«جدوى للاستثمار»: 150 مليار دولار تلاشت مع انهيار الأسهم السعودية منذ منتصف العام الماضي

أكدت أن الأوضاع المالية للبنوك المحلية سليمة

TT

طمأنت شركة استثمار سعودية على وضع البنوك السعودية خلال المرحلة الحالية التي تشهد فيها اقتصادات العالم ملامح واضحة لركود اقتصادي مؤكدة، بأن وضعها متماسك وقوي، مقدّرة، في الوقت ذاته، حجم قيمة الأموال التي تبخرت منذ منتصف العام المنصرم بـ150 مليار دولار نتيجة تراجعات سوق الأسهم السعودية.

وذكرت شركة جدوى للاستثمار– شركة سعودية مرخصة- أنه رغم إجراء البنوك المحلية السعودية خفضاً في قيمة محافظ الاستثمارات المحلية والدولية لديها، إلا أن أوضاعها المالية لا تزال سليمة بصورة أساسية. وأوضح براد بورلاند، رئيس الدائرة الاقتصادية والأبحاث معد التقرير، أن مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» كانت قد أشارت إلى أنها تود من البنوك المحلية التوسع في عمليات الإقراض، لكن النقص في القروض للقطاع الخاص، التي انخفضت للشهر الثاني على التوالي في يناير (كانون الثاني)، ليس ناتجا عن عدم توفر أموال كافية لدى البنوك، بدلالة ما قدرته بيانات ذات الشهر احتياطيات البنوك التجارية لدى «ساما» بحوالي 70.3 مليار ريال.

ولفت بورلاند إلى أن هذه القيمة تفوق الاحتياطي الإلزامي المفروض عليها عقب ارتفاعها من 41.1 مليار ريال في نهاية ديسمبر (كانون الأول) ومن 0.9 مليار ريال فقط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

ولفت بورلاند إلى أن ضعف سوق الأسهم المحلي يشكل هاجسا كبيرا، خاصة أن السوق يسيطر عليه المستثمرون الأفراد، موضحا أن «جدوى للاستثمار» تقدر ما يزيد على 150 مليار دولار من ثروة القطاع الخاص تبخرت بسبب انهيار أسعار الأسهم منذ منتصف العام الماضي، مما يؤثر سلباً بصورة واضحة على الإنفاق الاستهلاكي. واستطرد بورلاند: «رغم التدهور الشديد في الملامح المستقبلية بشأن الاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء، نعتقد أن السوق السعودي مقيّم حاليا بأقل من قيمته العادلة»، مفيدا أنه رغم هبوط سوق الأسهم السعودي بنسبة 60 في المائة منذ منتصف العام الماضي منخفضا إلى مستويات متدنية لم يسجلها منذ نوفمبر 2003، إلا أنه لا توجد دلائل تشير إلى احتمال تدخل حكومي ولا نعتقد أن عليها أن تتدخل في عمل سوق الأسهم.

وحول الركود العالمي، بين بورلاند أن البيانات الاقتصادية التي تم نشرها خلال الأيام القليلة الماضية، أوضحت أن اقتصادات كافة الدول حول العالم تتهاوى نحو ركود عميق، مما أدى إلى المزيد من الخفض في أسعار الفائدة وتبني الدول لسياسات اقتصادية غير مألوفة، موضحا أن التدابير المتخذة من قبل الحكومات في أوروبا وأميركا لم تكف لاحتواء الحالة النفسية السلبية السائدة في أسواق الأسهم، وسط تأرجح مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية حول أدنى مستوياتها منذ 12 عاما.