الكرملين يدعو قمة مجموعة الـ20 إلى إصلاح نظام اقتصادي عالمي «متقادم»

باروسو يؤكد على إصدار لوائح مالية أكثر صرامة.. ويتفق مع براون على رفض الحمائية

براون وباروسو أثناء مؤتمرهما الصحافي في مقر رئيس الوزراء البريطاني بلندن أمس (رويترز)
TT

صرح جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية أمس بأن إنعاش الاقتصاد العالمي يتطلب إصدار حزم تحفيز مالية ولوائح مالية أكثر صرامة.

ورفض باروسو خلال حديثه، بعد أن أجرى مباحثات مع رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون، أي «خيار زائف» بين إجراءات التحفيز المالية واللوائح المحسنة.

وقال باروسو «نحن نحتاج للأمرين»، ولكنه أضاف إن إعادة بناء الثقة في الأسواق العالمية وتحقيق انفتاح أوسع نطاقا، لهما نفس الأهمية.

وشدد باروسو على أن هناك حاجة لتنفيذ الإجراءات التي اتخذتها حكومات الاتحاد الأوروبي بالفعل، وأن دول الاتحاد الأوروبي أنفقت بالفعل 3.3 % من إجمالي الناتج المحلي لديها على الإجراءات المالية المنسقة.

وأِشار باروسو إلى أن «الأموال لا تنمو على الأشجار» ولكنه أضاف أن أوروبا على استعداد لاتخاذ «إجراءات إضافية إذا لزم الأمر».

وتعهد كل من براون وباروسو بـ«إنجاح» قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في لندن الشهر المقبل، وحذرا من أنه يجب تجنب العودة للحمائية مهما كان الثمن.

من ناحية أخرى حث قادة أفارقة رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون على عدم السماح للأزمة الاقتصادية العالمية بإلغاء التعهدات بمساعدة الدول النامية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع اليوم الاثنين رئيس وزراء بريطانيا بقادة ليبيريا وتنزانيا وبتسوانا وكينيا وإثيوبيا في لندن. جاء القادة إلى لندن لضمان سماع صوت القارة الأفريقية في قمة مجموعة الدول العشرين الكبرى التي تستضيفها العاصمة البريطانية.

وقال براون لضيوفه إنه من المهم أن تتعامل القوى الاقتصادية الكبرى في العالم مع التحدي الذي يفرضه تحقيق الهدف الذي حددته الأمم المتحدة تحت اسم أهداف الألفية التنموية بشأن القضاء على الفقر في أفريقيا وغيرها من مناطق العالم.

وأضاف «أريد أن نخرج من هذا الاجتماع ليس فقط بالتأكيد على أن كل قارة بما في ذلك أفريقيا سوف تنال نصيبها العادل من الدعم خلال الشهور القليلة المقبلة». وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، أشار إلى بيانات الحكومة البريطانية التي تحذر من سقوط حوالي 100 مليون شخص في العالم في هاوية الفقر بسبب أزمة الركود الاقتصادي في العالم.

وقال براون إن اتفاق وزراء مالية مجموعة الدول العشرين مطلع الأسبوع الحالي على زيادة موارد صندوق النقد الدولي سوف يساعد الاقتصادات الناشئة والنامية في التغلب على أزمة الائتمان العالمية.

من ناحيته قال دونالد كابيروكا رئيس البنك الأفريقي للتنمية أمس إنه على العالم الغني عدم السماح للركود بأن يدمر أهداف الألفية التنموية التي أقرتها قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في اسكتلندا عام 2005 .

من جهة أخرى، دعا الكرملين أمس قمة مجموعة الدول العشرين المقررة في بداية ابريل (نيسان) في لندن، إلى إصلاح نظام اقتصادي عالمي «أحادي القطب» وفي طريقه لان يصبح «متقادما»، وقدم سلسلة اقتراحات في هذا المعنى.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الكرملين في بيان نشر على موقعه الالكتروني، إن «الأزمة المالية العالمية الحالية ناجمة عن انهيار النظام المالي القائم بسبب إدارة سيئة أهملت مخاطر كبيرة». ورأت الرئاسة الروسية أن «النظام الأحادي القطب الحالي في طريقه إلى أن يصبح متقادما، ويجب استبداله بنظام يستند إلى التفاعل بين عدد من المراكز الرئيسية». لكن حتى لا يكون هذا التنظيم الجديد «مفاجئا»، من الضروري تعزيز نظام ضبط ومراجعة دور المؤسسات الدولية الكبرى، بحسب البيان. وتعتزم روسيا أن تقدم خلال القمة المقررة في الثاني من ابريل في لندن، سلسلة من ثمانية إجراءات، تهدف خصوصا إلى ترويج سياسة نهوض لحركة الطلب في هذه الفترة من الأزمة، ودعم الدول النامية، وزيادة المعارف الاقتصادية والمالية لدى المستهلكين.