خبير أميركي: تجنب الصرف الائتماني من مظاهر مقاومة الكساد الاقتصادي

كاتينو لـ «الشرق الأوسط» : المعالجة تبدأ من الأفراد وتتطلب إعادة النظر في الأنظمة والتشريعات

د. مارتن كاتينو
TT

دعا خبير أميركي مختص في دراسة الكساد الاقتصادي إلى ضرورة أن تبدأ مقاومة الكساد التي بدأت ملامحه في اقتصادات العالم من مستوى الأفراد ووصولا إلى الحكومات، مشددا على ضرورة وقوف الفرد إلى جانب الحكومة لتجاوز المرحلة التاريخية.

وقال الدكتور مارتن سكوت كاتينو وهو باحث أكاديمي متخصص في ملف الكساد الاقتصادي إن المرحلة التي يعيشها العالم تمضي في مسار تاريخي لدورة اقتصادية طبيعية إلا أن ذلك لا يعني تخاذل اقتصادات العالم إلى بحث سبل وطرق للإنعاش والنهوض مجددا.

وشدد كاتينو في حديث لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة انتهاج الأفراد لتغييرات في طريقة تعاملهم من المعطيات الاقتصادية الأولية في مقدمتها تجنب استخدام الصرف الائتماني من خلال البطاقات أو الاقتراض خلال الفترة المقبلة وذلك لعدم تضخيم أزمة الاقتصاد المتأتية من إشكالية الائتمان المالي.

ولفت كاتينو إلى أهمية أن يعيد الفرد هيكلة مصروفاته ويحاول تأجيل مشاريعه الشخصية في وقت لا بد أن يعتمد فيه على ضخ السيولة المباشرة من دون الاعتماد على البطاقات الائتمانية أو الاقتراض، موضحا أن ذلك يمكن أن يمثل دورا إيجابيا للفرد للمساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي.

وطالب كاتينو بأهمية تحديد الحكومات للمشكلات الاقتصادية الآنية التي تواجهها ومحاولة حلها بأسرع وقت ممكن في وقت ينتظر أن تستمر بروز مظاهر الكساد مع مرور أيام العام الجاري 2009، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة رفع مستوى الكفاءة والمحاسبة وزيادة المعايير المتعلقة بالوضع المالي والتداولات.

ويرى كاتينو أن أحد جوانب الكساد الإيجابية هو إعادة الأفراد والحكومات لمساءلة ذواتهم وإعادة النظر في أنظمتهم المتبعة كلما بدأوا يتناسون أو يتخاذلون عن بعض التشريعات، مشيرا إلى أهمية أن يتحلى الأفراد بالصبر وسط تضافر الجهود مع حكوماتهم. ولفت كاتينو إلى أن هناك مظاهر ستتشارك بين الكساد الحالي والكساد العظيم الذي وقع بدايات القرن الماضي، حيث بدأت ملامح شح الوظائف وتسريح العمال وتراجع قيم الأصول والأملاك وهبوط أسعار البورصات والأسهم وانخفاض الطلب إلا أنه لا بد من الإيمان بأن معالجة الأزمات تتم بشكل مختلف، وفقا للظروف والمسببات. ويرى الباحث الأميركي أهمية أن تتجه الدول للمسارعة بسن القوانين وإعادة هيكلة الأنظمة والتشريعات والمعايير بشكل عملي بدلا من الاتجاه نحو تقييم المرحلة فقط والتنظير وزيادة وتيرة تباطؤ خطواتها العملية لتحسين وضع الاقتصاد المحلي.

ويتفرغ الباحث الأميركي كاتينو لدراسة وضع الكساد ودراسة مسبباته ومقارنتها بالكساد العظيم ضمن برنامج منحة فولبرايت الأكاديمية الأميركية، يتخللها زيارات لبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط للاطلاع على تجاربها، كان منها زيارته الحالية للسعودية تضمنت زيارة لجامعة الملك سعود ومراكز الدراسات الاستراتيجية ومركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية. ثم سيزور البحرين.

ومعروف أن «الكساد العظيم» هي أزمة اقتصادية شهدتها أميركا في عام 1929، أدت إلى انتشار البطالة وانهيار اقتصادي.