في قمة واشنطن بأن يتم توسيع عضوية هذا المنتدى، وهو تجمع له علاقة بموضوع الاستقرار المالي العالمي بما في ذلك أساليب الرقابة على المؤسسات المالية.
ولفت الوزير إلى أنه ربما لا يكون من المناسب وجود جهاز دولي واحد للرقابة على المؤسسات المالية، لكن على الأقل لابد أن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة الرقابية والإشرافية على المؤسسات المالية، وهذا سيستمر بحثه في قمة لندن.